يسعى العالم لإيجاد طرق جديدة لاستخدام الطاقات البديلة صديقة البيئة، من أجل مواجهة التلوث، والمحافظة على البيئة للجيل الحالي وللأجيال القادمة, ومن ضمن هذه الأفكار فكرة إنتاج طائرات تعمل بالطاقة الكهربائية, وهي تلك التي تعمل بمحرك كهربائي عوضاً عن محرك الاحتراق الداخلي، مستخدمة الطاقة الكهربائية القادمة من خلايا الوقود أو الخلايا الشمسية أو المكثفات الفائقة أو البطاريات. وقد عرض "الاتحاد الأوروبي للصناعات الجوية والفضائية" (إي أيه دي إس)، كل منتجاته مؤخراً، ابتداء من أكبر طائرة للنقل الجوي "إيرباص إيه 380"، إلى آخر أفكاره، وهي الطائرة الكهربائية "E - Fan " وذلك في جناح الشركة الكبير في معرض باريس الأخير للطيران، وكان من ضمن معروضاته نموذج صغير من هذه الطائرة، التي يتوقع أن تتحقق فكرتها في عام 2050. وبعتبر مشروع الطائرة المسمى "E - Thrust "الدفع الكهربائي" جزءاً من برنامج "إنوفيشن وركس" التابع ل "إي أيه دي إس"، بالتعاون مع شركة "رولس – رويس" الصانعة لمحركات الطائرات، حيث تبحث الشركتان عن أساليب لتلبية متطلبات برامج النظرة المستقبلية التي حددتها المفوضية الأوروبية حول السفر الجوي، التي تشمل تخفيضات كبيرة في انبعاثات المواد الضارة بالبيئة، والضجيج, وعلى غرار مشروع "ناسا" لأبحاث الدفع الموزع بين المحركات التوربينية والكهربائية TeDP، فإن مشروع "إي أيه دي إس" المماثل المسمى DEAP، يستخدم نظاماً هجيناً تسلسلياً كهربائياً لتشغيل طائرات الركاب في المستقبل. والطائرات الكهربائية مثل "إي - فان"، أو طائرة "سولار إمبلس طويلة المدى، أو "لونغ إي زد" الكهربائية من "تشب ياتس"، تشير كلها إلى هدف واحد هو التضحية بمدى التحليق، أو السرعة، أو الحمولة، أو حتى كلها، بغية إمكانية التحليق على الطاقة الكهربائية الصرفة وحدها, لكن الفكرة وراء "إي – ثرست" هي استخدام الكثير من المراوح التي تعمل كهربائياً، لتأمين قوة الدفع. غير أن إمداد الطاقة يأتي من محرك توربيني غازي يجري تشغيله لدى التحليق بالسرعة التطوافية، الذي لا يحتاج إلا إلى القليل من الوقود للبقاء في الجو. ولدى حاجته إلى مزيد من القوة خلال الإقلاع والارتفاع، يقوم نظام تخزين الطاقة (بطاريات) بتأمين مصدر إضافي للطاقة لتشغيل المراوح. وبالنسبة للتصميم فإن مبدأ شركة "إي أيه دي إس" يقوم على وضع صفين، كل منهما يتألف من ثلاث مراوح كهربائية مركبة في جذور الأجنحة. ولأن بالإمكان صنع مراوح أصغر بكثير من مراوح المحركات النفاثة في يومنا هذا، فإنه لا يتوجب عليها أن تتدلى معلقة من الأجنحة، بل يمكن بدلاً من ذلك وضعها حيث لا تولد إلا مقاومة أقل للرياح، وبالتالي يمكنها إعادة تنشيط الهواء من الخلف عند الأثر الهوائي الذي تخلفه الطائرة مقللة أكثر من فعل هذه المقاومة. ويقوم المحرك التوربيني الوحيد عند الذيل بالتهام طبقة الهواء المحيطة به من أعلى هيكل الطائرة في محاولة لتخفيض المقاومة الإجمالية أكثر فأكثر. جدير بالذكر أن من أهم مزايا الطائرات الكهربائية هو ارتفاع مستوى الأمان بسبب قلة احتمال الانهيار الميكانيكي، أو قلة خطر اندلاع النيران في حالات الحوادث، كما أنها تولد ضجيجاً أقل، بالإضافة إلى أنها صديقة للبيئة بسبب عدم إطلاقها للغازات الدفيئة.