أشاد رجل الأعمال المعروف الشيخ يوسف بن عوض الأحمدي بمشاريع التوسعة في محيط المسجد الحرام والمشاريع العملاقة المنفذة في المشاعر المقدسة .. واكد الأحمدي أن مكةالمكرمة تحظى باهتمام وعناية فائقة من قبل ولاة الامر في هذه البلاد وأنه يسعى بكل جد الى تحقيق أهداف القيادة الرشيدة من خلال تقديم مقترحات وخطط مستقبلية من حوالي ثلاث سنوات لتطوير المنطقة المركزية بهدف رفع القدرة الاستيعابية من خلال تعاون مشترك بين القطاعين العام والخاص . والشيخ يوسف الأحمدي عضو اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة وعضو لجنة تقدير عقارات توسعة الساحات الشمالية للمسجد احرام ومستشار صاحب السمو الملكي الامير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود . "البلاد " التقت الشيخ الأحمدي ليحدثنا عن مقترحاته وتصوراته لمستقبل العاصمة المقدسة فكانت هذه حصيلة اجاباته على اسئلتنا : • يتركز اهتمامكم على المساهمة في تطوير العاصمة المقدسة حدثنا عن ذلك ؟ من المعلوم أن مكة لها حدود شرعية وبالنسبة للعلامات الموجودة حاليا فهي لاتوجد إلا على الطرق الرئيسية فقط واقترحنا وتقدمنا لخادم الحرمين الشريفين بطلب إنشاء طريق يظهر حدود مكة الشرعية ويطور المناطق التي يمر بها وذلك باستثمارات كبيرة ومشاريع إسكانية ومتنزهات والقصد من هذا المشروع هو إيجاد حمى لحدود مكة الشرعية، وهذه الفكرة تتطلب أن تكون جميع الورش والمدن الصناعية خارج هذا الطريق كذلك يمكن إقامة معاهد عالمية يمكن أن يعمل فيها غير المسلمين وتفيد مكةالمكرمة ويمكن أن يستفاد كذلك من هذا الطريق سياحيا وكما تعلمون أن مكة يفد إليها أكثر من خمسة ملايين حاج ومعتمر ومستقبلا سوف يصلون إلى الضعف، هؤلاء يرغبون في التعرف على حدود هذه المدينة المقدسة وربما يتم توضيح هذا الطريق بإضاءة ليلية مميزة ولافتة للنظر تسمح برؤية حدود مكة الشرعية بوضوح من ارتفاع معين بطائرة أو حتى من فوق قمة جبل . والموضحة في الصورة رقم "1" • ولماذا مكةالمكرمة تحديدا ؟ لا يوجد مشروع يقام وينفذ في مكةالمكرمة إلا وله عائدات مالية كبيرة وتكون جدواه الاقتصادية مرتفعة ومربحة قياسا بأية مدينة أخرى . ومكةالمكرمة هي مدينة حِراك اقتصادي قوي فلقد أصبح العمل الاقتصادي على مدار الساعة وفترة العمرة أصبحت على مدار العام والمعتمر والزائر والحاج يحتاجون إلى المسكن الملائم ، ولذلك لايفوتنا أن الأعداد بالنسبة للمعتمرين والحجاج في زيادة دائمة ومستمرة وهذه الزيادة هي من أهم مرتكزات العناية بالتخطيط والتنظيم لأن كل ظاهرة بشرية ترافقها ظواهر عمرانية واقتصادية واجتماعية . وبالنسبة لمشاريع المنطقة المركزية فهي بهذه المقترحات وبإذن الله ستزداد قيمتها ومنفعتها الاقتصادية وذلك بعد ان يتم تنظيمها وزيادة مساحتها وإعطاؤها إطلالة أكبر على الحرم المكي الشريف اضافة إلى ايجاد منافذ مناسبة تسهل الوصول من وإلى هذه المشاريع وتربطها بساحات الحرم، والكل يتنافس على أن يكون مشروعة ذا مساحة وإطلالة أكبر وسهل الوصول إليه . وأخذنا في الحسبان استدامة المشاريع وإطالة عمرها الافتراضي، فبإذن الله سيصل استثمارها إلى مالا يقل عن 300عام وليس 20أو 30عاماً بمشيئة الله تعالى لأننا رفعنا القدرة الاستيعابية للطرق وساحات الحرم والبنية التحتية والعلوية والمرافق أضعاف الموجودة حاليا وكل هذا سيضيف للمشاريع التطويرية قيمة أكبر وأرباحا مجزية واستدامة مدروسة إن شاء الله • وإلى ماذا تهدف من هذه المشاريع ؟ هدفي الأول هو خدمة ديني ومليكي ووطني وخدمة أم القرى مقصد المسلمين كما أهدف للعمل على وضع تنظيم وتخطيط شامل ومتكامل لمستقبل أفضل لتحقيق أهداف خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لجعل مكةالمكرمة أجمل مدن العالم وأكثرها تطورا وتنظيما. ولعلنا نتذكر خطاب خادم الحرمين الشريفين الشهير " اعينوني.. اشيروا علي لاتبخلوا " فهذه من الاشاره والاعانه على الحق . • الم تتضجر الشركات العاملة في المشاريع حول الحرم من هذه الأفكار لديكم أو تتخذ موقفا منكم ؟ أحب أن أوضح نقطة مهمة حتى يعرفها القاري الكريم وهو انني مشارك في كل الشركات العاملة حول الحرم وذلك بصفتي وكيل ومالك في العقارات التي تطورها الشركات مثل شركات الشامية وشركات جبل عمر وجبل عمر2 ومشروع جبل خندمة ومشروع درب الخليل . ولاقتناعي بان هذه الشوارع الرئيسة لم تخدم من قبل هذه الشركات . فتقدمت باقتراحات تم صياغتها في مجسم لجميع هذه المشاريع والحلول المناسبة حتى يطلع عليها أصحاب القرار . والموضحة في صورة رقم "2" و لقد وضعنا مسميات وأضفنا مساحات وإطلالة اكبر واستدامة مدروسة إن شاء الله والأهم سرعة وسهولة الوصول منها وإليها وربطها بالحرم وهي مجرد اقتراحات مبدئية لتنظيم تلك المشاريع التي أخذت مذكرات تفاهم مع الهيئة العليا بالمنطقة المركزية .والموضحة في الصورة رقم "3" • من أي المواقع ستبدأ الانطلاقة التنموية ؟ تمت الاستعانة بشبكة من الخطوط الإشعاعية والخطوط الدائرية لنقطة ومركز انطلاقها من الكعبة المشرفة لان المسجد الحرام هو المنطلق لكل تخطيط في هذه المدينة المقدسة خاصة في المنطقة المركزية وترتبط تخطيطياً بها وتراعي حركة المعتمرين في الدخول والخروج من الحرم وتراعي المداخل ذات التركيز الأعلى للحرم أو حتى للمدينة بشكل عام وكل هذه الخطوط الدائرية ترتبط علاقتها بالكعبة المشرفة فعلى سبيل المثال إذا كنت في الطريق الدائري الثالث أو الرابع وسرت على هذه الطرق سوف يسهل عليك إيجاد إتجاه الكعبة نفس الأمر إذا كنت تسير على أحد الطرق الإشعاعية ومن منطلق هذه الاستعانة بتلك الشبكة أبعدنا المشاريع الضخمة عن الحرم وفي المقابل أصبحت مساحتها وإطلالتها اكبر على الحرم وسهلنا من سرعة الوصول منها وإليها وبالتالي ستتحصل على قيمة أكبر وأرباح مجزية واستدامة مدروسة بإذن الله وقبل ذلك ستسهم بتطوير أكبر قدر من المساحات العشوائية في المنطقة المركزية وبذلك نهدف إلى استغلال المنطقة المركزية الاستغلال الأمثل والذي سيخدم الصالحين العام والخاص حاضراً ومستقبلاً. والموضحة في صورة رقم "4" • تعاني مكةالمكرمة من اختناقات مرورية ما مدى إسهامكم لحل هذه المشكلة المزمنة ؟ - وضعنا مقترحا ولدينا دراسة في هذا الجانب وهو طريق يمتد من الدائري الثالث بمكة إلى كوبري الحجاج الواقع في شمال الدائري الشرقي بجدة ويرتبط بشمال طريق الملك عبد العزيز بجدة أيضاً والهدف هو اختصار المسافة والتسهيل من سرعة وصول الحجاج والمعتمرين إلى مكة وتخفيف الضغط على الطريق السريع الحالي، وهذا الطريق ممكن أن يقام عليه مشاريع إسكانية ومحطات نموذجية ومتنزهات بالإضافة إلى إمكانية إنشاء قطار عليه يربط مكة بمطار جدة الدولي لخدمة الحجاج والمعتمرين وقاطني منطقة مكةالمكرمة. • ما رؤيتكم لتطوير المنطقة المركزية ؟ بحسب الدراسات التي قام بها مختصون في معهد أبحاث الحج كشفت أن الكثافة في المنطقة المركزية تفوق المعدلات الطبيعية وقد تصل إلى ستة أشخاص لكل متر مربع الأمر الذي يؤكد أن المنطقة المركزية تعاني من ضعف الطاقة الاستيعابية للطرق والممرات والساحات وتشهد ازدحاماً كثيفاً واختناقات مرورية عديدة في المواسم مع وجود مجموعة كبيرة من المباني المتهالكة والطرق ذات القدرة الاستيعابية المحدودة وغير القادرة على مواجهة الزيادة المطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين . كل هذا يجعل من إعادة تأهيل هذه المنطقة وإعادة هيكلة شبكة طرقها أمراً ملحاً لا يمكن الاستغناء عنه تحت أي ظرف من الظروف لمواجهة تحديات كبرى متمثلة في زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين . ونقترح كحل وقتي الاستفادة من فتح الدور الأرضية للمشاة وتنظيم المحال التجارية بها بما لا يعوق حركة المشاة وذلك بالنسبة للمباني المطلة على الطرق الرئيسية وساحات الحرم مما سيعطي تلك المشاريع عمراً افتراضياً أطول وأن لا يسمح بالبناء حاضراً ومستقبلاً داخل الدائري الأول المقترح والذي سيكون على شكل محيط دائرة مركزها الكعبة ونصف قطرها 530متراً وطوله 3400متر تقريباً حتى نحافظ على ما بداخل هذا الدائري لتكون ساحات للحرم . ونقترح إنشاء شركة قابضة للإشراف على مشاريع التطوير الكبرى في مكةالمكرمة ويكون لهذه الشركة نسبة من الأرباح من 10إلى 15% مقابل الفكرة والتخطيط وتأسيس الشركات ليس كما هو الحال فليس للشركة المطورة على الملاك أي نسبة بل إن المنهجية ينقصها إضافة هذا البند حتى تضمن للشركة المطورة حقوقها لأنه في الوقت الحاضر يساهم مالك العقار بعقاره ويعرف عدد أسهمه ثم يباشر بيعها لمالك آخر دون خصم عليه أي نسبة للشركة المطورة وهذا اقتراح مبدئي. • هذه الأفكار هل من الممكن تنفيذها في القريب العاجل ؟ هذه المقترحات ما هي إلا وجهات نظر تحتمل الخطأ أو الصواب وقابلة لأي تعديل أو ملاحظة أو انتقاد للصالح العام ولنركز على جوهر الفكرة وهو تنظيم وتخطيط مكة بشكل شامل ومتوازن والمنطقة المركزية بشكل خاص وبأي طريقة كانت المهم هو أنها ستخدم المنطقة حاضراً ومستقبلاً وأن نسعى لتخطيط وتطوير المنطقة المركزية التخطيط والتطوير الأمثل اسأل الله العلي القدير أن يكون ما قدمناه نافعاً لبلد الله الحرام ومرضياً لتطلعات حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده الأمين يحفظهم الله و اسأل الله أن يوفقنا وإياكم وعامة المسلمين لخدمة هذا البلد الطاهر وأن يعينكم على مسئولياتكم وختاماً أرجو من الله أن يحقق ما نصبوا إليه جميعاً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .