نأخذ من كلمة (الحقيقة) مدخلا مختصراً وليس شاملا للغوص في أعماق بحور الفلسفة اليونانية أو حتى المعاصرة منها والحديثة ، بل أستثني قاعدة اليقين أو النهج "الديكارتي"والتي تنص على: "ألا أقبل مطلقاً أي شيء على أنه حقيقي ما لم أعرف بوضوح أنه كذلك" ، وما أعنيه شخصياً هو قطع الشك باليقين من خلال واقع ملموس لحقيقة وجود أخطاء محددة تعكس لنا جوانب سلبية ينبغي تصحيحها قبل الوقوع فيما لا تحمد عقباه ، هكذا هو النهج السليم بأية تحركات وفي مختلف الاتجاهات ، أعود لمحور السياق الرياضي باتجاه (فلسفة مدّرب) يعتقد هو وبعض من هم حوله أنه على صواب ، قد ندرك أنه مرموق وربما انجازات السيد بيريرا تؤكد بأنه الأفضل ، بيئة رياضية عالمية وعمل ريادي ضخم شهده بيريرا بالنادي الأهلي فنال استحسانه لدرجة الإصرار على تطبيق نهج أوروبي ، كم هو جميل أن يحظى هذا المدرب العملاق بثقة رجالات وجماهير النادي الأهلي و الأجمل من ذلك منحه كافة الصلاحيات في إدارة شئون الفريق الأول لكرة القدم ، هذا التناغم يحتاج إلى الصبر من قبل الجميع دون أدنى استعجال ، من يتفق معي على الصبر فعليه عدم المطالبة بأية بطولة حتى يتم النجاح الفعلي ، فالمسألة مسألة توافق فكري وتطبيق مرحلي بشكل متدرج للوصول إلى مرحلة النضج الفكري والبناء البدني لدى اللاعبين ، بالتالي أصبحت العملية تكاملية لصورة فريق مميز بتجانس لاعبيه وتقارب خطوطه الموازية لفلسفة السيد بيريرا ، أشرتُ للتدرج بهدف تطبيق الفكر الأوروبي بمراحل الفئات السنية ، لا سيما وأن حالة الطقس المناخية في بلادنا تعتبر أجواء معتادة بالنسبة للناشئين ، مما يسهم في تطوير البناء البدني وارتفاع معدل اللياقة ، أعتقد بأن عامل اللياقة هي المعضلة الحقيقية في تطبيق نهج لم ينتهج مسبقاً بالفريق الأول لكرة القدم ، فهذا العامل يكفل الخيار الأنسب للفريق ، يظهر الإرهاق على لاعبي الفريق منذ منتصف الشوط الثاني وهذه نقطة ضعف واضحة ، أضف إلى ذلك معاناة الفريق من ضعف ملحوظ في العمق الدفاعي بالرغم من الكثافة العددية بخط الوسط !، وهذا يعود للتفريط في بالومينو لأسباب غير مقنعة تحت مظلة (لا يخدم خطتي)!، عطفاً على التبديل الذي يؤكد اعترافه بضعف خانة الظهير الأيمن !، ناهيك عن الجهد والإجهاد الواضح على "سوك" الوحيد في المقدمة (بلا فاعلية) مؤخراً حتى كسر مشط مفصله !، نجد أنفسنا أمام فلسفة تفرض علينا خيارين لا ثالث لهما :شجاعة المواجهة من خلال حقيقة اليقين بوجود فلسفة تستوجب التصحيح أو طمس الحقيقة بالإجابة الدبلوماسية عبر الإشادة بنهج بيريرا حالياً وحاجته فقط لبديل (يخدم تكتيكه)كمهاجم وحيد في المقدمة !، مفادها الصبر ثم الصبر . بالمنطق: حالة الطقس تقول : الغاية تبرر الوسيلة !