الوالدان حقهما عظيم.. وبرهما واجب..فقد قرن الله سبحانه وتعالى عبادته جل وعلا برضا الوالدين وطاعتهما.. والسعيد هو من وفق لإرضائهما .. والبر بهما.. فالخالق يوسع عليه في رزقه .. ويسهل عليه جميع أموره.. وتتيسر أمامه كل الصعاب.. يكبر في نظري وفي عيني الابن البار.. ويسقط الابن المقصر أو العاق.. فمهما قدمنا لهما حتى لو حججنا بهما على ظهورنا لم نفِ ولو بجزء بسيط من حقهما.. ما أروع الأم الغالية في حنانها.. في حبها.. في عطفها.. في رحمتها.. في لينها.. في توجيهها.. في تربيتها.. في حرصها على التنشئة الاسلامية لأبنائها وبناتها.. هذا ما لمسته في أمي الحنونة.. الغالية.. المربية.. الملتزمة.. الرحيمة..الصابرة.. العابدة.. الطاهرة.. والله إن أمثالها نادرات في مثل صفاتها الفريدة..وتربيتها المثالية وتنشئتها العظيمة.. كم هي رائعة وفريدة في صبرها ورضاها بما كتبه الله وقدره عليها من المرض.. ووالله إني ألحظها في قمة الألم.. وشدة المعاناة.. وقوة الوجع..ومع ذلك كانت صابرة.. لم تجزع.. لم تشتك إلا لخالقها.. لم تتأوه.. لم تبك.. لم تخبر أحداً بما تعانيه من آلام.. أبلغناها بهدوء بضرورة إزالة احدى عينيها فأجابت بكل إيمان واحتساب بقولها:" الحمدلله والشكر له وحده على كل حال". أسأل الله تعالى أن يجزيها الجنة على صبرها في فقدها لحبيبتها "عينها" وأن يتمم عليها الشفاء والعافية وأشكر كل من سأل عنها سواء حضوريّاً أو هاتفيّاً سائلاً المولى عز وجل ألا يريهم أي مكروه.. والله المستعان. عبدالعزيز بن صالح الدباسي بريدة - ص.ب 244