يرى الخبراء أن السمنة مرض قاتل يصيب الشباب، فالإصابة بالبدانة في مرحلة الشباب قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في المراحل العمرية التالية، وقد أفادت دراسة حديثة بأن الشباب يزدادون بدانة أسرع من أي فئة عمرية أخرى؛ لأنهم أكثر عرضة لتراكم الدهون، وتتبعت الدراسة، التي أجراها معهد "أوس دايب"- المتخصص في بحث مرض السكر والبدانة وأمراض القلب - النظام الغذائي وأسلوب حياة 11 ألف أسترالي على مدى 12 عاماً، وتوصلت إلى أن المزيد من الشباب يصابون بالبدانة أكثر من أي مجموعة عمرية أخرى، وخلصت الدراسة الموسعة، التي نشرت نتائجها مؤخراً، بأن الأستراليين عموماً يفشلون في عمل التغييرات الضرورية في أسلوب حياتهم لمحاربة السمنة وأمراض القلب وأمراض السكر، وأن النساء يزدن بدانة أكثر من الرجال. وعلى جانب آخر، فقد أظهرت دراسة في هونغ كونغ أن المراهقين البدناء يواجهون ثلاثة أمثال خطر الإصابة بمشاكل الظهر مقارنة بنظرائهم ممن لا يعانون البدانة، وقد أجريت الدراسة على 3500 شخص، وأشارت إلى أن البدانة في سن تتراوح ما بين 13 و20 عاماً تزيد من خطر الإصابة بمشكلات الظهر على مدار العمر بمقدار ثلاثة أمثال. وأوضحت الدراسة أن اقتران البدانة مع هذه الفئة العمرية يزيد احتمال تنكس الأقراص الفقرية ما يؤدي إلى الإصابة بآلام أسفل الظهر، وتطور مرض تنكس الأقراص الفقرية في سن صغيرة، قد يساهم في زيادة آلام أسفل الظهر في مراحل مبكرة من العمر، وربما الإصابة بهذه الآلام طوال العمر، وتشير التقديرات الأولية إلى أن واحداً من كل خمسة تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً في هونغ كونغ يعانون من زيادة الوزن أو البدانة، وأن زيادة النسبة تعود إلى طبيعة الحياة والجلوس لساعات طويلة أثناء العمل، وكذلك سوء الأنظمة الغذائية. وفي دراسة أخرى للربط بين ارتفاع نسبة الوفاة بين الشباب والسمنة المفرطة، اكتشفت دراسة سويدية حديثة أن الشخص البدين، تزيد لديه احتمالات الموت المبكر بمقدار الثلث، وتتضاعف احتمالات الموت المبكر حينما تبدأ هذه البدانة في سن المراهقة، أي اعتباراً من سن 18 عاماً، مقارنة بأولئك الذين كانت أوزانهم طبيعية في هذه المرحلة العمرية، وشملت الدراسة 45 ألف و920 شخصاً، تجاوز متوسط أعمارهم 38 عاماً. جدير بالذكر، أن 80 % من مشكلة الخمول التي يعاني منها الشباب في المملكة تكون بسبب السمنة، بالإضافة إلى وجود ما يقارب من 47 مرضاً مزمناً ترتبط بها، وذلك وفقاً لإحدى الإحصائيات الأخيرة، ويرى الخبراء أن معظم الأطفال بين سن الخامسة إلى السابعة يجلسون أمام شاشات التلفاز والأجهزة الإلكترونية المختلفة لساعات طويلة من اليوم، فضلاً عن إشارة بعض الدراسات الأخرى إلى أن المعدل الحالي لجلوس هذه الفئة السنية يقدر بساعتين يومياً، وهو مؤشر لنشوء جيل ثقافته الخمول، ويرى الخبراء أن هناك ضعفاً ثقافياً حول أهمية التمارين الرياضية.