تسبب حصوات المرارة ألماً شديداً من الصعب معالجته في كثير من الأوقات، وقد حذرت دراسة طبية من أن تفشي البدانة بصورة وبائية بين الكثيرين، خاصة الأطفال والمراهقين في الولاياتالمتحدة قد يساهم بصورة كبيرة في مضاعفة نسبة الإصابة بحصوات المرارة بينهم. وتشير البيانات إلى تضاعف معدلات الإصابة بمعدل الضعفين بين الأطفال والمراهقين البدناء بالمقارنة بمعتدلي الوزن لتصل إلى ما بين ثلاثة إلى ثمانية أضعاف بين الفتيات المفرطات في البدانة. ومن ناحية أخرى، يشار إلى أن وظيفة الحوصلة المرارية الأساسية تخزين العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد بغرض تكسير الدهون وهضمها، وتتكون العصارة الصفراوية من الكولسترول وأحماض صفراوية وصبغات بنسبة تحافظ على الكولسترول في صورة سائلة، فإذا اختل هذا التوازن بدأ الكولسترول في التحول إلى الصورة الصلبة في هيئة ذرات كالرمال قد تتحد لتكون حصوات أكبر حجما فيما بعد. وللطعام دور مؤثر في تكوين حصوات المرارة وبالتالي حدوث الألم والعكس بالطبع صحيح، حيث إن الطعام الغني بالدهون والكولسترول، الذي يكون عالي القيمة في الكربوهيدرات وقليل الألياف يعد خطيرا جدا ويساهم في تكوين الحصوات. كما أن الحمية الغذائية التي تعتمد على تفادي الدهون تماماً أيضاً لها نفس الأثر في تكوين حصوات المرارة المؤلمة. ويبدأ تكوين الحصوات في المرارة حينما يختل توازن السائل المراري فيتحول الكولسترول من الصورة السائلة إلى الصلبة في شكل بلورات إبرية دقيقة تتحد فيما بينها لتكون حصوات أكبر 80٪ من تلك الحصوات قوامها الكولسترول أما الباقي فيتكون من الكالسيوم وأملاح مختلفة وصبغة البليروين. وتتلخص أعراض هذا الألم في الرغبة في القيء، ونوبات الإسهال، وتجمع الغازات في الأمعاء، والحمى وأحيانا الإحساس بالرعشة الداخلية، وكلها أعراض تسبق ظهور اصفرار بياض العين الذي يؤكد التشخيص. ومن المعروف أن تلك الأعراض تبدو أكثر حدة في السيدات، وتعود ارتفاع نسبة الإصابة في السيدات لنشاط دورة الهرمونات، فيعمل هرمون الاستروجين الأنثوي على استنفار خلايا الكبد للتخلص من الكولسترول فيها فيستقر بصورة أكبر في السائل المراري لتبدأ دورة تكوين الحصوات.