اعتبرت صحيفة فرنسية أن احتمال دخول "حزب الله" وفلسطينيي الضفة الغربية في المواجهة الجارية بين حماس وإسرائيل يمثل "السيناريو الكارثة بالنسبة للأخيرة" والذي من شأنه أن يقلب الموازين كلية في المنطقة ويعيد توزيع الحسابات من جديد بالنسبة لإسرائيل. كما لفتت ليبراسيون إلى احتمال "اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية مع فتح الجبهة الشمالية والجنوبية بالنسبة لإسرائيل يشكل أكثر الاحتمالات الكارثية والتي قد تؤدي إلى قلب موازين المعادلة في المنطقة". وكانت قد ظهرت في الضفة الغربية -المحكومة من جانب حركة فتح- معالم مقاومة أخرى مؤازرة لمقاومة غزة، ولكنها أكثر عفوية، وصفها المراقبون بأنها مؤشر على أن (الضفة) ستكون على أبواب انتفاضة ثالثة إذا استمر التصعيد الإسرائيلي. وصدرت تصريحات من قيادات سياسية بحماس أكدت أن الحركة ستواصل المقاومة ضد الاحتلال، وأن الحملة التي تستهدف الحركة لن تحقق أهدافها، ولا تزال صواريخ المقاومة تنطلق من قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية منذ بدء العدوان، وكان آخرها اليوم؛ حيث سقط نحو 40 صاروخا على بلدات بجنوب إسرائيل أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين. تغطية "منحازة" وتميزت التغطية الإعلامية الفرنسية حتى الآن ب"الانحياز" لوجهة النظر الإسرائيلية؛ حيث عملت الصحف الفرنسية طوال اليومين الماضيين إلى تجاهل الإشارة إلى عدد الشهداء الفلسطينيين في عناوين الأخبار والذي تجاوز ال300 والإشارة إلى ذلك في تفاصيل الخبر. وتحت عنوان "الحرب في غزة" اكتفت جريدة ليبراسيون بافتتاحية "أدانت فيها مقتل الأبرياء" زاعمة أن غالبية القتلى هم من مسلحي حماس. وقال لوران جوفران مدير التحرير في افتتاحيته: "لا يمكن لأي دولة أن تقبل سقوط الصواريخ على مواطنيها – في إشارة إلى إسرائيل– وهو ما اعتبره الكاتب تبرير للعملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في الوقت الحالي على غزة". وتحت عنوان "الهجوم الإسرائيلي من أجل التخلص على حماس"، عنونت صحيفة "لوفيجارو" اليمينية القريبة من الحزب الحاكم (الاتحاد من الحركة الشعبية) صفحتها الرئيسية. وفي موقف ضمني مساند لإسرائيل في حربها نشرت الصحيفة مقال مطول للكاتب اليهودي الفرنسي "مارك التر" تحت عنوان "ما تريد حماس أخذه من إسرائيل بالقوة". بينما نشرت الصحيفة مقال آخر لأحد مديري تحريرها وهو "بير راسلوين" بعنوان "حماس تقع في الفخ الذي نصبته"، قائلا: "بأن حماس التي بدأت باستفزاز إسرائيل لم تتوقع حجم قوة ردة الفعل الإسرائيلية". وفي موقف صريح مساند للعملية العسكرية الإسرائيلية طرحت صحيفة لوفيجارو استفتاء على قرائها على الإنترنت طارحة سؤال "هل تتفهمون العملية العسكرية الإسرائيلية؟". وكانت الإجابات حتى الآن حسب الصحيفة هو أن 57% يتفهمون هذا العملية في حين قال 42% إنهم لا يتفهمونها!.