توج المنتخب الاسباني مشواره الرائع في نهائيات كأس اوروبا 2008 لكرة القدم التي استضافتها سويسرا والنمسا باحراز لقب بطل النسخة الثال ثة عشرة اثر فوزه على نظيره الالماني 1-صفر سجله فرناندو توريس (33) مانحا بلاده اللقب الثاني في تاريخها بعد الاول عام 1964 عندما فازت على الاتحاد السوفياتي 2-1 على ملعب «سانتياغو برنابيو» في مدريد. واستحق المنتخب الاسباني اللقب لانه كان الافضل في البطولة وقدم عروضا رائعة في جميع المباريات التي خاضها وتوجها بفوز غال هو السادس على التوالي فيها والثاني عشر على التوالي في مجمل مبارياته في التصفيات والمباريات الودية منها، علما بانه لم يخسر حتى تتويجه في 22 مباراة على التوالي حيث تعود خسارته الاخيرة الى نوفمبر 2006. وفك المنتخب الاسباني النحس الذي لازمه في البطولات الكبرى منذ 44 عاما حيث دخلها دائما مرشحا بقوة لاحراز اللقب لكنه خيب الامال وودع قبل الادوار النهائية. وهو النهائي الثالث لاسبانيا في البطولة القارية بعد الاول عام 1964 عندما نال اللقب على حساب الاتحاد السوفياتي 2-1 بقيادة نجم انتر ميلان الايطالي حينها لويس سواريز الذي مرر كرة الهدف الاول لخيسوس بيريدا قبل ان يعادل غالميزيان حسينوف للاتحاد السوفياتي، وقبل 6 دقائق من النهاية خطف مارسيلينو بكرة رأسية «تاريخية» هدف اللقب الاول الكبير لبلاد الفلامنغو. اما النهائي الثاني فكان امام فرنسا عام 1984 على ارض الاخيرة التي فازت 2-صفر. واعترف توريس عقب المباراة النهائية التي احتضنها ملعب «ارنست هابل» في فيينا، انه لن يستوعب ما تحقق من انجاز قبل العودة الى اسبانيا. واضاف «انه لشعور رائع، لا يمكننا ان نصدق ما حققناه. كنا نشاهد هذه البطولات على شاشات التلفزة وكنا نريد ان نكون جزءا منها واصبحنا كذلك». وانعكس الفوز باللقب فرحة عارمة في اسبانيا وتعالت الاصوات مباشرة بعد نهاية المباراة مرددة «ابطال! ابطال!»، بموازاة الالعاب النارية، فيما انطلق الاف المشجعين حاملين الاعلام الاسبانية وفانيلات المنتخب الحمراء والذهبية الى الساحة الشهيرة التي يحتفل فيها ريال مدريد بالقابه. وهللت الصحف الاسبانية للانجاز الكبير بعناوين مختلفة فاختارت «ال بايس» العنوان الاسهل «اسبانيا تغزو اوروبا»، واشارت «ال موندو» الى «المجد الاسباني» وذهبت «لا فانغوارديا» الى ابعد من ذلك «اسبانيا ملكة اوروبا»، ورأت «موندو ديبورتيفو» في الفوز المستقبل «اسبانيا تغزو اوروبا وتفتح حقبة جديدة للكرة الاسبانية»، فيما كان الاختصار السمة البارزة لدى صحيفة العاصمة «اس» فعنونت «نحن الابطال!»، وحذت «ماركا» حذوها بالقول «واخيرا» في اشارة الى انتظار طال 44 عاما. وتماشيا مع الاوضاع الراهنة وتلافيا لانعكاسات الازمة الاقتصادية العالمية قرر الاتحاد المحلي بالاتفاق مع لاعبي المنتخب رفع قيمة جائزة كل منهم من 214 الف يورو الى 500 الف بعد ان تسلم حوالة بقيمة 27 مليون يورو من الاتحاد الاوروبي لقاء فوزها بالكأس الاوروبية. وتربعت اسبانيا على عرش التصنيف العالمي الشهري للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا)، ونالت لقب منتخب العام للمرة الاولى في تاريخها بعد تتويجها في اوروبا وتحقيقها 16 فوزا متتاليا. في المقابل، كانت الفرق الانكليزية التي تعاني من ازمة مالية خانقة وديون باهظة قدرها رئيس الاتحاد الانكليزي مطلع تشرين الاول/اكتوبر بنحو 9ر3 مليارات يورو، في الخط الامامي حيث بلغ ثلاثة منها نصف النهائي هي مانشستر يونايتد وليفربول وتشلسي، ثم احرز الاول اللقب على حساب الاخير بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي 1-1). ورغم خسارته غير المتوقعة في الكاس السوبر الاوربية امام زينيت الروسي، توج مانشستر يونايتد مؤخرا ببطولة القارات الخامسة للاندية في اليابان على حساب ليغا دي كيتو الاكوادوري 1-صفر، فضلا عن ان نجمه البرتغالي حصل على جائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم كما انه مرشح للفوز بجائزة الاتحاد الدولي (فيفا) كافضل لاعب في العالم. وفي الموسم الحالي، تخطت الفرق الانكليزية الثلاثة دور المجموعات وبلغت مع مواطنها ارسنال ثمن النهائي، وهي مرشحة بنسب متفاوتة لاكمال المشوار نحو نصف النهائي.