اتهم مفوض الأممالمتحدة الخاص بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جرائم حرب" و"أعمال وحشية مروعة" ضد السكان المدنيين في قطاع غزة المحاصر. وقال السفير ريتشارد فولك : إن "إسرائيل ترتكب سلسلة من الفظائع المروعة باستخدامها الأسلحة الحديثة ضد السكان العزل، بعد معاناتهم لأشهر من الحصار"، بحسب مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية الثلاثاء 30-12-2008. وأضاف أن إسرائيل ترتكب "جرائم حرب" ضد المدنيين، ووصف إطلاق المقاومة الفلسطينية الصواريخ على "مناطق مدنية" داخل إسرائيل بالعمل "غير المشروع". غير أنه أكد أن هجمات المقاومة "لا تعطي إسرائيل الحق في انتهاك القانون الدولي الإنساني، وارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية"، مشددا على أن ما تفعله إسرائيل يمثل عقابا جماعيا لسكان غزة، على أفعال تقوم بها مجموعات صغيرة من المسلحين. وقال إن الحصار الإسرائيلي على غزة، منذ أن سيطرت عليها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في يونيو 2007، أدى إلى نقص المواد الغذائية والمساعدات الطبية. و قتل الطيران الحربي الإسرائيلي عائلات بكاملها ، وقتل الشقيقتين هيا ولاما (4و11 عاما) إثر إطلاق طائرة إسرائيلية صاروخا على عربة يجرها حمار كانت تقلهما في بيت بلدة بيت حانون شمالي غزة، كما استشهدت خمس شقيقات في غارة ليلية الأحد الماضي. وبحسب مصادر طبية فلسطينية فإن ما لا يقل عن 80 فلسطينيا تقل أعمارهم عن 16 عاما، استشهدوا في العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ ظهر السبت الماضي، متسببا في استشهاد نحو 400 فلسطيني وإصابة حوالي ألفين بجروح.وريتشارد فولك، الذي يعمل أستاذا متفرغا للقانون الدولي في جامعة برنستون الأمريكية، دعا المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لإنهاء هجومها على قطاع غزة المكتظ بالسكان؛ إذ يعيش سكانه البالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون نسمة في حيز ضيق لا يزيد عن 450 كيلومترا مربعا.وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وجه نداء خجولا وغير منصف إلى إسرائيل لوضع حد لهذا المستوى "غير المقبول" من العنف( حسب تعبيره ) مضيفا أنه "على كل من إسرائيل وحماس وضع حد لأعمال العنف، ووقف إطلاق النار فورا". ومنذ بدء عملية مجزرة "الرصاص المتدفق" ترفض إسرائيل نداءات دولية عديدة لوقف إطلاق النار، وتردد أن العملية "ربما تستمر لأسابيع".وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل، إيهود أولمرت، بأن القصف الجوي الحالي ما هو إلا مرحلة أولى من عدة مراحل صادق عليها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية.وصرحت مصادر عسكرية إسرائيلية أمس، وفقا لإذاعة "صوت إسرائيل"، بأن الجيش أكمل الاستعدادات لتنفيذ هجوم بري، وينتظر ضوءا أخضر على المستوى السياسي لبدء العملية.