برع مزارعو منطقة القصيم في حفظ التمور وتخزينها، كونها من أهم المنتجات الزراعية التي تشتهر بها المنطقة ، وجاءت ما عرفت ب"الجصّة" ابتكاراً مثالياً استطاعوا من خلاله حفظ التمور لفترات طويلة .و"الجصّة" بتشديد (الصاد) بناء صغير يقارب ارتفاعه المترين وبعرض المتر تقريباً، وله باب صغير في مقدمته وفتحة صغيرة بأسفله، يسيل من خلالها (الدبْس) السائل الذي يفرزه التمر الشبيه بالعسل طعماً ولوناً، والناتج من تراكم التمر الرطب داخل الجصة.غياب وسائل التبريد الضامنة لحفظ التمور أجبر مزارعي القصيم على ابتكار "الجصّة"، فهي تقي التمور من الشوائب التي تؤثر سلباً على جودته أو نضوجه. وفي حديث لحمود المرزوق البالغ من العمر 80 عاماً، مع مراسل وكالة الأنباء السعودية استعرض طريقة بناء الجصة ، مبيناً أن الطين هو المادة الأساسية في البناء، ثم تطلى من الداخل بالجص الأبيض لحفظ التمر من الضرر، مشيراً إلى أن ارتفاع "الجصّة" وعرضها يخضع في أحيان لكثرة أو قلة التمر، مفيدًا أن التمر يوضع في الجصّة بعد أن ينضج في مرحلة تأتي بعد موسم " الصرام ".