بقلم: محمد بن عبدالوهاب بن محمد أبوملحة قال الله تبارك و تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }..إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك لمحزونون . أبا محمد لا نبكيك اليوم اعتراضا على قدر الله ولكن نبكيك فقداً ..فقدت أسرة آل ابو ملحة خاصة والمنطقة الجنوبية عامة علماً من اعلامها غداة يوم الثلاثاء 4/ 11/ 1434 بالمستشفى التخصصي في مدينة الرياض. هو الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله أبو ملحة. كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول ان المصاب جلل والخطب عظيم وعزاؤنا فيه أن خلف لنا بعده ثلاثة ابناء :محمد وسعود ونواف، قد استشرفت فيهم ملامح النبوغ و البر والتقى ان شاء الله جعلهم الله خير خلف لخير سلف. تربطني بأخي عبدالعزيز صلة قرابة فوالده محمد بن عبدالله ابن عمي نشأنا منذ الطفولة انا وابا محمد رحمه الله في خميس مشيط وأبها .قد كان لي نعم الأخ القريب والصديق الوفي ,وكنا نستطلع دائماً أمور اسرتنا وواجباتها وما خلفه لنا الاباء والاجداد من إرث تاريخي. قد اتفقت معه رحمه الله بأن نقوم بتأسيس صندوق للأسرة يواجه التزامات اسرتنا وواجباتها وبفضل من الله قد بوركت الفكرة من أفراد الاسرة وتم إنشاؤه ولا زال الصندوق قائماً حتى اليوم. وكان يحرص رحمه الله على حضور ومتابعة مجلس أسرتنا والاجتماعات الدورية بين أفراد أسرتنا المنعقدة في الخميس وأبها والرياضوجدة وهدفها ان لا تطول فترة الغياب عن بعضنا البعض ويتم فيها التشاور وترسيخ المُثل والقيم واحترام الكبير والرحمة والعطف على الصغير كما أوصانا نبينا عليه أفضل الصلاة واتم التسليم. ومن أهم الاعمال التي تقلدها رحمة الله أن كان مديراً عاماً لإدارة الشؤون البلدية والقروية بمنطقة عسير ثم وكيل لوزارة الشؤون البلدية والقروية واخرها ان كان عضواً في مجلس الشورى لدورتين وعضواً في مؤسسة عسير للصحافة والنشر وقد خاض غمار العمل رحمه الله بشفافية ووضوح حتى استطاع ان يحل مشاكل قديمة بخصوص اراضي بالمنطقة بين القبائل قد مضى عليها زمن دون حل وذلك بتوجيهات من ولاة الأمر وبحنكته وقربة من قلوب افراد القبائل التى كان يحظى بالمحبة والتقدير البالغ من قبلهم , من جانبِ آخر كان رئيساً للجنة الأهالي بمنطقة عسير حتى عهد قريب ، كما كان له دور ملموس في إقامة قرية منطقة عسير التراثية بالجنادرية حيث بذل الغالي والنفيس جاهاً ومالاً حتى رآها على أرض الواقع, له الكثير من المواقف الانسانية التي سمعناها في عزائه رحمه الله.قال تبارك وتعالى:( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ). ختاما ان الحياة الدنيا وملذاتها زائلة ولا يبقى الا العمل الصالح والذكر الطيب والدعوة الصادقة جعل الله ما قدمه المغفور له بإذنه تعالى في ميزان حسناته والحمد لله على قضائه وقدره.. مدير عام مالية عسير عضو مجلس منطقة عسير سابقاً حرر في العاصمة الرياض يوم 12 ذي القعدة لعام 1434 ه الموافق 18 سبتمبر 2013 م