يستعد مسرح الحرية في مخيم جنين لإنتاج مسرحية "مزرعة الحيوانات" للكاتب البريطاني جورج أوريل ويؤدي ادوار شخصياتها طلبة يدرسون التمثيل. ويسعى المسرح الذي اعيدت الحياة اليه منذ ما يقارب الثلاث سنوات بعد ان توقف لأعوام طويلة الى إنعاش الحياة الثقافية في مخيم يزدحم بسكانه الثلاثة عشر الفا والذين تعرضوا في العام 2002 لهجوم اسرائيلي ادى الى تدمير اجزاء واسعة منه بهدف القضاء على المقاومة قبل ان تعيد دولة الامارات العربية المتحدة بناء ما تم تدميره. وقال سامية ستيتي مديرة برنامج المسرح "ما نعمل فيه في هذا المسرح الذي اعيد افتتاحه في العام 2006 ايجاد حياة ثقافية في هذا المخيم من خلال تقديم عروض مسرحية وافلام سينمائية هادفة اضافة الى عقد العديد من الدورات التعليمية في مجال التصوير والاضاءة والصوت الى جانب فنون التمثيل." وهي تقر ان البداية كانت صعبة في اقناع الناس في تقبل اهمية المسرح والسينما ودورهما في الحياة الاجتماعية وتعزير السلوك الايجابي. وقالت "في البداية كنا نترجى الناس ان ترسل ابناءها لمشاهدة الافلام او العروض المسرحية اما اليوم فالقاعة التي تتسع الى 250 شخصا نضطر ان نضع 300 فيها. لا نريد ان نعيد اي طفل ياتي لحضور عرض مسرحي دون ان نعطيه الفرصة لمشاهدته." وتشير الى ان جميع العروض في المسرح مجانية "فالمسرح يحصل على دعم من عدد من المؤسسات الدولية." وتقول سامية ستيتي ان العادات والتقاليد في المخيم المحافظ تفرض نفسها على الدورات التدريبية بحيث تعقد للأولاد في ايام مختلفة عنها للبنات وحتى في العروض المسرحية يجلس الاولاد في جهة والبنات في جهة اخرى. وشكل مسرح الحرية في جنين تحولا في ثقافة المقاومة مع انضمام عدد ممن كانوا في صفوف المقاتلين اليه بعد قيام السلطة الفلسطينية بالحصول لهم من الجانب الاسرائيلي على تعهدات بوقف ملاحقتهم مقابل شروط محددة من ابرزها تسليم اسلحتهم الى السلطة الفلسطينية. وترى سامية ستيتي في الثقافة "سلاحا لايقل اهمية عن سلاح المقاومة. فالكلمة لا تقل اهمية عن السلاح نفسه." كما اعطى المسرح فرصة لكثيرين لتعلم فن التمثيل من خلال دورة للدراما ينظمها المسرح تمتد لثلاث سنوات بمشاركة مدربين محليين واجانب على فنون المسرح. وقال الشاب اياد حوراني (20 عاما) الملتحق بهذه الدورة "انا من رام الله وما ان سمعت عن هذه الفرصة لتعلم التمثيل حتى تركت كل شيء واتيت الى هنا فقد كنت ادرس ادارة الاعمال في السنة الثانية في جامعة القدس ولم تكن هذه رغبتي فكان طموحي دائما ان اكون ممثلا ولم اتمكن من السفر لدراسة التمثيل نظرا لظروف اهلي المادية." واضاف بينما كان يشارك في التدريب على حركات جسدية تحضيرا لمشاركته في اول مسرحية للمشاركين في دورة التمثيل وعددهم 12 منهم فتاتان وتترواح اعمارهم بين 17 و20 عاما ان المسرح كان له بالغ التأثير عليه وعلى كثيرين من المشاركين معه في تغير نظرتهم للحياة من حب الموت الى حب الحياة. وقال "انا بدي اعيش. ما بدي اموت علشان الجندي الاسرائيلي يعيش. بدي حرية زي باقي العالم وبدنا نوصل رسالتنا للعالم من خلال الثقافة والفن." ويرى حوراني في مسرحية "مزرعة الحيوانات" -التي تتحدث عن مجموعة من الحيوانات تقرر الثورة على مالكها لتقيم مملكتها تحت سيطرة افراد منها يحولون كل شعارات الحرية الى الاستعباد والظلم- متشابهة كثيرا مع الواقع الفلسطيني. وقال "الثورة الفلسطينية انطلقت ضمن مبادئ الحرية والعدل ولكن انظر اين نحن اليوم.. ماذا حصل بنا وماذا فعلنا بانفسنا." وتتوقع سامية ان يكون العرض الاول للمسرحية في شهر مارس اذار وقالت "سيكون العرض الاول في قاعة مسرح الحرية قبل ان ننطلق في جولة عروض في عدد من المدن الفلسطينية." واضافت "ان مسرح الحرية اضافة الى تركيزه على الجوانب المتعلقة في الاحتلال فانه يعمل على المساهمة في اثارة نقاشات حول المشاكل الاجتماعية ومنها علاقة الاولاد بالبنات اضافة الى العلاقة بين سكان المخيم والمدينة ونحن نحقق تقدما في هذه المجالات وان كانت بطيئة."