فقدت كلية التربية بجامعة أم القرى بل كليات التربية بالمملكة والعالم العربي في يوم الأربعاء الموافق 16 شعبان 1434ه الموافق 25 يونيو 2013م أستاذاً تربوياً وإعلامياً مميزاً هو الأستاذ الدكتور زكريا بن يحيى لال؛ أستاذ الاتصال التربوي وتكنولوجيا التعليم بكلية التربية بجامعة أم القرى، وذلك بعد صراع مع المرض انتهى بوفاته – رحمه الله رحمة واسعة- في الولاياتالمتحدةالأمريكية. والأستاذ الدكتور زكريا (رحمة الله رحمة واسعة) أستاذ متميز في شخصيته وفي خلقه وأدبه وفي علمه وأدائه، فقد عرفته وعرفه الجميع هادئ الطبع سهل التعامل حسن الخلق والمعشر، وله أصدقاء كثر ومحبين أكثر ممن هم داخل الجامعة أو خارجها وكلهم يثنون عليه ويمتدحون سيرته (والناس شهود الله في الأرض). أما من ناحية علمه وأدائه والتزامه وهي أيضاً صفات مرتبطة بالأخلاق فقد عرفته منتجاً في مجاله في تكنولوجيا التعليم والاتصال من كتب وأبحاث بالشراكة مع زوجته الفاضلة الوفية الزميلة الأستاذة الدكتورة علياء بنت عبدالله الجندي، وكان من آخر ما أنتج وأسهم به هو إعداد ورقة في كتاب العلم والتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الذي ألفه نخبة من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية وتشرف كاتب هذا المقال برئاسة تحريره. وقدم له كل من معالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي، ومعالي الدكتور بكري بن معتوق عساس مدير جامعة أم القرى، والذي تم تدشينه في الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر 1434ه الموافق 5 مارس 2013م في المعرض الدولي للكتاب بالرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين وإنابة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محي الدين خوجه، وقد كانت الورقة بعنوان [توظيف شبكات المعلومات العالمية في مدارس المستقبل في المملكة العربية السعودية]. وللفقيد - رحمه الله – إسهامات صحفية معروفة في كل من جريدة الندوة والرياض والجزيرة وعكاظ والمدينة وغيرها وكلها تجسد حبه لوطنه وتفاعله مع همومه وأمنياته. أما ما يخص العمل الرئيسي لفقيدنا الغالي وهي الأستاذية الجامعية فقد عرفته زميلاً في كلية التربية منذ أكثر من عشر سنوات وآخر السنوات الثلاث الأخيرة من عملي كعميد للكلية وقبلها عميد لمعهد البحوث فقد لمست حبه لمهنته وإخلاصه في عمله وحرصه على أداء محاضراته في أوقاتها والتزامه مع طلابه وتعاونه مع زملائه واهتمامه بالساعات المكتبية وكذلك متابعة الجديد في تخصصه والمشاركة في المؤتمرات المحلية والعربية والعالمية وفي كل نشاط أو عمل أو مهمة أحسبه منجزاً ومخلصاً حتى في أحلك الظروف حين كان يفرغ من العلاج الكيماوي بالمستشفى وقبل أن يأخذ قسطاً من الراحة يهب سريعاً إلى مكتبه في الكلية لأداء محاضراته والتفرغ لطلابه بل أنه كان لا يستمع لنصيحة طبيب أو زميل بالراحة بعد الجرعات التي يتناولها والتي تهلك النفس والبدن، بل كان يستمتع ويؤثر إنجاز أعماله على راحته فقد كان قدوة في خلقه وأداء رسالته نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، ومهما أكتب عن زميلنا وأخونا وحبيبنا الأستاذ الدكتور: زكريا لال فلن أوفيه حقه بل ولا يتسع المقام الآن لذلك، إنما هي إضاءات سريعة لبعض صفاته وأعماله في هذه اللحظات المؤثرة. وقبل الختام فإني أتمنى على "أخونا الفاضل" مدير جامعة أم القرى معالي الدكتور بكري بن معتوق عساس وهو صاحب المبادرات والراعي لها تخصيص جائزة أو مكافأة باسم الراحل رمزاً للوفاء والتكريم. وأدعو الأخوة القراء بالدعاء بالرحمة والمغفرة للأستاذ الدكتور زكريا بن يحيى لال. "إنا لله وإنا إليه راجعون". عميد كلية التربية بجامعة أم القرى