التعرق عملية ضرورية للجسم فيها يقوم بالتكيف مع محيطه والحفاظ على درجة حرارة صحية وسليمة له، لكن هناك بعض الأشخاص يكون معدل العرق عندهم أكبر من المعدل الطبيعي بشكل ملفت، فتقوم أجسامهم بإفراز الكثير من العرق، حتى وإن لم يكن الجو حاراً، أو أنهم لم يبذلوا مجهوداً، ويعتبر الأطباء هذه المسألة حالة مرضية، تسمى "الإفراط في التعرق". ولا تعد حياة المصابين بمرض الإفراط في التعرق سهلة، فكثيرون منهم يشعرون بالحرج، وتشكل هذه المسألة عبئاً نفسياً كبيراً بالنسبة لهم، حيث إنهم يعرقون أكثر من المعدل الطبيعي، وبأشكال مختلفة، فهناك من يتعرق عن طريق الإبطين، وهناك من يعرق من يديه، أو من رجليه، والحالة الأصعب هم المرضى الذين يفرزون العرق من مناطق متعددة من الجسم. وعن العلاج من التعرق أشير إلى أنه توجد خيارات مختلفة لعلاج هذا الفرط، أولاً يجب تجنب العناصر التي تتسبب في التعرق، كالقهوة والسجائر، وإذا لم ينجح هذا فيمكن محاولة استخدام وسائل مانعة للعرق توضع على الجلد. وبالنسبة لتعرق اليدين والقدمين فهناك علاج كهربائي خاص، فإذا لم تنجح كل هذه المحاولات، يمكن المحاولة باستخدام مادة البوتوكس التي تشل الغدد العرقية، وفي الحالات المستعصية تكون العملية هي الحل الوحيد، وفي هذه العملية يتم شفط الغدد العرقية، وهي طريقة تستخدم فقط لمنطقة الإبطين، حيث تفتح فيها ثقوب صغيرة، ولا تستغرق العملية أكثر من ساعة. وفي هذه العملية يتم البحث عن الغدد المتواجدة بين الأنسجة الدهنية والجلد ثم إزالتها، وفي خطوة أخرى شفطها، وهذه العملية تحاول الحد من التعرق المفرط وجعله طبيعياً للأبد. وقد وجد آخرون أن بعض الأطعمة والمشروبات تجعلهم يتعرقون بغزارة أكثر من المعتاد، أو تسبّب للجسم رائحة كريهة، ومن بين هذه الأطعمة والمشروبات تلك التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الكحوليّة والثوم والبصل. فإذا أردت أن تبدأ يومك بكوب (أو اثنين) من القهوة، ولكنك لا تريد أن تتعرّق، فعليك اتخاذ القرار، فحرارة المشروب سترفع حرارة جسمك الداخليّة، فتحفّز بالتالي إنتاج العرق، والكافيين يجعل الجهاز العصبي - وكذلك غدد العرق - مفرطة النشاط، ويمكنك بالطبع هنا التحوّل إلى القهوة الخالية من الكافيين، وتجنّب المشكلة تماماً. أما الرجال الذين يتعرقون في الليل عندما يكون الطقس حاراً، قد تكون مستويات التيستيسترون متدنية عندهم، وعندما تكون مستويات التيستيسترون متدنية، تتلقى منطقة الهيبوثالاموس وهي منطقة في الدماغ تنظم كثيراً من الوظائف التي تشمل حرارة الجسم وضغط الدم إشارات خاطئة، مفادها أن الجسم أفرط في التسخين، والعرق هو وسيلة الجسم لإنزال الحرارة والتبريد . ويحتاج الجسم للتيستيسترون لتقوية العضلات ولكثافة العظام، ولذا قد يشعر من لديهم مستويات منخفضة منه بالضعف والخمول، والسبب الرئيس لتدني مستويات التيستيسترون هو الإصابة بالتهاب الغدة النكافية في مرحلة الطفولة. ويرى الأطباء أن نوبات التعرق الليلي التي تصيب النساء تعد مؤشراً على الوصول لسن اليأس، بالرغم من عدم إدراكهم للأسباب التي تجعل تدني مستويات الإستروجين تتسم بهذا التأثير خاصة في الليل. ويمكن أن يكون التعرق أسوأ قبل أو بعد بدء الدورة الشهرية لأن الإستروجين يكون في أدنى مستوياته، وقد يساعد تجنّب بعض الأطعمة على الحدّ من العرق تحت الذراعين أيضاً، مثل الأطعمة الحارّة، كالفلفل الذي يحتوي على مادة capsaicin التي ترسل إشارات لغدد العرق، ولأنّ الغدد تعتقد أنّ جسمك بحاجة للبرودة، وستبدأ بإنتاج العرق. وفي سياق متصل، يقول الأطباء: إن التعرق يمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية لأخذ مضادات الاكتئاب، وهذا بسبب إمكانية زيادتها لمستويات هرمونات القلق "مثل هرمون نورأدرينالين" مما يؤدي إلى الإصابة بفرط التعرق، ويمكن أن يحدث في أي وقت بالرغم من أن الكثير من الناس الذين يأخذون هذه العقاقير يتعرضون لنوبات التعرق في الليل، وتشمل العلاجات الأخرى التي تسبب التعرق أدوية ضغط الدم، والعلاجات التي تؤخذ لجفاف الفم، وأدوية الزكام ونزلات البرد التي تحتوي على مركبات سايدوإيفيدرين pseudo- ephedrine وأقراص حديد ومضادات حيوية، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إيقاف مسكنات الألم القوية لزيادة التعرق.