أظهرت دراسة بريطانية أن النساء يتأقلمن بشكل أفضل من الرجال مع الحياة بعد الطلاق مع أنهن أكثر عرضة للمعاناة من الصعوبات المالية، حيث أشارت الدراسة التي أجراها باحثون من كلية الأعمال في «كينغستون» إلى أن النساء أكثر سعادة خلال فترة تستمر حتى 5 سنوات ما بعد نهاية الزواج, وعلى الرغم من أن الرجال قد يشعرون بسعادة أكبر بقليل عند إتمام الطلاق، إلا أن هذه السعادة كانت أقل مقارنة مع النساء، ووصفه معظمهم بمجرد ارتياح. وقد أخذت الدراسة بعين الاعتبار أن الطلاق قد يكون له في بعض الأحيان تأثير مالي سلبي على النساء، ولكن على الرغم من ذلك فهو يجعلهن أكثر سعادة من الرجال، وأضافت أن ذلك قد يرجع إلى أن النساء اللاتي يتخلصن من زواج تعيس يشعرن بحرية أكبر بعد الطلاق مقارنةً بالرجال. وقد شملت الدراسة 10 آلاف شخص في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاماً طلب منهم بشكل منتظم إعطاء علامة لمدة سعادتهم قبل وبعد حدث مهم في حياتهم. وكانت بعض الدراسات السابقة قد أشارت إلى أن معظم الرجال الذين سبق لهم خوض تجربة الزواج وفشلوا فيها، معرضون للإصابة بالاضطرابات النفسية جراء هذا الفشل، وأن (الرجل المطلق) يعاني غالباً من عدم القدرة على التكيف اجتماعياً بعد الطلاق، كما يواجه صعوبات في خوض التجربة مرة أخرى باعتباره رجلاً (له ماض) أما أطباء الصحة النفسية فيؤكدون، أن السبب الآخر الذي يضايق الرجال بعد الطلاق ليس فقط فقدان دورهم كأزواج، ولكن خسارتهم لدورهم كآباء، فالأم تلعب بعد الطلاق دور الأب والأم معاً أما الزوج فيخسر دوره كأب, وما يزيد الأمر تعقيداً أن الرجال يحملون أنفسهم مسئولية الطلاق، فالرجل هو الذي يصعق ويفاجأ حين يعلم بقرار الطلاق، على الرغم من أن الزوجة ترسل له الكثير من الإشارات التي تنبئ بإنهاء العلاقة، ولكنه يفاجأ في نهاية الأمر بأنه خسر كل شيء: دوره كزوج ، وأب ، وربما خسر ماله وبيته أيضاً. ويرى الخبراء أن النساء أكثر قدرة على تحمل صدمة الطلاق من الرجال، فالرجال يميلون عادة إلى كبت أحزانهم وعدم البوح بها للغير كما تفعل معظم النساء، مما يعرضهم إلى أمراض جسدية ومشكلات نفسية عديدة بعد الطلاق، وإن كان هذا لا ينفي وجود آثار إيجابية يمكن أن تحدث نتيجة للطلاق، فقد يدفع الإحساس بالفشل الرجل إلى الثورة على نفسه، فيحاول التركيز في عمله وإثبات ذاته والتغلب على مرارة التجربة والخطأ.