رحل المفكر والعالم الرياضي المصري عبد العظيم انيس عن عمر 86 عاما بعد صراع طويل مع المرض بعد ايام من وفاة صديق عمره محمود امين العالم الذي ألف معه كتابهما الشهير "في الثقافة المصرية". اكدت ذلك ابنته مديرة تحرير مجلة "الاهرام ويكلي" الاسبوعية الصادرة باللغة الانجليزية منى انيس مشيرة الى ان والدها رحل ظهر الخميس الماضي"بعد ان امضى حياته بالطريقة التي احبها وعبر من خلالها عن حبه لبلاده ولشعبها". ولد الراحل العام 1923 في القاهرة كما أفادت فرانس برس والتحق بعد انتهاء دراسته الثانوية بجامعة فؤاد الاول (جامعة القاهرة) وحصل على شهادة الدكتوراه من الكلية الملكية للرياضيات الاحصائية في جامعة لندن العام 1951. وكان انيس عضوا فاعلا في الحركة الوطنية المصرية وشارك في انتفاضة العام 1936 ضد المعاهدة مع بريطانيا واعتقل بسب مشاركته هذه. واصبح خلال دراسته في الجامعة من قادة "اللجنة الوطنية للطلبة والعمال" التي قادت النضال في الاربعينات. ووتم اعتقاله مجددا خلال مشاركته في الاحداث التي تبعت حرب فلسطين العام 1948 وامضى في السجن عاما ونصف العام وقام وزير الداخلية في تلك الاونة فؤاد سراج الدين باشا بتخييره مع آخرين بين البقاء في السجن او الذهاب الى اوروبا لانهاء دراستهم العليا. وهذا ما دفعه للدراسة في بريطانيا والعودة منها بعد قيام الضباط الاحرار بالثورة العام 1952 حيث عمل استاذا للرياضيات في جامعة القاهرة الا انه سرعان ما تم طرده في حملة التطهير الجامعات من الاساتذة اصحاب الميول السياسية التي قررتها قيادات حركة الضباط الاحرار. وبعد ذلك قاد مع محمود امين العالم صراعا مع المفكر عباس العقاد وعميد الادب العربي طه حسين واستطاعا من خلال كتابهما ومقالاتهما في مجلة روز اليوسف وغيرها من ايجاد موقع للمفاهيم النقدية للواقعية الاشتراكية. واعتقل بعد ذلك لمدة خمس سنوات الى جانب محمود امين العالم وصنع الله ابراهيم وغيرهما وخرج بعدها ليعود للتدريس في جامعة عين شمس ثم التحق بالامم المتحدة في المعهد العربي للتخطيط.وكان من المعارضين لسياسة الرئيس الراحل محمد انور السادات في زيارته للقدس وما تبعها من توقيع اتفاقية كامب ديفيد فقام والراحلة لطيفة الزيات وآخرون بتاسيس "لجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية" التي انضوى تحت لوائها كل المثقفين المصريين المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد. ومن مؤلفاته الى جانب كتابه المشترك مع العالم كتب في العلم والسياسة والثقافة بينها "علماء وادباء ومفكرون" و"اصلاح التعليم ام مزيد من التدهور" و"قراءة نقدية في كتابات ناصرية" و"التعليم في زمن الانفتاح" و"ذكريات من حياتي" وكتاب كان كتبه في السجن بعنوان "رسائل الحب والحزن والثورة".