في تقرير لها حول وضع العملية التعليمية في سوريا، أشارت منظمة (أنقذوا الأطفال) الخيرية إلى أن أكثر من خُمس مدارس سوريا دمرت، أو باتت غير صالحة للاستخدام في ظل الصراع المستمر منذ أكثر من عامين، وهو ما يهدد تعليم 2.5 مليون طفل. وقالت المنظمة: إن الحرب في سوريا ساهمت في زيادة عدد الحوادث العنيفة التي تؤثر على تعليم الأطفال بشكل حاد خلال العام الماضي في جميع أنحاء العالم, وأضافت أن أكثر من 70% من هذه الحوادث وقعت في سوريا، حيث تعرضت مبان مدرسية للقصف، وتعرض معلمون للهجوم، كما تم تجنيد الأطفال. وأكدت المنظمة أنها كثفت مراقبتها بسبب تفاقم الأزمة في سوريا، ومخاوفها بشأن إمكانية حصول الفتيات على التعليم في أجزاء من جنوب أسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقد تضمن التقرير بحثاً جديداً لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، يظهر أن 48.5 مليون طفل يعيشون في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم خارج المدرسة، وأن أكثر من نصفهم في سن المدرسة الابتدائية. وذكرت المنظمة أن ما يقدر بنحو 3900 مدرسة دمرت أو باتت غير صالحة للاستخدام في سوريا بحلول يناير 2013, وأن هناك تقديرات أحدث في أبريل تظهر زيادة سريعة جدًا في هذا العدد، إذ أصبح 22% من 22 ألف مدرسة في البلاد غير صالحة للاستخدام. وقد دعا التقرير إلى إنفاق المزيد من المساعدات الإنسانية على التعليم، مشيراً إلى أن قطاع التعليم السوري طلب 45 مليون دولار في يناير من خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، لكن لم يتلق سوى 9 ملايين دولار بحلول يونيو, وظلت مستويات تمويل التعليم في وكالات الطوارئ الإنسانية «منخفضة بصورة كبيرة», وحث التقرير قادة العالم على حماية التعليم من خلال زيادة التمويل، وتجريم الهجمات على التعليم، وحظر استخدام المدارس من قبل الجماعات المسلحة، والعمل مع المدارس والمنظمات من أجل اتخاذ تدابير للحفاظ على المدارس كمراكز للتعلم، لا سيما في أوقات النزاع. وكان تقرير منظمة اليونيسيف الذي صدر منتصف يونيو الماضي قد أشار إلى أن نحو 78% من الأطفال في مخيم الزعتري (شمال الأردن) وما بين 50% إلى 95% في المجتمعات المضيفة خارج المخيم لا يذهبون إلى المدرسة. كما أعلنت المفوضية العليا لشئون اللاجئين في لبنان قبل أسبوعين أن أمين عام مجلس الوزراء اللبناني سهيل بوجي أصدر قراراً يسمح للأطفال السوريين الذين وصلوا إلى لبنان من دون وثائق مصدقة، الخضوع للامتحانات الرسمية للشهادتين المتوسطة والثانوية، شرط توفير الوثائق اللازمة، والتمكن من استخراجها من سوريا, في حين استفاد أكثر من 17 ألف طفل ومراهق سوري في لبنان من أنشطة التعليم غير النظامي، وتلقى أكثر من 26 ألف طفل آخرين دعماً نفسياً واجتماعياً من خلال البرامج التعليمية، وأعلنت المفوضية أنه مع بدء العطلة الصيفية، سينخرط الطلاب النازحون في برامج التعليم التعويضية الصيفية، بما في ذلك صفوف اللغة الإنجليزية والعربية والرياضيات والعلوم. على جانب آخر أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن 3873 مدرسة دمرت بشكل كامل أو جزئي على يد النظام، وذلك في دراسة جديدة لها تحدثت عن أوضاع المدارس واستخداماتها في سوريا، كتحويلها إلى مراكز اعتقال وتعذيب, وبحسب الشبكة فإن ما لا يقل عن 450 مدرسة دمرت بالكامل بشكل لا يمكن معه ترميمها أو إصلاحها، وأغلبها في محافظة حمص وريف دمشق وحلب.