انتشر بين العديد من الأطفال في الآونة الأخيرة العديد من السلوكيات العنيفة التي تعاني منها الأمهات، حيث يقوم الطفل بالعديد من الأعمال التخريبية في المنزل أو أثناء الزيارات العائلية أو الأماكن العامة أو مع أصدقائه في المدرسة، مما يضع الأم في وضع حرج ويسبب مشاكل عديدة، وهنا يأتي دور الأسرة للتعامل مع الطفل المخرب بشكل سليم، والتعديل من سلوكه وتقويمه ليصبح طبيعياً كباقي الأطفال. ومن أبرز سمات الطفل المخرب الغضب الشديد، حيث يكون غاضباً لدرجة تصل لضرب الآخرين كما أنه يكون كثير المشاجرة مع إخوته وزملائه، بالإضافة إلى امتناعه عن الأكل والشرب ورفض النوم والإفراط في البكاء حتى ولو كان هذا البكاء لسبب بسيط. وتتركز أهم أسباب هذه الظاهرة، كثرة نشاط الطفل، وطاقته الزائدة، وقد يكون السبب في ذلك وجود خلل في الغدد الصماء كالدرقية أو النخامية، حيث يؤدي اضطراب الغدة الدرقية إلى توتر الأعصاب بصورة مستمرة وملحوظة. كما أن غيرة الطفل من قدوم مولود جديد تجعله يلجأ لأسلوب التخريب والغضب رغبة في جذب انتباه الوالدين له، كما أن حب الاستطلاع، والميل الزائد للتعرف على الأشياء أو شعور الطفل بالنقص والظلم والضيق وكراهية الذات التي تدفع به لحب الانتقام، وقد يكون انخفاض مستوى الذكاء لدى الطفل ما يجعله يعبر عن ذاته بهذه الطريقة رغبة في إثبات نفسه. ويجب على الأم اتباع عدة خطوات للتخلص من سلوك الطفل المخرب، أهمها معرفة الأسباب التي تدفعه لهذا السلوك، فقد نعاقب الطفل على أنه مخرب لكن أحياناً يكون مجرد حب للاستطلاع بالنسبة له، فعلى أساس معرفة الدافع والسبب تكون المعالجة والعقاب، وذلك لتحديد أسلوب التعامل مع الطفل. ومن الضروري تحمل عصبية الأطفال ومحاولة الإيصال إلى طرق بسيطة قد تساعد الطفل على إفراغ الغضب، مثل أن يقوم بلكم وسادة أو لعبة بلاستيكية منفوخة أو تمزيق صور مجلات قديمة أو الرسم والتلوين وغيرها، فكل هذه الأساليب تساعده على نسيان أسلوب التخريب ولكن بمساعدة الأم. وأهم شيء هو منح الطفل مكافأة مناسبة عندما ينخفض المعدل اليومي لحوادث التخريب، ويجب على الأم توفير الألعاب البسيطة التي يمكن أن يقوم الطفل بفكها وربطها، والتي تساعده على اللعب دون أن يكسر أشياء أخرى مهمة بالمنزل، وقد تنمي هذه الأشياء لديه حب الابتكار وتقلل من ظاهرة العنف. وينصح بعرض الطفل المخرب على الطبيب للتأكد من سلامة وصحة الغدة الدرقية، وقياس مستوى ذكائه، والأهم من ذلك هو الحرص على المساواة والعدل في المعاملة بين الأبناء وعدم تمييز أحدهم على الآخر بسبب صغر السن أو اختلاف النوع. ويجب على الأم تجاهل المنازعات البسيطة التي تحدث بين الأطفال حتى لا ينمو لديهم شعور لا إرادي بالكراهية إلى جانب ضرورة غرس الأخلاقيات والسلوكيات الحسنة في نفوسهم وتعريفهم بأن سلوكيات الطفل المخرب مكروهة وغير محببة.