الاسراف مشكلة متعددة الجوانب والاشكال في مجال الحياة الاسرية وخاصة تفشي ظاهرة الاسراف في استهلاك الغذاء والالبسة والاثاث والسلع والكماليات. ومشكلة الاسراف في استهلاك الغذاء لا يقتصر على الاستهلاك فقط، بل يمتد ليشمل بعض السلوكيات المرتبطة به. وفي هذا الصدد تشير بعض الدراسات التي اجريت في بعض الدول الخليجية ما يلقى من مواد غذائية ويوضع في صناديق القمامة كبير الى الحد الذي تبلغ نسبته في بعض الحالات 45% من حجم القمامة. وفي مدينة الرياض اظهرت دراسة اعدتها امانة الرياض عن نفايات المدينة بأن كمية النفايات اليومية لكل فرد من نفايات المواد الغذائية تبلغ اكثر من 1060 جراماً. وبهذه المقدمة التي اشار اليها د. زيد بن محمد الرحاني عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية حول المساوئ الاقتصادية والاجتماعية والدينية من الاسراف الغذائي الذي يقوم به البعض في المجتمع في ظل غياب الوعي الاستهلاكي من مخاطر رمي المواد الغذائية في صناديق القمامة.. وعن الانعكاسات المترتبة على الاسراف الغذائي من الناحية الاقتصادية اولا.. فأوضح بأن هناك بعض الابعاد منها: - هناك سلوكيات اقتصادية كثيرة في المجتمع تمثل عبئاً اقتصادياً يمكن تخفيفه، وتعد سلوكيات التخمة وادمان الشراء والاستهلاك والاسراف الغذائي أمثلة لتلك السلوكيات. - ان اوجه الصرف الباذخ وغير الضروري ينبغي على الافراد والاسر والمجتمعات اعادة النظر فيها للتخلص من الانماط البذخية والاستهلاكية المفرطة المتمثلة سواء مع الافراد او الجماعات في المناسبات المختلفة خاصة بالاعياد او من خلال شهر رمضان المشبع بكل اصناف الطعام وألوان الغذاء. - من المعروف اقتصاديّاً ان أنسب وسيلة لتقريب القرارات الاستهلاكية للافراد هي الترشيد الاقتصادي في الشراء. - إن ظاهرة الاسراف الغذائي وتخمة الاستهلاك وعادة الصرف غير الموجه من العادات الغذائية والسلوكية الخطأ التي ساعدت على انتشار بروز العقلية الاستهلاكية في المنجتمع وشيوع الثقافة اعلاستهلاكية بين الافراد الى جانب اغراق السوق بآلاف الأصناف الغذائية والكمالية المختلفة والاعلان بشتى الطرق المادية المثيرة الى جانب غياب الوعي الاستهلاكي. ويضيف د. الرماني في هذه النقطة مشيرا بأسف الى ان اكثر ما يشغل تفكير العقلية المستهلكة هو توفير جميع الاحتياجات المادية لشراء تلك الاشياء واقتناء كل ما يستجد عرضه في الاسواق. - ان عالم اليوم بجميع دوله المتقدمة كانت او نامية يسوده ظاهرة الاسراف الغذائي وحمى الاستهلاك والنهم الاستهلاكي، حتى اصبح الانسان المعاصر مجرد اداة استهلاكية خاصة غذائيّا، ولا هم له الا ان يقتل نفسه جهدا ليزيد دخله ويحصل على ما يشتري من ادوات استهلاكية غير ضرورية يفرضها على تفكيره وكذلك بالوسائل المطبوعة وحتى بالطرقات والميادين بالشوارع بزعم انها مقاييس للمكانة الاجتماعية، ومصادر للهناء الفردي. وقد ادى ذلك الى تداعي القيم الاخلاقية وانتشار القلق وشيوع اسلوب البذخ وامراض التخمة والسمنة وكل ذلك يعد تبديداً للثروة وضياعًا للفائض الاقتصادي. كيف نحقق التوازن الغذائي بعيداً عن الإسراف! وعن كيفية تحقيق التوازن الغذائي اثناء الشراء سدّاً لباب تبديد الثروة ومنعاً لضياع الفائض قال د. زيد: ايضا يجب أن يكون الوعاء الذي تضع فيهم لمشتريات قدر الحاجة فقط ومع تحكيم العقل في كل ما نستهلكه فقد ادى التقدم التقني والاجتماعي والاقتصادي لظهور الاسواق المركزية التي سهلت للمشتري اختيار وشراء ما يطلبه من الاطعمة بالنوعيات التي يحتاجها وتناسب اقتصادياته..!!