اشترط مجلس الشورى أن تكون اللجنة الفنية المخصصة لدراسة أسباب إخفاقات الرياضة السعودية في المسابقات الدولية من خارج الرئاسة العامة لرعاية الشباب حتى تكون قادرة على تقييم المسيرة الرياضية في المملكة بعد أن رأت اللجنة أن هناك إخفاقات في المشاركات الرياضية لا توازي حجم المبالغ التي صرفت عليها قياسا بدول أخرى اقل منا إمكانية من الجانبين المادي والفني، لكنها حققت بطولات وهذا في واقع الامر تحليل منطقي وصريح وغدت الحاجة تفرض علينا دراسة الأسباب الفعلية والعوامل التي أدت الى ذلك الإخفاق في المحافل الدولية والقارية والعربية بكل تمعن ومنتهى الشفافية والوضوح، وباتت المرحلة تتطلب تكوين لجنة فنية من ذوي التخصص في الشؤون الرياضية وتمنح لها كافة الصلاحيات حتى تتمكن من الوصول الى نتائج ايجابية بعد دراسة وتمحص الأسباب الجوهرية التي قادتنا الى ذلك الانهيار والإخفاق، وتكون مرجعيتها لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى للاطلاع على النتائج ومتابعتها والحلول المناسبة التي تضعها لمعالجة تلك الجوانب وترفع توصياتها للمقام السامي خاصة ان اللجنة التي سوف يتم تكوينها اذا كانت تعمل تحت مظلة مجلس الشورى سوف تجد دعما ماديا ومعنويا وبعدا قويا للاستمرار في دراسة هذه الظاهرة والبحث عن الأسباب الجوهرية التي أوصلت مشاركتنا الخارجية الى مزالق الإخفاق والفشل، ومتى ما وجدت هذه اللجنة التفاعل والدعم والمساندة حسب الخطط المستقبلية التي تضعها فسوف تكون بدون ادنى شك نتائجها ايجابية، أما اذا تم تكوين هذه اللجنة صوريا أسوة باللجان السابقة التي تم تكوينها بعد الإخفاق في نهائيات كأس العالم 2002 كوريا واليابان لامتصاص ردة فعل الشارع الرياضي في تلك المرحلة فسوف يكون مصير هذه اللجنة أسوة باللجان السابقة التي بدأت بكل حماس وعملت بكل جدية لتصحيح المرحلة والوضع وسارت في الاتجاه المناسب وعقدت العديد من الاجتماعات، لكننا حتى الساعة لم نعرف شيئا عن النتائج والتوصيات التي وصلت إليها وربما لم يعد لها دور أو مسؤولية للاستمرار في الإعمال التي انيطت إليها خاصة بعد وفاة صاحب السمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله، فقد كنا نقرأ ونتابع منذ فترة طويلة عن اجتماعات تلك اللجان ونمني النفس بإحداث تغيير جذري يعالج إخفاقات مشاركاتنا الخارجية على كافة الأصعدة والمستويات، وكنا نتصور بأن تلك اللجان فعالة تواصل دورها بكل همة ونشاط لكننا للأسف صدمنا بواقع مرير لم يكن واردا في أذهاننا واختفت تلك اللجان لم نعد نسمع عنها شيئا يذكر، لهذا اخشى أن يكون مصير هذه اللجنة ومستقبلها قاصرا على ( ورق ) خاصة أننا نعرف معنى الدخول في دهاليز الدراسات وتكوين اللجان ونتائجها المحفوفة بالعراقيل والجمود والمعوقات مع اننا في أمس الحاجة والضرورة للوقوف على طبيعة الأسباب والدواعي التي رمت بنا في غياهب الإخفاق والانكسار وانحصرت مشاركاتنا على عدد محدود من الشباب حسب ما أشار إليه التقرير الذي رصد تواضع مستوى الأنشطة الشبابية في الرئاسة والأرقام الضئيلة من المشاركين مقارنة بعدد الشباب في المملكة والتركيز على رياضات محددة دون الاخرى وصرف مبالغ لا توازي طموحات وتطلعات ما صرف على تلك المشاركات قياسا بالنتائج والمستويات التي تحققت في السنوات الأخيرة. نصف دقيقة * شاركت اتحاداتنا الرياضية واللجنة الاولمبية في 140 منافسة خارجية مثلها 1202 لاعب ولم تحقق فيها منتخباتنا الوطنية والأندية أي انجاز يذكر على المستوى الدولي والقاري والإقليمي مع أن حجم المبالغ التي صرفت عليها ربما يفوق ميزانيات عدد من الدول الاخري. * تركيز مشاركاتنا الخارجية على عدد محدود من الألعاب دون الاخرى تتحمل مسؤلية الاتحادات التي تشرف على تلك الألعاب فلو درست الأسباب التي تجعل الاندية تهمل مثل تلك النوعية من الألعاب ووقفت على طبيعة المسببات ودعمت الاندية ماديا ومعنويا وعمليا ربما نشاهد معظم أنديتنا تحرص على الارتقاء بمستويات تلك الألعاب وتسعى لاستقطاب مواهب لديها الميول والرغبة لممارسة تلك الألعاب ويصبح لدينا نجوم إبطال يمثلون الرياضة السعودية خير تمثيل في كل المحافل الخارجية .