فيما عدا (المترجمات) من الروايات.. ك (الأم) لجوركي، و(الغريب) لكامو، و(مائة عام من العزلة).. لغبريال ماركيز.. على سبيل المثال، التي كان يكتب لها "مترجموها".. (مقدمات)، يبسطون فيها علاقة إعجابهم بذلك العمل الأدبي، أو بصاحبه أو ب (النهج السياسي) الذي ينتمي إليه.. إن كان يساراً أو يميناً، والذي دفعهم في النهاية إلى ترجمته.. فإنني لا أذكر – فيما قرأت – أن (روائياً) كتب ب (قلمه) مقدمة ل (روايته).. باستثناء الروائي الإيطالي الأشهر (ألبرتو مورافيا)، الذي كتب مقدمة طويلة مذهلة لروايته الرائعة: (السأم).. التهمت جزءاً كبيراً من الإعجاب الذي تستحقه دون شك.. وكما حدث معي، حتى كاد أن يطغى إعجابي ب (المقدمة) على إعجابي ب (الرواية) نفسها. أما كبار الروائيين العرب.. ك (الحكيم) و(محفوظ) و(إحسان) ويحيى حقي ويوسف السباعي.. فلم يعتادوا أن يكتبوا (مقدمات) لرواياتهم، إلا أنهم كانوا يفعلون شيئاً آخر.. ف (توفيق الحكيم) مثلاً كتب (تمهيداً) لأعظم رواياته (عودة الروح)، ولكن (التمهيد) كان وكأنه جزء من الرواية.. أو السطور الأولى منها، و(نجيب محفوظ).. كتب (افتتاحية) مطولة بعض الشيء لأهم رواياته – المختلف عليها دينياً.. بين الإباحة والتحريم -: (أولاد حارتنا).. كشف فيها عن علاقته الشخصية والإنسانية ب (الرواية) وأبطالها وأماكنها والحواري والدور التي جرت فيها أحداثها، وإلى الحد الذي كان يحوم فيه حول دار بطلها الأول (الجبلاوي).. بسوره الشاهق، ورؤوس أشجار فنائه، ونوافذه المغلقة على الدوام.. التي لم تمكنه من رؤية هذا (الجبلاوي) الغامض، الذي لا ندري.. إن كان "زعيماً" أو "فتوة".. !! أما يوسف السباعي.. فلم يكتب تمهيداً ولا افتتاحية لروايته الشعبية القيمة (السقا مات)، ولكنه تحدث عن "أحزانه" في (المقدمة) التي كتبها للرواية.. لأن (وزارة المعارف) لم تعتمد أياً من أعماله الروائية ليقرأها طلبة المدارس الثانوية كجزء من منهج اللغة العربية الذي يُدَرَّس بها.. بسبب (العامية) التي يلجأ إليها (السباعي) في نص حوارات رواياته ومن بينها (رواية: السقا مات)، وهو ما لا يرفع - كما ارتأى مفتشو الوزارة – من مستوى (الفصحى) عند أولئك الطلبة، فكان حزنه لحرمانه من ذلك الشرف.. الذي كتب عنه في تلك المقدمة، أما الروائيون في (المملكة).. الذين لحقوا بأول الروائيين المعاصرين فيها.. منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي: (حامد دمنهوري).. بروايتيه (ثمن التضحية) و(مرت الأيام)، فكتبوا – وهم يتجاوزونه شجاعة وجرأة – منذ أواخر ثمانينيات وأوائل تسعينات القرن الماضي روايات.. تُقرأ، ويُعجب بها الناس كرواية (شقة الحرية) لغازي القصيبي، وثلاثية (أطياف الأزقة المهجورة): العدامة والشميسي والكراديب.. لتركي الحمد، فلم يكتب أي منهما (مقدمة) لتلك الأعمال الجميلة والجريئة، التي أشعلت الحماسة بين (مزامنيهم) والأجيال التي أعقبتهم.. ليخوضوا عالم كتابة الرواية "المهيب" أو معتركه الصعب.. بعد أن أزاح كلاهما (القصيبي والحمد)، ذلك الرعب أو تلك القداسة الذي كان عالم كتابة الرواية.. يحيط نفسه بهما، حتى جرؤ على كتابة (الرواية).. من يستطيع ومن لا يستطيع، لنبلغ في موسم عام 2010/2011م.. مرحلة (الانفجار الروائي).. حيث شهد ذلك الموسم صدور ما يزيد عن مائتي رواية.. ثلثاها لا يستحق ثمن الورق الذي كتبت عليه. إلا أنها كانت ب (كمها) الهائل.. تعبيراً عن حالة (الكبت) الطويلة التي عانى منها المثقفون – والأدباء منهم خاصة – والمجتمع بصفة عامة.. و(الفرح) ب (زوالها) على يد من أعان عليه، وأعني به هازم الرقابة و"ديناصورات" الرقباء: (شبكة الإنترنت)..!! ليبقى في هذا السياق.. الروائي العربي الكبير (عبدالرحمن المنيف).. المتنازع على جنسيته أو رفضها – أصلاً - بين (العراق) و(المملكة). متفرداً فيما فعل وهو يقدم أول وأعظم أعماله الروائية (شرق المتوسط)، فهو لم يكتب (مقدمة) أو (تمهيداً) أو (افتتاحية).. ولكنه اختار أن يضع بدلاً عنهما صفحة مستقلة من وثيقة (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)، التي أُقرت في العاشر من ديسمبر من عام 1948م, ووقعت عليها كل أمم الأرض وشعوبها إلا دول ثلاث. وهي التي تتحدث عن حق الإنسان في حرية العبادة، وحرية الفكر، وحرية الإبداع.. فكان في سطور تلك (الصفحة).. ما يكفي للتعبير عما يريد قوله، ويخشاه؟! وقد يسبق هذه المواقف المتعددة والمتباينة.. من مسألة (التقديم) للرواية من عدمه، أن (الرواية) أصلاً.. لا تحتاج إلى (مقدمة) – من وجهة نظر.. ربما يشاركني الكثيرون فيها - لأنها تقدم نفسها بنفسها، فهي شريحة عريضة عميقة من (حياة)، تتعدد فيها الأصوات والأفكار والرؤى والأحلام.. بقدر ما يتجلى فيها الزمان والمكان حتى ليكاد يشم قارؤها رائحة الهواء الذي يتنفسه أبطالها.. ورطوبة الأرض أو جفافها التي تسير فوقها أقدامهم..!! لكل هذه "الأسباب": منفردة ومجتمعة.. ترددت في قبول فكرة كتابة (مقدمة) لهذه (القصة) الطويلة (على قمم الشقاء).. وليس (الرواية) كما تردد أو شاع بين قرائها.. عندما نُشرت لأول مرة على تسع حلقات متوالية في (مجلة الرائد) في آخر عهود ما كان يعرف ب (صحافة الأفراد) منذ خمسين عاماً، ولكن مستشار (دار التنوير)، المتحمس لنشرها بين (أعمالي الكاملة) التي ارتأت (الدار) تقديمها – مشكورة للقراء.. العام القادم - الكاتب والصحفي اللامع الأستاذ أحمد عدنان.. كان له رأي آخر (!؟) عندما سألني في أحد لقاءاتنا بإحدى المقاهي البيروتية.. سؤالاً (لغماً) لا براءة فيه: أيمكن إعادة نشر هذه الرواية، كما شاع بين القراء.. أو (القصة الطويلة) كما تصر.. في صحافة المملكة هذه الأيام..؟ ضحكت.. متأملاً (حجم) الخبث المروِّع في سؤاله..؟ ولكن ولأننا كنا آنذاك في (بيروت).. مدينة الحرية الفاتنة – التي تقف على نقطة التماس بين الشرق المحافظ والغرب المنطلق - وقد أطلت بوجهها عليه، فقد أجبته: بالتأكيد (لا).. - ولماذا..؟ - لأن القوم تمشيخوا.. بعد (جهيمان) ودعوته لبيعة (مهديه.. المنتظر) بين الركن والمقام..! فما كان حلالاً في بواكير الستينيات.. غدا مشكوكاً فيه على الأقل إن لم يكن حراماً مع إطلالة الثمانينيات..!! فقاطعني.. قائلاً: لهذه الأسباب.. يتوجب كتابة (مقدمة) للقصة أو الرواية..؟ ليفتح ذلك الحوار معه فيما بعد.. نافذة عريضة أمامي، أُطل منها على ذلك الزمن الجميل الذي مضى.. فأرى نفسي و(ما) و(من) حولي، وأستعيد صورة حماسي المتقد الذي كنت عليه آنذاك.. وكيف حملني على اقتحام (مجهول) كتابة قصة طويلة مسلسلة – أو رواية.. كما يريد البعض – تنشر أسبوعياً على حلقات: يظهر تحت عنوانها.. سطر عفوي جريء يقول: (لقد جمعنا الحب.. وفرقتنا الأديان)، ويسبق كل حلقة منها ملخص لسابقتها.. دون خبرة أو تجربة أو دراية سابقة.. إلا من كتابة تلك القصص القصيرة، التي كنت أبعث بها أسبوعياً ل (مجلة الرائد) من الإسكندرية.. والذي وسع ابتعاثي إلى (مصر) وإقامتي ب (الإسكندرية) من آفاقها.. وتنوع وتعدد مواضيعها: من (الخواطر) والمشاهدات إلى (القصص) التي كانت تطفح بها الحياة في مصر وحياتي في لؤلؤتها (الإسكندرية)، لأرى من خلال تلك الإطلالة.. (ما) كان حولي من (زمانين) مُلهمين ل "شاب" أخذته الأقدار إلى (عالم الطب) ودراسته بينما يقبع في داخله (مشروع) كاتب، يريد أن يثبت لنفسه قبل الآخرين.. بأنه (كاتب) مقالة أو قصة قصيرة أو طويلة أو ربما (رواية).. ولِمَ لا..؟ كان الزمن الأول.. زمناً (ثقافياً) بكله، ف (صحافة) مصر في تلك الأيام.. كانت سيدة الصحافة العربية دون منازع، بصحفها اليومية الكبرى (الأهرام والشعب والأخبار وأخبار اليوم الأسبوعية ف "الجمهورية" بملحقها الأسبوعي الأدبي الفريد، الذي كان يشرف عليه نيزك الشعر وفنانه "كامل الشناوي".. والذي ما كان يخلو عدد من أعداده من (قصة) لمحمد عبدالحليم عبدالله أو لإبراهيم الورداني أو أخرى للمبدع الفنان يوسف إدريس أو جانب من صفحات منافي فنان الشعب "بيرم التونسي" في غربته).. وبمجلاتها المتنوعة المحتويات والمتعددة الأهداف من السياسي ك (آخر ساعة) و(المصور) و(الروزا).. إلى الشبابي ك (الجيل) و(الاثنين) و(صباح الخير).. إلى التخصصي ك (حواء) و(الكواكب) و(طرزان).. إلى الثقافي ك (الهلال) و(الثقافة) و(كتابي) التي تعنى بترجمة أحدث الأعمال الأدبية العالمية إلى العربية.. إلى جانب ذلك الحشد الهائل من كبار الكتاب والأدباء والشعراء والباحثين والرسامين والنحاتين والموسيقيين والمغنيين، الذين لم يتوافر لوطن من أوطان العروبة.. بمثل ما توافر ل (مصر) كماً ونوعاً في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، الذين كانوا يخطفون أبصار شباب تلك الأيام وعقولهم.. بأسمائهم وأعمالهم وإبداعاتهم، وكل واحد من هؤلاء الشباب.. يحلم بأن يكون مثل أولئك القمم من أصحاب تلك الأسماء الرنانة.. وسط ذلك الطوفان الثقافي الهائل والجميل، الذي كان متاحاً فيه لكل أبناء وادي النيل ومن عايشهم (من أغنى الأغنياء إلى أفقر الفقراء).. أن ينالوا نصيبهم منه ب (قروش) زهيدة، في بلد الاشتراكية العربية ونموذجها الأول (مصر).. حيث تطابقت الأقوال مع الأفعال، وكرس القادة والمسؤولون أنفسهم بعبقرية المكان – كما قال الدكتور جمال حمدان – لمفهوم حضاري رائع.. يقول بأن الإنسان لا يعيش على الخبز وحده ولكنه يعيش ب (رغيفين): رغيف.. من (المخبز)، وآخر.. من (المطبعة)..!! كان يستلفت انتباهي في مجلة (روزاليوسف) السياسية اليسارية العنيدة، والأثيرة عندي.. تلك المسلسلات الروائية أو القصصية الرائعة الدائمة، التي كانت تحرص على نشرها على التوالي.. فلا تنتهي من نشر واحدة منها إلا وتبدأ بالأخرى.. كرواية (بين الأطلال) أو (أذكريني) للسباعي، أو (الرجل الذي فقد ظله) لفتحي غانم أو (المستحيل) لمصطفى محمود، أو تلك الشحنة الهائلة من روايات إحسان عبدالقدوس – ابن صاحبة الدار المناضلة والفنانة "فاطمة روزاليوسف" – التي تجاوزت ما سبق نشره جرأة وشجاعة واقتحاماً لكل (التابوهات).. ك (لا تطفئ الشمس) و(أنا حرة) وأخيراً (لا أنام) التي كانت تتحدث عن حب محرم كاد أن ينشأ بين (فتاة) و(أبيها)، ليمسني جنون المحاولة واندفاعاتها.. فأكتب مغمض العينين، منزوع الخوف، ملتاع القلب.. قصة ذلك الحب الصامت والخجول والمتكتم عليه، الذي كان يستعر في صدري.. ولا تعلم عنه (بطلته) زميلتي المسيحية التي كنت لا أراها إلا في قاعة (المشرحة)، حيث يشرح (الأستاذ) ويستمع (الطلبة) وأجساد الموتى بيننا: قصة (على قمم الشقاء).. بسطرها الاستفزازي أو التبريري: (لقد جمعنا الحب.. وفرقتنا الأديان)..! وكان الزمن (الثاني).. سياسياً ثورياً متوهجاً، تسطع في سمائه (القومية العربية) ب "فكرها" الحر المستنير، وبدعوتها المتدفقة صباح مساء.. طلباً ل (حرية) الأمة وتحرير شعوبها من الاستعمار وأعوانه، وب (إلحاحها) على محاربة الرجعية والرجعيين.. ممن كانوا يشكلون عمقه وسنده في كثير من أوطان العروبة آنذاك.. بعد أن أطلق رائدها وزعيمها (عبدالناصر) شعاراته الخلاقة.. من: (ارفع رأسك يا أخي.. فقد مضى عهد الاستعباد).. إلى أن (على المستعمر أن يحمل عصاه ويرحل).. مؤكداً ما سبق وأن أطلقه من قبل في كلمته المؤثرة لأبناء مصر في إحدى خطبه الرائعة بمجلس الأمة: (إن هذا الجيل من شعب مصر.. قد جاء في موعده مع القدر).. والتي لم يكذب فيها أبناء مصر، فقد شهد ذلك الجيل.. خلال الثماني سنوات الأولى من زعامته.. على أرض الواقع ما لم يشهده خلال الثلاثين عاماً التي سبقته، فقد تحقق ل (مصر) ولأول مرة.. حكمها من قِبَل أبنائها، وتم استعادة أراضيها من لصوص الداخل وباشواته وتوزيعها على المعدمين من فلاحيها، وحمل المستعمر البريطاني عصاه ورحل عن أرضها بعد سبعين سنة من احتلالها -في شهر يونيه 54م – ، وتم استرداد (القناة) لأهلها – في 26 يوليه 1956م – ، وتصدت مصر (ل (العدوان الثلاثي).. عليها من قِبَل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وصمدت.. حتى رحل آخر جنوده عنها بعد خمسة أشهر، وزعماءه عن مناصبهم وكراسيهم في التو واللحظة.. (أنتوني إيدن) إلى جاميكا، و(جي موليه).. إلى نيس، و(بن جوريون) إلى معتزله في صحراء النقب، ليصل الرئيس السوري شكري القوتلي إلى (محطة مصر) بميدان رمسيس في الثاني من فبراير من عام 1958م.. ويصحبه عبدالناصر إلى مجلس الأمة ليتم الإعلان عن أول وحدة عربية حقيقية بين مصر وسوريا برئاسة عبدالناصر، ليشهد ميدان التحرير عند خروجهما من (المجلس) أول مليونية يعرفها – قبل مليونيات ثورة الخامس والعشرين من يناير الحديثة –.. ليترنم ساعتها الإعلامي القومي البارز (جلال معوض)، وقد كان يتولى نقل وقائع (الاستقبال) و(إعلان الوحدة)، فهتافات ملايين المصريين حولهما في التحرير.. على أثير موجات الإذاعات المصرية.. بعد أن أخذته النشوة قائلاً: (لقد ذهب اثنان.. وعادا واحداً!!)، وليكتب شاعر أغاني الكوخ (محمود حسن إسماعيل) فيما بعد.. أغنيته قصيدته: (لا تسل عنا ولا كيف لقانا/ واسأل التاريخ عنا والزمانا/ نحن كنا مهجة واحدة/ ودماً حراً وروحاً وجنانا/ بارك الله خطانا/ وسرت صيحة الفجر فلبينا الآذانا/ ومضينا في طريق واحد/ يتغنى الدهر فيه بعلانا/ عرب أشعلت أمجاده/ وحدة تجري في دمانا)، ثم لتكتمل صورة مصر القومية التحررية التنموية.. مع مطلع عام 1960م بمشهد تدشين وضع حجر الأساس لبناء (السد العالي) وتحويل مجرى النيل بحضور مموله (البديل) الزعيم السوفييتي (نيكيتا خروتشوف). لقد كان زمناً سياسياً قومياً فواراً.. حراً طليقاً، يحلم بغد أفضل في تلك الأيام ما بين أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، فيلقى صداه.. تجاوباً كاسحاً من المحيط (الهادر) إلى الخليج (الثائر).. كما كانت تقول إحدى أغاني تلك المرحلة.. بل ويتخطاهما إلى بقية شعوب ودول العالم الثالث في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقد توارى مبهوراً – أمام (زعامته) بوطنيتها، واستقامتها، ونظافة خلقها ويدها – دراويش (الإخوان)، ومنظرو (حديتو) من الماركسيين والشيوعيين، ومليونيرات وباشوات الأمس الغاضبين. نعم.. كان زمناً سياسياً عظيماً، التف حوله الناس.. كل الناس، منذ أيامه الأولى.. وإلى أيامنا هذه عندما ظهرت صور (زعيمه) في (الميدان) وثوار الخامس والعشرين من يناير يتناقلونها من يد ليد. إلا أن ماساتنا فيه مصرياً وعربياً.. أنه قد لا يتكرر، أمام فوبيا الإسلاموية والمتاجرون بها من أصحاب اللحى الطويلة، والثياب القصيرة، و(الذبيبة) السوداء.. التي بقدر عرضها (تتقدم) الأمم!! فإذا كان زمن الستينات (الثقافي).. هو الذي ألهم وحفَّز على كتابة هذا النص.. هذه القصة الطويلة أو (الرواية).. وتلك هي الحقيقة التي عشتها، فإن زمن (قومية) الستينات السياسي.. هو الذي حماه من الحذف والشطب وربما المنع، وحمى كاتبه من المساءلات الدينية، والاستجوابات الأمنية.. ليصل إلى قارئه ويحقق ما حققه!!