أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مجلس أمناء جامعة الفيصل خلال لقاء مفتوح بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة أمس الأربعاء أن أسرة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز (طيب الله ثراه) تبرعت بقصر جلالته وقطعة كبيرة من الأرض و500 مليون ريال لإقامة جامعة أهلية عالمية غير ربحية في مدينة الرياض بالشراكة مع القطاع الخاص، بهدف تحقيق حلم الملك قبل استشهاده بأن تصبح المملكة العربية السعودية مصدر إشعاع للعالم أجمع. وأشاد خلال اللقاء الذي أقيم للتعريف بجامعة الفيصل الأهلية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة عذيب، ورئيس مجلس الغرف التجارية السعودية ورئيس غرفة جدة الشيخ صالح بن علي التركي وعدد كبير من أصحاب وصاحبات الأعمال بمنطقة مكةالمكرمة بالدعم الكبير الذي تجده مؤسسة الملك فيصل الخيرية منذ بدايتها من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظه الله ووصفه بأنه أكبر من الوصف. وقال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في كلمته أمام أصحاب الأعمال والإعلاميين: جامعة الملك فيصل هي آخر المشاريع الخيرية التي تقوم بها مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي أنشأت بعد استشهاد فيصل العظيم، والهدف منها التأسي بكفاح هذا القائد والارتقاء لمستوى الإنسان في هذه البلاد الطاهرة، حيث كشف (يرحمه الله) في آخر لقاء إعلامي له قبل استشهاده عن حلمه الكبير، عندما سأل: كيف ترى المملكة العربية السعودية بعد عام 2000م؟ فقال جلالته: أتمنى أن تكون المملكة مصدر إشعاع للإنسانية بأجمعها. وتابع سمو أمير منطقة مكةالمكرمة: من هذا المنطلق تم إنشاء مؤسسة الملك فيصل الخيرية عقب استشهاده لتحقيق آخر حلم تلفظ به للإعلام قبل استشهاده، وتبنت المؤسسة الثقافة بشكل عام والتعليم على وجه الخصوص، وبدأت بإنشاء مركز للبحوث، ثم اهتمت بالمنح الدراسية، ثم جائزة الملك فيصل العالمية، ومدارس الفيصل، وأخيرا جامعة الفيصل الأهلية،وبعد دراسة رأينا أن تبدأ الجامعة بأربع كليات هي الطب والعلوم والهندسة والعلوم الإدارية وهي الأنسب لاحتياجات السوق في هذه البلاد. وشدد سموه على أن (التميز) هو الهدف الأسمى للجامعة حيث تقرر أن يكون مستواها التعليمي يوازي أكبر الجامعات في العالم، حيث تم الاتصال بعدد من أبرز الجامعات مثل هارفارد الطبية العالمية، ومعهد التصنيع بجامعة كامبردج، بالإضافة إلى كبار أعضاء هيئة التدريس في معهد ماساشوستس التقني، وفي داخل المملكة كان هناك شركاء متمثلون في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ومدينة الملك عبد العزيز للتقنية. وأشار أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مجلس أمناء الجامعة أنه تطبيقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بضرورة مساهمة القطاع الخاص في مسيرة التنمية وخصوصا بالمجال التعليمي، جعلنا الجامعة شراكة مع القطاع الخاص، ولأول مرة يقوم رجال الأعمال بالتخطيط والمشاركة في مجلسها، وفتحنا الفرصة للشركات العالمية للاستفادة من خبرتها والمنهج التطبيقي الذي ستسير عليه الجامعة، حيث ستتاح الفرصة للطلبة لتطبيق التعليم التطبيقي في هذه الشركات، وحرصنا على وجود شراكات مع الجامعات العالمية بتبادل الطلب بين جامعة الفيصل وهذه الجامعات.. في تأكيد واضح على المستوى الدراسي العالي الذي ستقدمه الجامعة. وشدد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على أن مشاركة القطاع الخاص ليس الهدف منها استقدام الأموال، لكنها لإتاحة الفرصة للفكر الخاص، حيث سيتم تسجيل اسم كل مساهم على بعض المنشآت والمعامل والفصول الدراسية في الجامعة، وقال سموه: ويدعوني هذا للإشادة بالإخوان الذين ساهموا في البداية ببعض المنشآت مثل: صالح كامل، بكر بلادن، محمد حسين العمودي، عبد الرحمن شربتلي، وناصر الرشيد وغيرهم. وأشار إلى أن أشهر الجامعات في العالم قامت بدعم القطاع الخاص وحققت نجاحا كبيرا، وأنه من الضرورة أن يتم الاعتماد بشكل كبير على الوقف العلمي الذي يعطي الفرصة للجامعات للاستمرار بنجاح. وكشف سموه أن أسرة الفيصل تبرعت للجامعة بقصر الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز (يرحمه الله) والأرض التي أقيمت عليها الجامعة، إضافة إلى 500 مليون ريال، مشيرا أن الهدف من عرض فكرة ومشروع الجامعة على أصحاب الأعمال هو أن يحظى بتقدير الجميع بغض النظر عن المساهمة فيه من عدمه. وأشاد أمير منطقة مكةالمكرمة في نهاية كلمته بمواقف سمو ولي العهد قائلا: أشيد بدعم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز على دعمه المتواصل لمؤسسة الملك فيصل الخيرية منذ بدايتها وحتى الآن، حيث تبرع بمئات الملايين من الريالات، ولولا وقوفه ودعمه ومساندته لما قامت مؤسسة الملك فيصل أو جامعة الفيصل.. فله مني ومن جميع العاملين في المؤسسة والجامعة كل التحية والشكر والعرفان. وشهد اللقاء الذي جرى أمس حضورا مكثفا من أصحاب وصاحبات الأعمال بالمنطقة والمهتمين بالقضية التعليمية، وبدأ بكلمة لرئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة الشيخ صالح بن علي التركي أكد خلالها على أهمية دعم قطاع الأعمال لجهود مؤسسات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن غرفة جدة كانت السباقة لتأسيس مجلس للمسؤولية الاجتماعية بالمنطقة يشارك في عضويته عدد من المتخصصين بالشأن الاجتماعي والمهتمين بقطاعات العمل الخيري من رجال وسيدات الأعمال أعضاء الجمعية العمومية بالغرفة. وأشار التركي في كلمته إلى أن شخصية الملك فيصل العظيمة وجهوده الكبيرة فتحت أفاقا كبيرا للجميع لاسيما في محال التعليم، مشيرا أنه كان صاحب الدعوة المبكرة للرقي بالتعليم، وكانت عبقريته تكمن في إرادة النهوض بهذا الوطن من خلال العلم والثقافة، حيث أعتبر التعليم صمام أمان وجدار حماية للأمة. وأشار أن الفرصة متاحة للجميع للمبادرة بالحصول على تعليم متميز من خلال جامعة متميزة تحمل اسماً غالياً على قلوب الجميع، وقال: لابد أن يتزايد دعم القطاع الخاص وأصحاب الأعمال والبيوت التجارية للتعليم الأهلي بشكل عام والجامعي على وجه الخصوص حتى ينعكس ذلك على البحث العلمي الذي نحن في أمس الحاجة إليه في شتى مجالات الحياة، إن الشركات والمؤسسات الخاصة في أغلب دول العالم المتقدم تخصص نسبة معينة من أرباحها لدعم البحث العلمي والكراسي العلمية في الجامعات، والغرفة التجارية الصناعية بجدة عقدت أكثر من لقاء شرحت خلاله أهمية البحث العلمي وضرورة مساهمة صناع وتجار جدة في هذا الجانب الحيوي والفعال .. وأبرمت اتفاقات مشتركة مع جامعة الملك عبد العزيز بهذا الشأن وحثت المشتركين فيها ومنسوبيها على التفاعل مع هذه الرسالة السامية. وأضاف: ونحن نرحب بجامعة الفيصل في بيت التجارة بجدة يزيد من سعادتنا أن الجامعة الوليدة تقوم على أساس خيري كمؤسسة غير ربحية تمنح درجتي البكالوريوس والدراسات العليا في التخصصات الأكاديمية التي تعود بالنفع لمملكتنا الغالية حيث تسعى لتحقيق طموح الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز (طيب الله ثراه) بأن تصبح مؤسسة تعليمية عالية المستوى. من جانبه قدم الدكتور ماهر العودان نائب الرئيس للبحث العلمي والدراسات العليا نائب الرئيس المكلف للتطوير عرضا تفصيليا يشرح فكرة الجامعة والهدف من إنشائها والمراحل التي قطعتها في مجال بناء الشركات الأكاديمية والخبراتية المحلية والعالمية موضحا أن جامعة الفيصل تعمل على أن تكون نموذجاً وطنيا رائدا يمثل الشراكة الحقيقية بين رجال الأعمال والمؤسسات التعليمية في المملكة مشيرا إلى أن الشركات والأفراد من رجال الأعمال يعدون جزءاً أساسيا من تكوين وفكرة الجامعة وجزءاً من مجلس الأمناء الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية. وأوضح أن جامعة الفيصل بدأت فكرة عندما أصدرت مؤسسة الملك فيصل الخيرية بتاريخ 18 محرم لعام 1423 ه بينا أعلنت من خلاله البدء بإنشاء جامعة الفيصل تطلعا للإسهام في تلبية الأهداف المستقبلية للوطن، ومن بينها تطوير التقنية وتنويع مصادر الدخل وتوفير الوظائف للأعداد المتزايدة من الشباب السعودي وحددت الجامعة التخصصات التي تعنى بها والمتمثلة في الهندسة والعلوم والدراسات العامة والطب والإدارة. وأثنى العودان على دور أصحاب الأعمال في دعم مسيرة الجامعة مشيرا إلى أن مجلس أمناء الجامعة يضم في عضويته عددا من رجال الأعمال كما أن لجنة دعم الجامعة تضم في عضويتها كذلك عدداً من رجال الأعمال مشيرا إلى أن موضوع الشراكة بين الخير والمال يعد في نظر مؤسسي الجامعة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أحد أهم الأسس التي تركز الجامعة وكافة مسؤوليها وجهازها الأكاديمي على العناية بها والمحافظة عليها مشيرا إلى أن برامج الجامعة الأكاديمية تعمل على أن تكون محققة لحاجة السوق المحلي من خلال تخريج كوادر سعودية وعربية وإسلامية مؤهلة وقادرة على المساهمة الفاعلة في خدمة مجتمعاتها. وجرى لقاء مفتوح في نهاية اللقاء بين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ورجال الأعمال حول الجامعة الوليدة التي بدأ التأسيس لها عام 2004 م في الرياض، كما أجاب سموه على أسئلة الصحافيين في نهاية اللقاء.