يعتقد الكثير من الشباب أن هم من يختارون شريكة الحياة، ويرفضون الرأي القائل بأن الفتاة لها يد ودور كبير قد يكون أكبر بكثير من دوره في الاختيار. إلا أن حقيقة الأمر أن الفتاة هي من تختار شريك حياتها، فقد يبادر الشاب بالبوح بمشاعره للفتاة ولكن هي من تحدد ذلك، فعليها بالقبول أو الرفض، ومهما كانت درجة إعجابه بها فبكلمة منها قد توجد علاقة أو تنتهي من الأساس قبل أن تبدأ. ولا يفهم بعض الشباب أيضاً أن الفتاة تستطيع أن توقع من تعجب به في شباكها وذلك عن طريق معرفة كيفية التعامل معه وكيف تجذبه إليها، وعلى هذا الأساس فإن بعض الشباب يعشق الفتاة الحنونة التي تعطيه أكبر كم من الاهتمام وبمجرد أن تعرف الفتاة ذلك تقوم بالاهتمام به وبكل تفاصيل حياته وإن كانت صغيرة فتوقع الشاب في شباكها، ووقتها يعتقد الشاب أنه هو من اختار الفتاة التي تشاركه ولا يعلم أنها هي من تختاره أولاً. وهناك نوع آخر من الشباب يحب الفتاة التي تتجاهله ولا تعطيه أي اهتمام فيشعر بنوع من التحدي في إيقاع هذه الفتاة في شباكه وهي تعلم ذلك فيه فتتظاهر بالوقوع وهو لا يعرف أنه في حقيقة الأمر من استجاب لها وليس العكس. وربما يفسر ذلك المثل المصري القائل "اخطب لبنتك وما تخطبش لابنك"؛ ذلك لأن البنت هي الأساس الذي يتحدد عليه إتمام عقد الزواج أم لا. وحتى بعد الزواج، فالمرأة هي من تحدد معاملة زوجها معها فهي من تجعله يهيم بها حباً أو لا يطيق البقاء في المنزل، وذلك يتوقف على مدى ذكائها وحكمتها في التعامل مع أمور حياتهم لأن كلاً منهما يأتي من بيئة مختلفة عن الآخر، ومن الطبيعي أن يحدث مصادمات في أول العلاقة ولكن بقليل من الذكاء تستطيع أن تمتص الخلافات وتجعل من الاختلافات شيء لطيف لا يؤثر على المودة والحب بينهم. وهنا يجب أن تتأكد الفتاة أنها ليست المتحكمة في علاقتها بالشاب الذي يمكن أن ترتبط به وقدرتها على جذبه إليها فقط، وإنما يقع نجاح أو فشل هذه العلاقة بشكل كبير على عاتقها. وفي سياق متصل وعلى اعتبار أن العلاقة بين الشاب والفتاة علاقة حساسة جداً، قد تنجح نجاحاً كبيراً أو تفشل فشلاً ذريعاً، فإنه من المهم إلقاء الضوء أكثر على أهم العوامل التي وضعها الخبراء وقد تعمل على إنجاح هذه العلاقة: أولاً – التكافؤ بمعنى أن يكون هناك تقارب في النواحي الفكرية والمادية والاجتماعية والعلمية بين الطرفين، ولا ننسى الناحية الدينية لأنها الأصل في هذا الموضوع. ثانياً - التوافق أي أن يكون الطرفان متفقين على كيفية إدارة هذه الأسرة والحياة وكيفية التعامل مع بعضهما البعض في المواقف المختلفة. ثالثاً – التكامل، فعلى الطرفين أن يتفهما أن الأسرة لا تقوم على طرف واحد؛ بمعنى أن يكمل كل من الطرفين النقص في الطرف الآخر.