تم اختيار2052 من عدد 4500 طالب موهوب تم اكتشافهم من 64 مدرسة موزعة على كافة مناطق ومحافظات المملكة، للالتحاق بالمنح الدراسية التي تنفذها مبادرة "الشراكة مع المدارس" المطبقة منذ خمسة أعوام، بإشراف من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة". وقد أشار بيان صادر عن "موهبة"، إلى أن عدد الطلاب في مبادرة المنح الدراسية بلغ 2052 خلال العام الحالي بعد أن كان 1520 طالباً في العام الماضي بنسبة زيادة 35%، وأضاف البيان أن العدد الفعلي للمستفيدين من المبادرة يتجاوز 4500 طالب، بينما بلغ عدد المدارس في العام الحالي 64 مدرسة، بنسبة زيادة تجاوزت 18% مقارنة بالعام الماضي حيث كان عددها 54 مدرسة. وتقدم هذه المبادرة منحاً دراسية للطلاب الموهوبين، سعياً منها لتأهيل خريجيها معرفياً ومهارياً، من خلال دراسة مناهج "موهبة" الإضافية في الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية وتقنية المعلومات، بدءاً من الصف الرابع الابتدائي وحتى الثالث الثانوي، والسعي لتطوير هذه المناهج لتصبح تفاعلية مع زيادة عدد البرامج التدريبية. وقال نائب الأمين العام ل"موهبة"، الدكتور عادل القعيد، إن أهمية المبادرة تأتي من كونها لبنة في المساعي السعودية لبناء مجتمع معرفي متكامل، وتحقيق نقلة نوعية في مسيرة تطورها، وتحويل اقتصادها إلى اقتصاد قائم على المعرفة. وأشار إلى أن المبادرة تهدف إلى تهيئة بيئة تعليمية ذات جودة عالية للطلبة الموهوبين والمبدعين، حيث يقوم على تدريسهم معلمون أكفاء للارتقاء بقدراتهم وتنمية مواهبهم، إضافة إلى رفع مستوى جودة التعليم المقدم للطلاب الآخرين. وأوضح أنه ينفذ خلال العام الحالي 11 برنامجاً تدريبياً تتنوّع ما بين البرامج العامة وبرامج القيادة التربوية والبرامج التخصصية، حيث يشارك فيها 428 مشاركاً من الذكور والإناث. وفي سياق متصل، أكدت دراسات حديثة أن عدد المدارس التي تعنى بتنفيذ برامج للموهوبين يبلغ 500 مدرسة من أصل 33 ألف مدرسة في المملكة، وبنسبة لا تتجاوز 1.5%. وكشفت الإحصائيات عن وجود 45% من الطلاب والطالبات الموهوبين في التعليم العالي بالمملكة بلغت نسبة الذكاء لديهم مستوى 130 وفق مقياس الذكاء، ولفتت إلى أن الجامعات السعودية تفتقر إلى تقديم الدعم العلمي والفني المناسب للطلاب الموهوبين. وبيّنت الدراسات أن هناك انخفاضاً في تحصيل الطلاب الموهوبين بنسبة 20% وفي تحصيل الموهوبات بنسبة 25%، وأرجع السبب في انخفاض التحصيل لديهم إلى عدم توفير البيئة المناسبة للموهوبين، وكون البيئات المدرسية غير مشجعة، إضافة إلى غياب التوجيه المهني والإرشاد للطلاب في المدارس الثانوية، مما يدفعهم إلى وجهات غير مناسبة لقدراتهم بعد تخرجهم من الثانوية، فضلاً عن الضغوط النفسية والاجتماعية والبرامج الموجودة محدودة جداً ولا تخدم العدد الموجود. وكانت دراسة حديثة قد أوضحت أن عدد المعلمين المتخصصين المتميزين في تدريب الموهوبين في السعودية لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وأن الإشكالية تكمن في أن المعلمين المراد تخصيصهم في هذا المجال يتلقون دورات لثلاثة أو أربعة أيام، وتستغرق البرامج التدريبية ساعات بسيطة، في حين ينبغي أن يصل عدد ساعات التدريب المطلوبة للتأهيل 325 ساعة.