مع دخول العام الدراسي تبدأ معاناة تلاميذ المدارس وهم يحملون حقائبهم المدرسية التي يفوق وزنها أحياناً وزن الطفل؛ لما تحتويه من كتب مكدسة طوال فترة دراستهم. ومن هذا المنطلق أطلقت وزارة التربية والتعليم مؤخراً، حملة توعوية موجهة لطلاب وطالبات التعليم العام، وأولياء الأمور، تحت مسمى "نحو حقيبة مدرسية أقل وزناً... من أجل صحة أفضل" تهدف من خلالها إلى نشر الوعي بين الطلاب وأولياء الأمور بالوزن المثالي للحقيبة المدرسية، والتعرف على بعض الإرشادات الصحية الواجب اتباعها عند اختيار واستخدام الحقائب المدرسية لكل المراحل التعليمية. وقد أنتجت الوزارة فيلماً كرتونياً، يناقش الحقيبة المدرسية والعادات السليمة في اقتنائها وحملها، حيث شرح الفيلم الأوزان المثالية وطريقة الاستخدام الأفضل، كما كشف عن أهمية المشاركة التكاملية من ولي الأمر والمدرسة في مساعدة الطالب والطالبة للاختيار الأفضل للحقائب، وتفعيل الجداول الدراسية مع بداية العام الدراسي. كما أشار القائمون على تلك الحملة إلى أن الوزن المثالي للحقيبة المدرسية سواء المحمولة على الظهر أو على الكتفين يجب أن يتراوح ما بين 10 إلى 15 بالمائة من وزن الطالب أو الطالبة، موضحين أن وزن جميع كتب الصف الأول الابتدائي هو 2 كيلو و100 جرام، والأول متوسط 5 كيلو و100 جرام، والأول ثانوي 6 كيلو و60 جراماً، ولا يحتاج الطالب والطالبة إلى حملها جميعاً عدا ما يتطلب حمله في إطار الجدول المدرسي، ويضاف إليها مستلزمات تعليمية ووجبات غذائية تحمل أوزاناً مختلفة، مما يؤكد الأخذ بالحسبان أهمية الاختيار الصحيح للوزن المناسب والطريقة السليمة لتوزيع الأوزان داخل الحقائب. وقد وجدت الحملة تفاوتاً في آراء أولياء الأمور حول مدى الفائدة منها خاصة في هذا الوقت، حيث كانوا على حد قولهم ينتظرون تطبيق "التربية" وتفعيل التعليم عبر الأجهزة الإلكترونية كالآيباد، وتحميل المناهج عليها، حيث إن وزن جهاز الآيباد لا يزيد في كل الأحوال عن 635 جراماً، ما يعني سهولة حمله، ومواكبة للتقنية، فيكاد لا يوجد طالب أو طالبة لا يعرف أن يتعامل مع الأجهزة الإلكترونية، بل أصبحت هي الأساس لديهم. وفي هذا الإطار، أكدت العديد من الدراسات الطبية أن حمل الأطفال لحقائب ثقيلة لفترات طويلة أمر بالغ الخطورة، وغالبًا ما يسبب آلامًا مزمنة ومشكلات طويلة الأمد في الفقرات الممتدة من الرقبة إلى أسفل الظهر، كما أشارت إلى أن نسبة عالية من الأطفال يعانون آلامًا في الظهر، وأن الإصابات التي تنتج من زيادة الأحمال على الظهر ارتفعت لأكثر من الضعف في السنوات الخمس الماضية. وقد توصلت باحثة سعودية من جامعة الملك سعود إلى أن حقائب الظهر المدرسية للأطفال ما بين (9 - 12 عاماً) نسبتها إلى أجسامهم تبلغ (13.8 %) وهذا الحد خطير جداً على تنفس الأطفال ويؤثر سلباً عليهم، خاصة وأن الحد الطبيعي الموصى به عالمياً هو (10% ) من وزن الجسم. وأشارت الباحثة إلى أن الهدف من البحث اكتشاف وزن الحقيبة التي تحملها طالبات المدارس السعوديات بعد أن زادت المخاوف من الآثار الضارة لحقائب الظهر والحد من وظائف التنفس، ودعت إلى حث الطالبات على عدم حمل كتب المواد المدرسية التي لا تحتاجها بشكل يومي، والحرص على إحضار ما يتوافق مع الجدول اليومي فقط، إلى جانب تشجيع الطالبة على إبلاغ المعلمة أو المرشدة الطلابية تجاه أي شكوى مرتبطة بحمل حقيبتها المدرسية، سواء كانت آلاماً أو صعوبة في التنفس.