واصلت اسرائيل الجمعة لليوم السابع على التوالي غاراتها الجوية على قطاع غزة التي اسفرت عن سقوط 422 قتيلا على الاقل منذ بدء الحملة الاسرائيلية، بينهم احد قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وافاد شهود عيان ان الغارات ليل الخميس الجمعة ادت الى وقوع عدة جرحى من دون تسجيل سقوط قتلى. وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان غارات استهدفت ليلا منصات اطلاق صواريخ ومنشآت لتخزين الاسلحة من دون ان يذكر تفاصيل. وقتل نزار ريان احد قادة حماس وزوجاته الاربع وعشرة من اولاده واثنان من جيرانه الخميس في قصف صاروخي من طائرات اسرائيلية استهدف منزله في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في قطاع عزة. وكان ريان، اكبر مسؤول في حماس تغتاله اسرائيل منذ عبد العزيز الرنتيسي في العالم 2004، معروفا بمواقفه المتشددة وتصريحاته النارية ضد اسرائيل وضد السلطة الفلسطينية التي يرئسها محمود عباس. واكد الجيش الاسرائيلي قصفه المنزل موضحا انه كان مخزنا للاسلحة ومركز اتصالات لحركة حماس. وقالت اجهزة الطوارئ في قطاع غزة ان عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في العملية الاسرائيلية ارتفع الى 420 والذين جرحوا الى 2180، منذ بدء الهجوم الاسرائيلي في 27 ديسمبر لوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل، حسبما تؤكد الدولة العبرية. وتفيد الاممالمتحدة ان ربع الضحايا على الاقل هم من المدنيين وبينهم خصوصا نساء واطفال. وقد نفت حماس مساء الخميس ان تكون وافقت «بشروط» على اقتراحات الاتحاد الاوروبي بشأن تهدئة مع اسرائيل، وقالت ان البيان الذي نشر باسم المتحدث باسمها فوزي برهوم «لا اساس له من الصحة». وقال برهوم لفرانس برس ان هذا البيان «مدسوس ولا اساس له من الصحة وقامت جهات معادية ببثه للتشكيك في موقف حماس». ودعت حركة حماس في بيان بعد ذلك الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية الى «يوم غضب» الجمعة «ضد الاحتلال الصهيوني ويوم مسيرات عارمة تنطلق من المسجد الاقصى المبارك وكل مساجد الضفة (الغربية) عقب صلاة الجمعة تضامنا مع اهلنا في غزة». وتحسبا لذلك نشرت الشرطة الاسرائيلية الافا من عناصرها وحصرت الوصول الى الحرم القدسي بالرجال الذي هم فوق سن الخمسين ويحملون بطاقات هوية اسرائيلية من دون فرض اي قيود على وصول النساء. واعلن الجيش الاسرائيلي من جهته اغلاقا تاما يستمر 24 ساعة للضفة الغربية اعتبارا من منتصف ليل الخميس (الخميس الساعة 22,00 تغ). وبدعوة من حماس سيتظاهر الفلسطينيون في قطاع غزة كذلك. وتواصلت الهجمات الخميس في غزة بعد رفض اسرائيل الاربعاء مقترحات لهدنة عرضها الاتحاد الاوروبي مما يوحي بان اسرائيل يمكن ان تشن هجوما بريا قريبا. ومن بين المواقع التي استهدفت وزارات ومبنى المجلس التشريعي الفلسطيني وانفاق ومشاغل «لصنع الصواريخ». وافاد شهود عيان ان الهجمات استهدفت كذلك ليلا مكاتب صيرفة ومسجدا في جنوب قطاع غزة صباح الخميس. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الاسرائيلي تساهي هانيغبي «اننا نقترب من ساعة اتخاذ القرار» بشأن شن هجوم بري. وقال ايهود اولمرت قبل ذلك خلال جولة له في بئر السبع في جنوب اسرائيل التي استهدفت في الايام الاخيرة بعدة صواريخ اطلقت من قطاع غزة الواقع على بعد 40 كيلومترا، «لا نريد حربا طويلة ولا نرغب بتوسيع الجبهة». وفي باريس حيث اجرت محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، جددت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التأكيد ان اسرائيل ستقرر «في الوقت المناسب» وقف عملياتها. ويبدأ ساركوزي الاثنين جولة في الشرق الاوسط «سعيا لايجاد سبيل للسلام». واعلن قصر الاليزيه انه سيزور مصر والضفة الغربية واسرائيل وينتقل الثلاثاء الى سوريا ولبنان. وفي الفاتيكان وجه البابا بنديكتوس السادس عشر بمناسبة الاول من يناير الذي تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية ب «يوم السلام العالمي» نداء «حتى لا ينتصر الحقد والعنف» في العالم العام 2009، متوقفا خصوصا عند الشرق الاوسط حيث «الغالبية العظمى» من السكان الاسرائيليين والفلسطينيين «تريد العيش بسلام». واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «هآرتس» ان 71% من الاسرائيليين يدعمون العملية في غزة. وادى اطلاق الصواريخ من قطاع غزة منذ 27 ديسمبر الى مقتل اربعة اشخاص بينهم جندي والى سقوط عشرات الجرحى. وسقط اكثر من 50 صاروخا الخميس على جنوب اسرائيل ولا سيما في بئر السبع واشدود على ما افاد الجيش الاسرائيلي. وعلى الصعيد الدبلوماسي قدمت ليبيا الى مجلس الامن الدولي مشروع قرار يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار تحترمه اسرائيل وحركة حماس بالكامل.