الدلافين تلك الكائنات الجميلة والودودة التي ترسم الابتسامة على وجوهنا بمجرد أن ننظر إليها، لطالما أثارت اهتمامنا بتصرفاتها التي تدل على ذكاء غير مألوف لم نعتده في غير البشر, آخر تلك التصرفات ما أشارت إليه دراسة علمية حديثة نشرت في الولاياتالمتحدة من أن الدلافين الكبيرة لديها أسماء تنادي بعضها بها. ويتم ذلك من خلال صافرة خاصة لكل واحدة منها تطلقها للتعريف عن نفسها والمناداة بها, وشملت الدراسة 200 دلفين كبيرة تعيش قبالة سواحل أسكتلندا، وأظهرت أن هذه الحيوانات هي الوحيدة التي تنادي بعضها بأسماء مثل الإنسان، الأمر الذي يعتبر وفق الدراسة الدليل الحقيقي الأول على وجود أسماء في عالم الحيوان. وقد أشار باحثون من جامعة سان أندروز البريطانية، إلى أن هذه الأصوات هي عبارة عن "مناداة فردية مكتسبة تنسخها الحيوانات أحياناً لتنادي بعضها بعضاً، حيث قال الباحثون: نحن كبشر يمكننا تعلم أصوات جديدة وكذلك الدلافين. وكانت دراسات سابقة أظهرت أن الدلافين تتمتع بقدرتها على إطلاق صفير محدد تستخدمه للتواصل فيما بينها، ولكن لم يكن من الواضح أن هذا الصفير يعمل كأسماء تستخدمه دلافين أخرى لمناداتها. واستخدم الباحثون تسجيلات من تحت الماء لدلافين في خليج سان أندروز بأسكتلندا، وعرض الفريق تلك التسجيلات أمام أصدقاء الدلافين صاحبة التسجيلات ومجموعة أخرى من الدلافين، وظهر أن الأول كان يرد في كل مرة، وكأنه يجيب صديقاً ينادي باسمه, وظهر أن الدلافين الغريبة لم ترد على الأصوات، فيما ردت عليها الدلافين الصديقة التي تنتمي إلى المجموعة عينها. ويرى الخبراء أن هذه المهارة ظهرت لمساعدة الحيوانات على البقاء فيما بينها في مجموعة وسط هذه البيئة الواسعة تحت الماء, ففي معظم الوقت، لا يمكنها أن ترى بعضها البعض، ولا تستطيع أن تستخدم حاسة الشم تحت الماء، وهي حاسة مهمة جداً بالنسبة للثدييات من أجل التعرف على بعضها البعض, كما أنها لا تميل إلى المكوث معا في بقعة واحدة، وبالتالي فهي لا تملك أعشاشاً أو جحوراً لكي تعود إليها. ويعتقد الباحثون أن هذه هي المرة الأولى التي يشهدون فيها مثل هذا الأمر في حيوان ما، على الرغم من أن دراسات أخرى سابقة قالت: إن بعض الأنواع من طيور الببغاء قد تستخدم الأصوات لتميز بعضها البعض داخل مجموعاتها.