يصادف اليوم الخميس الثامن عشر من شهر ديسمبر الجاري يوم الشرطة العربية الذي تحتفي به الشرط العربية في مثل هذا اليوم من كل عام . وعد مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني يوم الشرطة العربية مناسبة مهمة في مسيرة الأمن العربي وتطوره . وقال في مثل هذا اليوم قبل أكثر من 36 عاماً عقد المؤتمر الأول لقادة الشرطة العرب في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً في 18 / 12 / 1972م ليبني عهداً جديداً من التعاون المثمر والدائم بين الدول العربية حيث أعلن المجتمعون من قادة الأمن العرب تخليداً لهذا اليوم في نفس الأمنين بإصدار قرار يقضي بترميز هذا اليوم ليكون «يوم الشرطة العربية» حيث اتخذ دلالة لفئة من الناس التي تعمل على تحقيق رسالة الأمن للدول والمجتمعات التي ينتسبون إليها. وعد مدير الأمن العام في كلمة بهذه المناسبة ذلك الاجتماع فاتحة خير لأجهزة الأمن العربية حيث برزت عظمة الرسالة السامية وحجم الخدمة الكبيرة التي تؤديها المؤسسة الأمنية والشرطية للمجتمعات , لا فتا النظر إلى انتهاء العصر الذي كان فيه الفرد بقوته وعزوته وماله وذويه يشكل دولة يتفيأ بظلالها وينعم بأمنها . واضاف إن حماية الفرد في الدولة الحديثة أصبحت تكفلها قوة الجماعة داخل الدولة ممثلة بنظام يلبي احتياجات أفرادها وسلطة قادرة على تنفيذه دون تمييز أو محاباة. وقال إننا نعيش في عصر يشهد تغيرات فائقة السرعة في جميع الميادين ترغمنا على مواجهة تحديات جديدة على صعيد مكافحة الإجرام العابر للحدود ، تحديات تمخضت عنها عولمة الإجرام التي باتت واقعاً ملموساً في بداية القرن الواحد والعشرين ومن هذا المنطلق فإن الواقع يقتضي أبسط قواعد المنطق أن تعتمد قوات الشرطة في أنحاء العالم على التقنيات الحديثة وأن تكيف استراتيجياتها لمكافحة الجريمة وتطورها الدائم خاصة تلك الجرائم التي تستهدف بنية المجتمع في طاقاته أو إمكانياته أو أمن من يعيش فيه. وأكد أهمية الأمن لنمو الحياة الاجتماعية واطراد تقدمها مشيرا إلى أن كل نشاط تجاري أو صناعي أو زراعي وكل تقدم اقتصادي بل وكل ترفيه اجتماعي لا بد له من الأمن بوصفه شرطا أساسيا لضمان خدمته وحمايه . ورأى الفريق سعيد القحطاني أن التاريخ الذي اتخذ موعدا لهذا الاحتفال جدير بأن يكون موضع احتفال واستذكار بالنظر لما شهده العمل الشرطي في الوطن العربي عبر مراحله المختلفة من تطور ، فنحن ندرك أنه قد تحقق الكثير ومن ذلك امتداد جسور التعاون بين الدول العربية لتصبح كيانا واحدا ، كما أسهم هذا اليوم في المزيد من التعارف وتبادل المعلومات والخبرات حيث قطعت الشرطة العربية خطوات جيده في التعاون سواءا في النظم والمناهج والتدريب ، لافتا النظر إلى العائد الكبير الذي تحقق بتوفيق الله للأمن العربي في شتى المجالات من ضمنها مكافحة الجريمة بصورها وأشكالها كافة ، والخروج باتفاقات رافقت اجتماعات قادة الأمن والشرطة العرب في مجال استعمال العنف وقضايا التهريب والترويج للمواد المحظورة وقضايا تبادل المطلوبين وما استجد من جرائم مثل قضايا المخدرات والإرهاب وغيرها من القضايا . وأكد أن تحقيق الأمن من أولى أولويات الدولة الحديثة ومن أهم وظائفها وأسمى أهدافها في سبيل الوصول إلى بناء مجتمع عصري ومتحضر قادر على الوفاء باحتياجات المواطن الأساسية واحترام حقوقه وعلى التعامل مع متغيرات العصر وتحدياته. وأوضح مدير الأمن العام أن أجهزة الأمن وهي تحتفي بهذه المناسبة تكرس هذا الاحتفال ليكون فرصة طيبة لإظهار المشاعر النبيلة التي نكنها جميعا لهذا المجتمع في ظل توجيهات رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشئون الأمنية حظفهم الله الذين لا يألون جهدا في دعم كل ما من شأنه رفعة الأمن وتطوره . وهنأ باسمه ونيابة عن منسوبي الأمن العام القيادات الأمنية بمناسبة يوم الشرطة العربية الذي يأتي عرفان بالأدوار التي بذلها رجال الأمن الذين يواصلون ليلهم ونهارهم خدمة للمجتمع فهم يحرسون في حب واعتزاز أمن وسلامة كل من تحمله أرض بلادنا الغالية وتظله سماؤها . وأكد أن نظام الشرطة دوما ما يكون قريبا من المجتمع فالنفس في حالة الضرر تهفوا إليه وتجعل منها مكانا للأمن والسكينة والاستقرار ولعل المستوى الرائع الذي وصلت إليه الشرطة في المملكة العربية السعودية أصبح يشكل نموذجاً يحتذى به حيث نجد الكثير من الاستحداثات والتوسع في افتتاح المراكز التي تتبع لأكثر من ثلاث عشرة إدارة شرطة منتشرة على أرض مملكتنا الحبيبة لتقديم الخدمة للمواطن والمقيم في المجال الشرطي وفي مواجهة مختلف أشكال الجريمة لا سيما الجريمة المستحدثة ومكافحة الإرهاب وإثراء العلاقة بين رجل الأمن والمواطن التي نحرص على أن نكرسها دوما تأكيداً لمقوله المواطن هو رجل الأمن الأول. في ذات السياق أكد مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالأمن العام العقيد الدكتور محمد بن عبدالله المرعول أهمية يوم الشرطة العربية ووصفه بأنه تاريخ يحمل معاني كبيرة قوامها البذل والعطاء والإخلاص والأمانة والتفاني في أداء الواجب. وقال إن الشرطة العربية عموماً والسعودية خاصة تستحق التكريم والتقدير في مثل هذا اليوم الذي قدر فيه قادة ومديرو الأمن العرب منذ أكثر من 36 عاماً الجهد المخلص الذي يقوم به رجل الأمن وخصصوا يوم 18 من شهر ديسمبر كل عام يوما للشرطة العربية يستذكر فيه رمزياً العطاء والخدمة التي تقدمها الشرطة للمجتمعات بهدف التواصل والوصول جميع أعضاء المجتمع دون حواجز . وقال المرعول في تصريح بهذه المناسبة إن المملكة العربية السعودية عندما تحتفي بهذا اليوم فهي تدرك عظم المسئولية الملقاه على عاتق إدارات الشرطة والمراكز التابعة لها فهذا اليوم عربون محبة وتقدير للأدوار المتعددة التي تقوم بها الشرطة والمستمدة أسسها لدينا من الشرع الحنيف مدعمة الأركان بالنزاهة والأمانة واحترام حقوق الإنسان وتقديم الخدمة بشكل منصف ومتساوي لفئات المجتمع كافة والتي اعتمد أسلوبها على معاملة الناس بعدالة ولين ولطف وشجعت الابتكار والعمل الجماعي منطلقة برؤى واضحة أساسها الاستجابة لاحتياجات المجتمع والحرص على الإتقان من خلال إعداد الكادر المدرب بكلفة مبررة قابلة للقياس بالاعتماد على الكوادر التي تتحلى بالمثل العليا. وأضاف إننا في المملكة لنفخر دوما بما وصل إليه العمل الشرطي من تدريب وتطور بفضل الله أولاً ثم إهتمام قياداتنا الحكيمة التي ذللت كثيراً من الصعاب مما كان له انعكاس إيجابي على مسيرة العمل الأمني والشرطي الذي امتد يشمل تنفيذ وظائف اجتماعية وإنسانية . ولفت النظر إلى تغير مفهوم الشرطة التقليدي إلى مفهوم الشرطة العصرية التي لم تعد تكتفي بالحد من وقوع الجريمة بل أصبحت تعمل على تحقيق التفاهم والتناغم بين مختلف أدوات الضبط الاجتماعي فنفذت إلى جوهر الجريمة بوصفها مشكلة اجتماعية وبحثت في أسبابها ودققت في دوافعها كما جسدت علاقات التعاون بينها وبين الجمهور الذي لا غنى عنه في حفظ الأمن وإقرار النظام العام فأصبحت النتائج مثار إعجاب الجميع لمسها القريبون من هذا المجال والمتابعون له . وأضاف «إن هذه النتائج المتميزة لا تمثل كامل طموحات رجال الأمن العام التي تتجدد باستمرار بتجدد صنوف الجريمة وتطورها بل سنظل دائماً نستشرف آفاق مستقبل أفضل للعمل الشرطي لتحقيق الأهداف العليا للعمل الأمني في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله «. وأعدت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالأمن العام عبارات توجيهية وإرشادية للمواطن ورجل الأمن, فقد وجهت رسالتين للمواطن تتمثل إحداها في الآتي .. أخي المواطن .. هل تعرف كيف تحققت الحالة الأمنية الممتازة التي تعيشها بلادنا الحبيبة ؟ إن ذلك يرجع لما فضل الله اولاً ثم لدعم حكومتنا الرشيدة لجهود إخوانك من رجال الأمن وتعاونك أنت يا أخي المواطن معهم لتحقيق ذلك . وتمثلت الثانية في .. أخي المواطن .. أمن المجتمع واستقراره مسؤولية الجميع .. وأنت ورجل الأمن شريكان مسؤولان عن تحقيق هذا الهدف النبيل .. أملنا أن يكون تعاونك مع رجال الأمن سلوكاً دائماً. أما الرسالتين اللتين وجهتهما لرجل الأمن فتتمثل الأولى في : أخي رجل الأمن .. إنك واجهة للجهاز الكبير الذي تتشرف بالإنتماء إليه .. وواجبك ان تمثل هذا الجهاز حسن تمثيل .. وأن يكون تعاملك مع إخوانك المواطنين خير تعبير عن احترامك لنفسك وللجهاز الذي تمثله ولمجتمعك أيضاً . وتتمثل الثانية في : أخي رجال الأمن ... الاحتفال بيوم الشرطة العربية مناسبة طيبة لاستقبال المشاعر الأخوية من قبل إخوانك المواطنين الذين يقدرون سهرك وتعبك من أجل راحتهم وأمنهم وسلامتهم.