توالت ردود الأفعال العربية والدولية تجاه فض اعتصامي رابعة والنهضة، والتي قامت به قوات الأمن المصرية صباح الأربعاء ،وقد عبر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة أحمد بن عبدالعزيز قطان، عن قلقه للأحداث التي تشهدها مصر، وحثّ المواطنين السعوديين الموجودين في جمهورية مصر العربية إلى عدم الخروج من منازلهم لأي سبب من الأسباب، والابتعاد تماماً عن أماكن التظاهرات والاشتباكات إلى أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها كما كانت، وأكد السفير قطان أنه لم يتلقَ أي بلاغات عن تعرّض أي مواطن سعودي لأي مكروه، داعياً الجميع إلى الاتصال به مباشرة في أي وقت. في حين ندّد البيت الأبيض بالتصدي العنيف للمحتجين في مصر يوم وعارض بشدة إعلان حالة الطوارئ هناك، وحثّ المتحدث باسم البيت الأبيض "جوش إيرنست" القادة العسكريين في مصر على احترام حقوق الإنسان الأساسية للشعب المصري، وأضاف "إيرنست" الذي كان يتحدث للصحفيين في ماساتشوستس، حيث يقضي الرئيس باراك أوباما عطلة تستمر ثمانية أيام أن العنف ليس من شأنه سوى أن يزيد صعوبة عودة الأطراف إلى مسار السلام والديمقراطية. ومن جانبها، أدانت تركيا فض الاعتصام في مصر، وناشدت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية اتخاذ خطوات فورية لوقف ما وصفته "بالمذبحة" في مصر، وهو ما عبّرت الحكومة المصرية المؤقتة عن "رفضها واستنكارها الشديدين" له. كما صرّح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية بأن دولة قطر تستنكر بشدة الطريقة التي تم التعامل بها مع المعتصمين السلميين في ميداني رابعة العدوية والنهضة، والتي أودت بحياة عدد من الأبرياء العزل، وقال المصدر إن دولة قطر تتمنى على مَنْ بيده السلطة والقوة أن يمتنع عن الخيار الأمني في مواجهة اعتصامات ومظاهرات سلمية، وأن يحافظ على أرواح المصريين المعتصمين بمواقع التظاهر. هذا وقد عبرت الخارجية الإيرانية عن إدانتها لقتل المدنيين في مصر، داعية جميع أطراف النزاع لضبط النفس، وحثتهم على اتخاذ التوجهات السلمية ومن ضمنها إجراء الحوار الوطني، والتزام المسار الديمقراطي، وأكدت الخارجية الإيرانية في بيان لها إنها "تتابع الحوادث المرة والمؤسفة في مصر بدقة، وهي إذ تستهجن التعاطي بعنف وتدين قتل المواطنين، تعرب عن قلقها العميق إزاء التداعيات المؤلمة لهذا الأمر"، وأضافت أنه لا شك أن "التوجه الراهن للتطورات يزيد احتمال وقوع الحرب الأهلية في مصر، وأن استمراره لن يخدم مصلحة الشعب المصري الحضاري والصانع للتاريخ". كما أعرب وزير الخارجية البريطاني "ويليام هيج" عن قلقه العميق تجاه تصاعد العنف في مصر، وأدان استخدام القوة لإجلاء المتظاهرين، ودعا قوات الأمن المصرية لضبط النفس، وقال وزير الخارجية ويليام هيغ في تصريح أدلى به اليوم: "يقلقني جداً تصاعد العنف والاضطرابات في مصر، وأعرب عن الأسف لسقوط قتلى من كافة الأطراف". ومن جانبها، أدانت حركة حماس الأحداث التي جرت اليوم من فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، واتهمت السلطات المصرية باستخدام العنف المفرط وسفك دماء المتظاهرين، فيما خرج أنصار حركة حماس في مسيرات في قطاع غزة للتنديد بما جرى. كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" أعمال العنف التي وقعت في القاهرة عندما استخدمت أجهزة الأمن المصرية القوة لفض الاعتصامات والمظاهرات في القاهرة، وقال الأمين العام في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه إن الأممالمتحدة لا تزال تجمع معلومات دقيقة عن الأحداث، التي سقط فيه مئات الأشخاص بين قتيل وجريح في اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين.