أشاد أكاديميون أسبان من عدة جامعات أسبانية بالحوارات التي يجريها الشباب السعودي مع نظرائهم من الجانب الأسباني وبأهمية التواصل العلمي والثقافي بين الجانبين، مشددين على أهمية تلك الحوارات الجارية التي جاءت ضمن فعاليات منتدى حوار الشباب السعودي الأسباني المنعقد فعالياته حاليا في مملكة أسبانيا، وذلك لتوثيق عرى الصداقة والتعاون في جميع المجالات خاصة ما يتصل بموضوع المنتدى الهوية العمرانية والحفاظ عليها.فلدى الزيارة التي قام بها وفد الشباب السعودي الاثنين لجامعة IE الأسبانية والمتخصصة بالإدارة و عدد من المجالات العلمية كالهندسة بمدريد، قادل مديرها "إن مثل هذه اللقاءات ستسهم في تبادل الخبرات بين الجامعة والمصنفة خامسا عالميا بتخصص التجارة وتقنيات المحاسبة وذلك عبر تقديم ما لديها من خبرات لتزويد الطلبة السعوديين بآخر ما توصلت إليه في ميادين البحث العلمي والتصاميم الهندسية، وعبر جلسات الحوار المعرفي التي تجمع اليوم شباب جامعتنا مع الشباب السعودي سنخرج بتوصيات مشتركة بهدف تطوير واثراء معارفهم وبالتعاون العلمي في المستقبل.عقب ذلك قدم أحد أساتذة الكلية عرضا مرئيا تناول فيه الأقسام والتخصصات والبرامج الأكاديمية المقدمة.كما تناول في حديثه تاريخ الحكم الإسلامي في الجزيرة الأيبيرية والتي تعد أسبانيا جزء منها، وتحدث عن العمارة والثورة العلمية والحضارية التي بدأت في الأندلس عبر جميع عصور الخلافات الإسلامية التي حكمت في أسبانيا وتنقل تلك العلوم إلى أوروبا والعالم.كما أشاد معالي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقتصادية والثقافية الدكتور يوسف السعدون في كلمته أثناء الزيارة بما شاهده من تجاوب الجانب الأسباني وبالجهود الحثيثة لإنجاح المنتدى، وتحدث معاليه عن موضوع المنتدى والمبادرات التي يناقشها المشاركون السعوديون مع نظرائهم من الشباب الأسباني وعن الرسائل التي سيرفعها الشباب إلى قادة البلدين الصديقين والتي تعبر عن رؤيتهم ومبادراتهم بشأن الهوية العمرانية والمحافظة عليها، والرسالة إلى منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة المتعلقة بالهوية العمرانية والمحافظة عليها. وبين المشارك ضمن وفد الشباب السعودي عمار الغفار خريج هندسة معمارية بأن مشاركته في المنتدى مكنته من التحاور والتبادل المعرفي المشترك مع الشباب الأسباني، حيث تمثلت حوارات الشباب ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من نشر السلام والتفاهم بين اتباع الحضارات في أرجاء العالم، و بين أنه بالحوار استطاع الشباب الوصول إلى نقطة إلتقاء والإستفادة من خبرات الأخرين.في حين ذكرت المشاركة سارة خان و هي طالبة في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود بأن المشاركة في منتدى حوار الشباب السعودي الأسباني هي من أفضل المحطات العلمية التي عاشتها هذا العام ذلك لما لهذه التجربة من آثار رائعة فتبادل المعرفة والثقافات من الصعب أن يتم ترسيخها واستيعاب أدق تفاصيلها إن لم يتم التعايش معها، فمن خلال هذه المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - اكتسب شباب و شابات المنتدى العديد من المهارات العلمية وتعزيز القدرة على الحوار مع مختلف الأشخاص بمختلف أفكارهم وأرائهم ، بالإضافة إلى استكشاف الكثير من المناطق التاريخية التي توضح العلاقة القوية الموجودة بين البلاد العربية الإسلامية والإسبانية . وقالت المهندسة نورة التويجري حلمي أن أرى مملكتي في ازدهار و تقدم مستمر من الناحية العمرانية والهندسية، وأرى الشغف و حب العلم في عيون الجميع، وكلي ثقة بشباب وطني بالاستفادة من كل الفعاليات والحوارات التي شاركنا بها، وأتمنى أن تستمر مثل هذه المنتديات لما فيها من فائدة في تبادل الخبرات العلمية والثقافية.وأضافت أن إختيار مملكة أسبانيا يخدم موضوع المنتدى الهوية والحفاظ على التراث العمراني والحضاري . من جانب أخر قال مدير الجامعة الأوروبية بمدريد فرانسيسكو خوسيه دوموسكو في تصريحه لمندوب وكالة الأنباء السعودية إن هذه الزيارة الشبابية ستكون نواة للتعاون بين الشباب السعودي والاسباني من خلال تبادل الخبرات ووجهات النظر حول القضايا العلمية والمعرفية التي تهم الطلبة السعوديين وطلبة الجامعة الاوروبية في مدريد، وتمنى أن يكون هناك تواصل علمي بين الطرفين على المستوي الاكاديمي بين الجامعات الأسبانية والسعودية. وأن نتائج هذا اللقاء يمكن تجسيدها على الواقع في أفق قريب على أرض الواقع.كما تحدث عميد كلية العمارة فديريكو دي سيدرو من جامعة سان بابلو وقال بأنهم فخورون بالتراث العربي الأصيل الذي ما يزال يعيش بينهم في أسبانيا وبالمزيج الأوروبي الذي جعل من أسبانيا بلدا فريدا من نوعه في تلاقي التراث والحضارات.وأعرب عن سعادته بلقاء الشباب السعودي والحديث معهم حول الجامعة وأقسامها والتراث العمراني في أسبانيا، وقال :يمكننا أن نجد الكثير من فتح آفاق لأواصر التعاون بين المملكة العربية السعودية ومملكة أسبانيا حيث يمكن أن يمثل التراث المعماري الاندلسي حلقة وصل بين المعماريين والمهندسين في المملكة ونظرائهم في أسبانيا.