"تجلسين أمامي تشدين القلم من يدي.. تضيئين إشاراتك الحمراء على هذا الدرب.. تشدين من صدري البوح وتديرين ظهرك مرات.. ومرات.. وتقولين حتى تزرعين سمعي فجراً.. ولأني أكره الوداع.. وأكره الثانية الأخيرة في اللقاء.. ألوح لكم بفجيعة الرحيل.." هكذا أعلن كاتبنا الأنيق في ساعات الفجر الأخيرة من يوم أمس قصة البوح الأخيرة.. وكأنه قد خرج من دائرة المكان إلى دار الآخرة ويتحدث من رحلة العمر الثانية. ليصف في همسات حانية مشهد الوداع.. ومسيرة حياة كان يخاطبها على طريقته الخاصة بكل أفراحها وأتراحها.. بكل منعطفاتها وذائقة محطاتها حلواً ومراً.. وجدلاً لم يتوقف منذ نعومة أظافره.. فوزي خياط الذي لبس "بردة" الإبداع منذ نعومة أظافره. كان أكثر قرباً في قلوب الناس.. وكانوا ابتسامة حب ترتسم في كل ملامحه حتى على "رنة" هاتفه الذي يرد منه بكلمة شهيرة يختصرها في "سيد الناس". فوزي الذي ركض في واحة العشق وتعطير العبارة رحل مذكراً بالوداع الذي وصفه بالكراهية في مواجهة اللقاء. هنا كتب زميلنا العزيز مقاله الأخير الذي كان موعده بعد غد الأربعاء حيث اختصر فيه خطاب الوداع وأعطاكم عمره في تلويحة لا تموت..