لم أجد نفسي -- يوما من الأيام -- ملولا مثل ما أنا عليه الآن عند التصفح للمنتديات الشعبية والفصحوية ، فعلى مدى ثماني سنوات مضت كنت اتابع واشارك في هذه المنتديات ، أحيانا بدافع الإعجاب وأحايين كثيرة تلبية لرغبة صديق أو عزيز لا أستطيع رفض طلبه لكني لم أجد في كثير من تلك المنتديات ما يشبع فضولي ويروي عطشي إلا ما ندر منها، ولعل الأسباب كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر أنها لا تدار بطريقة احترافية بينما يغلب على الكثير منها الشللية وضعف الطروحات ، وسيطرة الاسماء المستعارة عليها والتي - غالبا - ما تكتب بلا دراية ولا خطوط حمراء فيما تسيء كثيرا للأسماء المعروفة سواء شعراء أو إعلاميين أو حتى لأسماء تكتب بشخصياتها الحقيقية . ولكي لا أعمم فأظلم فإن هناك من المنتديات ما يستحق الاحتفاء والمتابعة نظرا لجودة الطرح واختيار الأنسب بعيدا عن القص واللزق وبعيدا عن الإساءات وتصفية الحسابات . ومن باب الإنصاف وشد الأزر وإحقاق الحق فقد وجدت في عدة منتديات زرتها ما يستحق الاشادة كما هو الحال في منتدى (جهات الأدبية ) ففيه احترافية في اختيار الأعضاء المعروفين على صعيد الساحة الشعبية كما يتم فيه اطروحات تحرض على المتابعة والتعقيب وقبل ذلك الاستفادة ، ويسير بهدوء نحو تقديم مادة ثقافية جميلة ،وهذا ليس غريبا على مؤسسيه الزملاء عبدالله الفارسي وعبدالله الحارثي وصالح القرني الذين يتعاطون مع الكلمة لا الشخوص فهم متمرسون في الجانب الإعلامي والشعري . وفي هذا المجال وجدت نفسي غارقا في أحد هذه المنتديات التي تقدم الماضي والحاضر من الشعر الفصيح والشعبي بطريقة مليئة بالاحترافية ، والبعيدة عن العنصرية القبلية التي تهدم ولا تبني فمنتدى( قوافل الماضي والحاضر ) يعد كذلك إضافة مميزة للإبداع ومرجعا للمثقفين لما احتواه من صنوف الشعر العربي الجميل ابتداء بجاهليه وانتهاء بحديثه وقد استطاع مؤسسه الشاعر سعيد الوزاب المعروف باسمه الحركي (البرق اللامع ) أن يقدم للقراء مادة ثرية ووجبة غنية بالثقافة والأدب وهذا ما نصبو إليه دوما من شباب هذا الوطن . أما المنتديات القبلية فإنها كثيرا ما تسلك سلوكا عنصريا ، وتنتهج ثقافة أحادية هي تمجيد القبيلة بل والتعدي على الأخريات وهذه لعمري هي أولى وثانية وثالثة الأثافي ، فهذا التكريس المقيت له الكثير من الجوانب السلبية على مر السنين في نشر الأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد وتربي أجيالا جديدة ترفع القبيلة فوق الوطن وهو ما ينبغي الوقوف عنده والتصدي له . [email protected]