مما لا يخفى أن الموروث الشعبي يتم تناقله بين الأزمنة المختلفة وكل جيل يورثه للجيل الذي يليه حفاظا على ديمومته. وبالتأكيد فإن الشعر ليس بمعزل عن الحياة العامة بل هو ترجمة للاحداث بجميع جوانبها، حيث يمثل شاهد عيان ودليلا دامغاً على ما يتم تناقله من احداث. وبما أن للشعر مبدعيه ومردديه وحافظيه مما يضمن تناقله وبقاءه فإننا نعد سببا مباشرا في تطويره ومواكبته للعصر أو في جعله يترنح ويتوارى في الصفوف الخلفية حتى يعود مجرد سلعة للكسب المادي. وهكذا يظل الشعر ينتظر اليوم الذي يعود فيه الى الواجهة لإتمام رسالته الحقيقية. ومن هذا المنطلق فإنني ارى ان هناك عوامل اساسية يجب علينا اخذها بعين الاعتبار حتى نستطيع ان ننقل موروثنا الشعبي للجيل القادم بطريقة حديثة تسهل عليه فهمه واستمراره بل وتطويره: * التنويع في تقديم الموروث الشعبي كالمسحباني واللعب والعرضة فما قد يتذوقه البعض لا يروق للبعض الآخر ولكن التنويع يؤدي إلى جذب الغالبية العظمى من الجمهور، وكذلك التركيز والتنسيق على الأداء الحركي في الميدان. * ان يتحلى الشاعر بالمصداقية في قصائده والبعد عن التكلف غير المبرر وترجمة الاحداث والمواضيع الاجتماعية الحالية ولا مانع من اخذ العبر والحكم من الماضي بما يتواكب مع روح العصر الحديث. * اختيار المفردة السهلة والمفهومة التي يستطيع ان يفهمها العامة والبعد عن الغوص في اعماق بحر الموروث لانتقاء المفردات التي يصعب فهمها على الغالبية العظمى، كما يجب ان يكون ما يقدم فيه من الابداع مما يجذب المستمع للمتابعة والنقل. * البعد عن الاسراف في المدح غير المبرر واثارة العنصرية والقبلية في الميادين وان يستحضر الشاعر دائماً انه يمثل هذا الموروث وكل ما يقوله محسوب عليه وعلى الموروث فهو من ابنائه. * قيام الجمعيات المعنية بدورها في جمع الشعراء ليس للامسيات فحسب وإنما للنقاش وطرح الآراء والافكار للتطوير والتقييم ووضع الخطط اللازمة ومشاركة الاكاديميين ومن لديه الامكانيات لخدمة هذا الموروث. * يجب اعداد العدة للمحافظة على هذا الموروث بالتدوين أو التسجيل بالطريقة المناسبة ومساهمة رجال الاعمال والجمعيات في ذلك.