عقب العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة و تفاقم تردي الأوضاع الإنسانية فيها مع استمرارتواصل االقصف الاسرائيلي جوا وبحرا وبرا، وتحذير الصحة العالمية من انهيار وشيك للوضع الصحي، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه – بإطلاق حملة تبرعات شعبية عاجلة في عموم مناطق المملكة للمساهمة في مساعدة وعون وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين والوقوف معهم جراء ما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة ، وأن تكون هذه الحملة بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله قد وجه في وقت سابق بتأمين كل ما يمكن من كافة المستلزمات الطبية والأدوية وشحنها إلى قطاع غزة عن طريق جمهورية مصر العربية ، إضافة إلى تأمين طائرات الإخلاء الطبي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى من الفلسطينيين من العريش في مصر إلى المملكة وكذلك تأمين طائرات الشحن الجوي لنقل المستلزمات الطبية والأدوية بالتنسيق مع الأشقاء المصريين والفلسطينيين إلى العريش في مصر وبالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة. كما وجه الملك المفدى باعتماد معالجة الجرحى الفلسطينيين في كافة مستشفيات المملكة التخصصية والمرجعية والعامة كل حسب حالته الصحية وأن تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية حيال ذلك واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنجاز ذلك بشكل عاجل جداً. من جهته أمر الأمير سلطان بن عبد العزيز ولِيّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالمملكة العربية السعودية، بضرورة تأمين طائرات الإخلاء الطبي لتعمل كجسر طبي جوي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى من الفلسطينيين في قطاع غزة إلى المملكة. وأعطى ولي العهد أوامره بإرسال طائرتين مُحَمّلتين بما يفوق 20 طنًّا من الأدوية والمستلزمات الطبية الأربعاء الماضي إلى مطار العريش بمصر ضمن الجسر الجوي الذي أمر به العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لإغاثة أهالي غزة الذين يَتعرّضون لمحرقة إسرائيلية منذ السبت الماضي خلَّفت حتى الآن أكثر من 390 شهيدًا و 1800 جريح. وقال الدكتور "خالد المرغلاني" (وكيل وزارة الصحة السعودية): إن الطائرتين تأتيان ضمن المساعدات التي تقدمها المملكة للأشقاء الفلسطينيين بالتنسيق مع جميع المستشفيات في القطاعات كافة". وأضاف أن "كل طائرة فيها حوالي عشرة أطنان من الأدوية ومساعدات طبية، وهذه الدفعة الأولى وتمثل بداية المساعدات والجسر الجوي من حكومة السعودية". وانطلقت عبر بث مباشر في تلفاز المملكة " القناة الأولى " عند الساعة الرابعة عصر السبت الماضي ، حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني بغزة . وذلك وسط تجاوب شعبي كبير بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين ومساعدتهم والوقوف معهم للتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة والأحداث المؤلمة جراء الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة وفى إطار مواقف ومساعدات المملكة العربية السعودية الدائمة والمتواصلة للمسلمين فى جميع أنحاء العالم . واستمر البث المباشر حتى الساعة الثالثة فجر الأحد الماضي، حيث اشرف الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية على الحملة التي انطلقت في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها . وتم تشكيل لجان لجمع التبرعات الشعبية العينية ، فيما تم تحديد رقم حساب موحد "20161333000101 " للتبرعات النقدية عبر البنك الأهلي التجاري . الى ذلك قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تبرعاً سخياً بمبلغ ثلاثين مليون ريال لحملة إغاثة الشعب الفلسطيني بغزة التي انطلقت ، في عموم مناطق المملكة . كما قدم الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام تبرعاً سخياً بمبلغ عشرة ملايين ريال ، وقد بلغت التبرعات النقدية التي استقبلتها الحملة أكثر من 120 مليون ريال . من جهته وجه الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني بأن تبدأ الحملة عن طريق وسائل الإعلام المختلفة . كما وجه أمراء المناطق بحث المواطنين ورجال الأعمال للمساهمة الفاعلة في دعم هذه الحملة من أجل مساعدة المتضررين إلى جانب تحديد الأماكن المناسبة لجمع التبرعات العينية في كل محافظة على أن يتم استلام التبرعات العينية المناسبة التي يمكن الاستفادة منها فحسب . وأوضح وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني أنه تم تخصيص رقم حساب خاص بهذه الحملة في البنك الأهلي التجاري هو ( 20161333000101 ) . من جانبه وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بإطلاق حملة التبرعات الشعبية بأنه يندرج في إطار دعم المملكة المستمر, خاصة في هذه الظروف العصيبة لمساعدة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . وأشار الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بإطلاق حملة التبرعات الشعبية لمساعدة وعون وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين والوقوف معهم جراء ما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة . وقال المفتي العام للملكة:" إن هذه الدعوة من الملك نابعة من حبه وشفقته على المسلمين ورحمته بهم وحنانه عليهم كعادته في المسارعة للخير وتنبئ عن ديانته وشهامته ومروءته " ، داعياً الجميع من مواطنين ومقيمين إلى أن يجودوا بما يستطيعون فعله لإخوانهم الفلسطينيين لأنهم منكوبون ومستحقون للمواساة وتضميد الجراح ، سائلا الله أن يكشف ضرهم ويدفع البلاء عنهم. شهدت العديد من اللجان المشكلة لاستقبال التبرعات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة استجابة لنداء خادم الحرمين الشريفين إقبالاً شديداً من قِبل المواطنين والمقيمين بالطائف . ووصل إجمالي حجم هذه التبرعات في اليوم الأول إلى أكثر من 64مليون ريال، إضافة إلى كميات كبيرة من المواد الغذائية والملابس . كما قدّم كثير من النساء اللائي توافدن على الجمعيات الخيرية النسائية مساعدات مالية وملبوسات من الذهب والمجوهرات لمساعدة وإغاثة الفلسطينيين في غزة . أكد الدكتور حمد المانع وزير الصحة استعداد وزارته لاستقبال دفعات المصابين الفلسطينيين من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة. وأشار المانع إلى أن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضح وصريح بتحضير جميع المستشفيات لأي عدد من الجرحى والمصابين من غزة . وقال المانع عقب زيارته السبت الماضي ، للطفل الفلسطيني المصاب رهف عاطف الزاملي الذي يبلغ ثماني سنوات بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض : " إن والد الطفل يقدر عدد المصابين بقطاع غزة ب2500 جريح كلهم حالتهم حرجة "، مشددا على أن المملكة ستقوم بعلاج هؤلاء المرضى إذا قسم لهم الخروج من قطاع غزة. وأوضح وزير الصحة أن المملكة بادرت وأرسلت أسطولا من طائرات الإخلاء الطبي إلى العريش بجمهورية مصر العربية لاستقبال أي عدد، مبينا أنه تم استقبال تسعة مرضى . وشرح وزير الصحة أن الطفل رهف الزاملي مصاب برصاصة في المخ وأن جميع المسئولين بمدينة الملك فهد الطبية بذلوا جهودا في سبيل إنقاذ حياته وهو يتعافى شيئا فشيئا ، متمنيا أن يكتمل شفاؤه ويرجع إلى بلده سالما . ومن جانبه، قال الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز (رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي): إنه"تَمّ تسيير أسطول جوي مُحَمّل بالمواد الطبية عبر مطار قاعدة الرياض الجوية وهو عبارة عن تلك الطائرتين"، مؤكدًا أن توجيهات العاهل السعودي وولي عهده تقضي بتأمين طائرات الإخلاء الطبي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى الفلسطينيين من العريش إلى المملكة. وأوضح رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي أنّه "تَمّ سابقًا إرسال طائرتي إخلاء طبي مجهزتين بطواقمها الطبية، ووصلتا إلى مطار العريش صباح أمس الاثنين لنقل الجرحى والمصابين من الفلسطينيين". وبيَّن أن طائرة الإخلاء الطبي الواحدة جُهّزت بسبعة أسِرَّة عناية مُرَكّزة ومُزَوَّدة بأحدث الأجهزة الطبية و16 سريراًً طبيًّا. ويشارك في العمل الإغاثي السعودي بالإضافة إلى وزارة الصحة والخدمات الطبية للقوات المسلحة وفدٌ من الهلال الأحمر السعودي برئاسة الدكتور خالد الحبشي (مدير الهلال الأحمر) بمنطقة مكةالمكرمة ومدير الإغاثة بالهلال الأحمر وليد السعدون ومُمَثل وزارة المالية الأستاذ محمد العثمان وممثلي السفارة السعودية. ويتواجد الآن نائب السفير السعودي صالح سالم، ورئيس الهلال الأحمر السعودي السيد وليد السعدون، في معبر رفح للإشراف المباشر والمساعدة في إدخال المساعدات السعودية للضحايا. وغادرت الرياض حتى صباح أمس طائرة الإغاثة الطبية السعودية الثانية عشرة في طريقها إلى مطار العريش، ضمن الجسر الجوي الطبي الذي أمر به العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفلسطينيين المنكوبين في قطاع غزة. وأوضح الدكتور خالد بن محمد مرغلاني مدير عام الإعلام الصحي والعلاقات والمتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن الطائرة تحمل عشرة أطنان من الأدوية والمحاليل الوريدية ومستلزمات طبية منوعة وقفازات طبية وغير طبية وشاش وقطن، موضحاً أن طائرات جسر الإغاثة ستنطلق صباح كل يوم من الرياض إلى العريش محملة بالمواد الطبية اللازمة التي تحتاج لها مستشفيات قطاع غزة في معالجة الجرحى والمصابين .