هزت مأساة جديدة ايطاليا مع وفاة طفلين في الثانية والرابعة من العمر يتحدران من نيجيريا على متن مركب ينقل مهاجرين غير شرعيين غداة قرار مثير للجدل اتخذته حكومة سيلفيو برلوسكوني لتمديد " حالة الطوارىء " لمكافحة الهجرة السرية . وقد توفي الطفلان خلال رحلة الى ايطاليا على متن مركب ينقل 75 مهاجرا غير شرعي، وقد رميت جثتا الطفلين في البحر كما روى والدهما لفريق الزورق الايطالي الذي جاء لنجدة المهاجرين غير الشرعيين في قناة صقلية جنوب جزيرة لامبيدوزا .وبحسب ما روى الوالد لوكالة الانباء الايطالية انسا، فان ابنه البالغ من العمر سنتين بدأ بالتقيؤ ليلا اثر انطلاق المركب .وقد فارق الحياة سريعا .ثم توفيت شقيقته لاحقا بسبب الاجتفاف . واوضح الوالد، وهو نيجيري في الثلاثين من العمر، انه يسافر وحيدا مع طفليه . وقد انطلق المركب المطاطي مطلع الاسبوع ليجتاز قناة صقلية، وتم انقاذه من قبل عناصر حرس السواحل الايطالية . ونقل احد الركاب الذي التهب جرح في رجله، بواسطة مروحية الى مستشفى في باليرمو ( صقلية ) للعلاج .فيما نقل الاخرون، وبينهم احدى عشرة امرأة، الى لامبيدوزا حيث تكفل بهم مركز استقبال اولي . ووقعت هذه المأساة فيما قررت الحكومة الايطالية برئاسة سيلفيو برلوسكوني لتوها تمديد حالة الطوارىء على كافة اراضيها لمواجهة " التدفق المستمر والاستثنائي لمواطنين من الخارج " . وهذا القرار اثار استنكارا عارما في صفوف المعارضة . وندد الوزير اليساري السابق روسي بيندي نائب رئيس مجلس النواب بما وصفه " مناخ دولة بوليسية " . وشدد ممثل الفاتيكان المونسنيور اغوستينو مارشيتو سكرتير المجلس البابوي لشؤون المهاجرين السبت على ضرورة احترام " التوازن بين الاستقبال والامن " . واكد على " وجوب احترام حقوق الانسان " حتى في وضع حالة الطوارىء .وبرر وزير الداخلية روبرتو ماروني القرار الحكومي بضرورة " تعزيز مساعدة المهاجرين السريين واستضافتهم في جميع المناطق في مبان صلبة " . وفي يوم السبت وحده وصل اكثر من 130 مهاجرا الى سواحل سردينيا و227 الى لامبيدوزا . في لامبيدوزا يتسع مركز الاستقبال الاولي لمساعدة المهاجرين ل700 شخص وكان يكتظ مساء السبت ب641 شخصا بعد وصول ما مجموعه 227 شخصا السبت اتوا على متن اربعة مراكب مختلفة . وقال وزير الداخلية ان السلطات احصت وصول 10611 مهاجرا غير شرعي خلال الاشهر الستة الاولى من العام 2008 مقابل 5378 من كانون الثاني / يناير الى حزيران / يونيو .2007 وبحسب وزارة الداخلية فان كافة البنى التي اعدت لاستقبال المهاجرين الذين وصلوا بدون اذن اقامة كانت مساء الجمعة تكتظ ب7359 شخصا . وتعتزم الحكومة رفع عدد " مراكز التحقق والابعاد " ، وهي بنى موزعة على كافة الاراضي الايطالية تحل مكان مراكز الاستقبال والاسعاف، من عشرة الى عشرين . ومنذ بداية العام فتحت ستة مراكز موقتة في مستشفيات وفنادق ومبان عامة . لكن قد يتبين بسرعة ان الخطة المعلنة ليست كافية مع تطبيق اجراء ينص على احتجاز المهاجرين غير الشرعيين 18 شهرا كحد اقصى بدلا من 60 يوما حاليا .