لا ينحصر اهتمامها على المجال التعليمي فقط، فقد وفرت كلية طب الأسنان بجامعة "جازان" مؤخراً أحدث الأجهزة الطبية الرقمية على مستوى العالم والشرق الأوسط، مختصرة بذلك الوقت والجهد، وملغية الأسلوب التقليدي السابق الذي كان يمتد لأشهر، ويتخلله الكثير من الخطوات وزيارات المريض المتعددة. ويتم من خلال هذه الأجهزة عمل الفحص الشعاعي للمريض باستخدام أجهزة رقمية من أجهزة عمل الأفلام الحول سنية للمريض لإظهار صورة جذور السن، أو بعض الأسنان، بما حوله من عظام، وكذلك الأجهزة إشعاع البانوراما الرقمية، والتي تظهر صورة كاملة لفكي المريض العلوي والسفلي، إلى جانب أحدث جهاز أشعة مقطعية للوجه والفكين وهو جهاز "الجاليليوس" الذي يقوم بعمل مجموعة صور شعاعية لحظية لفكي المريض، تستخدم في فحص أورام الفكين وبعض العيوب الخلقية، وكذلك في التخطيط لغرس زراعات الأسنان للمريض. وقد خصصت الكلية أيضاً عيادات لتدريب الطلاب على التخصصات المختلفة في طب الأسنان تحت إشراف الأساتذة والاستشاريين؛ ليتمكنوا من مواكبة التطور الذي يشهده طب الفم والأسنان، ولتزويدهم بالكفاءة والمهارة التي تمكنهم من مزاولة المهنة بكل مهنية واحتراف وفق المعايير الدولية. بالإضافة إلى ذلك، عملت الكلية على تدريس طلابها على المستويات النظرية وقبل السريرية والسريرية، مستعينة بقاعات دراسية عالية التجهيز، ومعامل تدريبية للمقررات الطبية ومناهج طب الأسنان قبل السريرية، وكذلك الأجهزة المحاكية للمريض يتدرب الطلاب من خلالها على كيفية التعامل مع المريض، وتسعى إلى تقديم دورات الدراسات العليا في جميع التخصصات لطب الأسنان. وفي هذا الإطار الصحي أيضاً، قد حصل مؤخراً طالب سعودي مبتعث لنيل درجة الدكتوراه في تخصص آلام الوجه والفكين من الكلية على جائزة طبيب الزمالة من قبل الأكاديمية الأمريكية لآلام الوجه والفكين خلال المؤتمر السنوي للأكاديمية، فهي الجهة الراعية الأبرز لتخصص آلام الوجه والفم واعتلالات المفصل الصدغي في "أمريكا"، وهي الجهة المانحة للبورد الأمريكي في هذا التخصص. من ناحية أخرى، شارك مؤخراً وفد أكاديمي من جامعة "جازان" في المؤتمر الأسيوي الدولي في الأدب والمكتبات، الذي عقدته جامعة "أوساكا" اليابانية، وألقى الضوء على قضايا الهوية والعلاقات الاجتماعية والتمثيلات الأدبية والفكرية لهذه القضايا، وذلك من خلال محوره الرئيس حول (الترابط والهوية والاغتراب). ويعد هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات الدولية عالميًّا؛ حيث حضره على مدار دورات انعقاده ما يقرب من ألف عالم ومفكر وأكاديمي، من كل قارات ودول العالم تقريباً، وتشهد أوراقه العلمية ومداخلاتها العديد من الأفكار الجديدة والمداخل العلمية المتنوعة في معالجة القضايا الفكرية. وقدم المشاركون أوراقاً علمية ومداخلات بحثية متنوعة حول العديد من المحاور البحثية للمؤتمر، حيث تناول المؤتمر محاور متنوعة منها القضايا المرتبطة بالآداب الأفريقية والأنجلو أمريكية، ومشكلات اللغة العربية وآداب الشرق الأوسط، والآداب الأسيوية، وناقش الباحثون أيضاً مشكلات أدب الأطفال والأدب المقارن في ظل العولمة. جدير بالذكر، أن جامعة "جازان" تعمل حالياً بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة الأمريكية على وضع خطة إستراتيجية للجامعة ضمن برنامج يمتد إلى سبعة أشهر، يتم خلاله رصد جوانب مهمة في مسيرة الجامعة، عبر مقابلات يجريها فريق من الخبراء مع القيادات الأكاديمية بالجامعة. وتتلخص الخطة الإستراتيجية للجامعة في رصد نقاط القوة والضعف والتحديات التي تواجه مسيرة الجامعة، وسبل الاستفادة من الفرص والإمكانات المتوافرة بأفضل الأساليب العلمية الحديثة، من خلال تحليل البيانات والإحصاءات المتوافرة ومرئيات القيادات نحو التطوير وتلبية الرغبات والتطلعات.