* هاتفني صديق أهلاوي بعد أن قرأ مقالي الاسبوع الماضي «الاهلي.. السيمفونية العذبة التي نعرفها».. ولفت انتباهي إلى نقطة ملحوظة على ساحتنا الرياضية كثيراً، وهي تعصب البعض لناديهم بشكل غير مقبول، وقال انني لاحظت ان عدداً من اخواننا من محبي وجماهير نادي الاتحاد تحديداً، لا يروقهم من قريب أو بعيد أن يجدوا أمامهم شخصاً يقول «أنا.. أهلاوي». * وقال إن الأهلي صار يشكل «حساسية فوق الطبيعي» لدى الكثير من اخواننا من جمهور الاتحاد، واضاف وأنا استمع إليه بدهشة بالغة انه زار ذات مرة شخصية اتحادية، فوجد أن مجرد ذكر اسم الأهلي امامه «يقلب» مزاجه 180 درجة، ويعكر صفوه، ويحول نهاره إلى ليل !! * وأضاف ان هذه حالة غير طبيعية اطلاقاً، ان يكون عند أحدنا حساسية مفرطة من النادي المنافس، إلى هذه الدرجة المذهلة، والتي يمكن لها أن تتحول إلى نوع ما من الحالات المرضية، أو ما يعرف في علم النفس ب «الفوبيا». * وصرت اتحدث مع نفسي هل معقول أن عدداً من اخواننا محبي الاتحاد قد وصلوا إلى درجة المعاناة من «فوبيا - الاهلي»؟ بينما الطبيعي أن تكون مرتاحا من قوة المنافس، لانها في نهاية المطاف قوة لك، من حيث هي دافع لك لأن، تنافس ناديا قويا، والعكس صحيح. * استطيع أن اقول في المقابل ان جمهور الاهلي او معظمهم ليس لديه حساسية من الاتحاد، فهو يراه نادياً منافساً، ومن حقه أن يحظى بكل من يرتاح لمؤازرته، بل لقد ذكرني زميل آخر، كان قد شاهد مباراة قديمة جرت في ملعب الاهلي، بين فريق الحرس الوطني «الذي كان يضم حينها لاعب الاتحاد المعروف عبدالله غراب» وبين الاهلي، وقال عندما هبط فريق الحرس الوطني إلى أرض الملعب حياه جمهور الاهلي، وأول من حيا اللاعب عبدالله غراب «لاعب النادي المنافس». * صديقنا مضى يقول إن الاهلاويين مرتاحون بعد ان أنعم الله على الاتحاد برجالات يملكون المال الغزير، فدعموه وزادوا من قوته في السنوات الاخيرة، وراح يذكرني بافضال المرحوم صاحب السمو الملكي الامير عبدالله الفيصل رحمه الله، على الاتحاد في الزمن البعيد، حتى انه ذكر لي معلومة ان سموه كان يتكفل بتسديد فواتير الكهرباء لنادي الاتحاد يوم كان متواضع الامكانيات المادية. * وقال ان الاهلي كسائر اندية الوطن بنى نفسه بنفسه، ولم يكن عالة على أحد في يوم من الايام، الا على عشاقه ومحبيه، الذين كانوا يدفعون له ما يرون انه واجب عليهم تجاه ناديهم.. وكانت نتائج التفافهم و(انحصار تفكيرهم) في تطوير ناديهم ان صار يلقب ب(قلعة الكؤوس) فقد كان النادي الاول محلياً، الذي شهد (أولويات) كثيرة، وقدم للمساحة تلك الأولويات. * لم يكن للاهلي ذنب انه صديق العمل المنظم والمثالي، قبل ان يعرف هذه الدرجة المتقدمة غيره، حتى انه في مرحلة معينة كان يكتسح شقيقه الاتحاد في كل المقابلات التي تجري بينهما بشكل مطلق ولمدة سبع سنوات متوالية، ولعل ذلك ما انتج ما عرف حينها ب»السبع العجاف - للاتحاد». * الآن وبعد ان انتشرت «ثقافة تنظيم الاندية» والعمل الرياضي اجمالاً، فإن هذا في اعتقادي الشخصي، لا يشكل حساسية بالنسبة للاهلاويين، بل اظن ان العكس هو الصحيح، هو مصدر ترحيب لدى كل اهلاوي، لان هذا معناه (صناعة تنافسية) شريفة، مخرجاتها في نهاية المطاف لمصلحة الرياضة السعودية. * النادي الاهلي وكنتيجة منطقية لدأبه على الممارسات المنظمة، والعمل المؤسسي الراقي، مازال يسجل حتى اللحظة الرقم الأعلى في عدد مرات الفوز على شقيقه الاتحاد على مدى مقابلات تاريخهما، ولم تشكل في يوم من الايام هذه الأفضلية نوعاً من التباهي، الذي يخرج عن اطار الزهو الطبيعي، بل واكثر من ذلك فقد كسب الاهلي الاتحاد في عام واحد وفي اقل من شهرين مرتين، وخرج منهما بطولتين غاليتين، ستظلان لزمن طويل (اولية) يصعب كسرها!! ضوء خفيف ** التعصب يتحول تلقائياً الى حالة من احتقان الشارع الرياضي، والاحتقان يساهم بشكل مباشر في نشر (ثقافة الكراهية)!! ** الانشغال بالآخرين، علامة من علامات ضياع العقل ومطاردة السراب، واللهاث وراء أمل مفقود!! ** كراهية الآخرين، لم تكن في يوم من الايام ترجمة صحيحة لحب ما هو بين يديك!! ** الاهلي والاتحاد (تاريخ) والتاريخ لا يقدر احد ان يطمسه، او يلغيه، لان التاريخ اكبر من كل احد، ومن يحاول فهو (مضروب) في دماغه!! ** من قديم قالوا: (يا جبل - ما تهزك ريح)!! [email protected]