تنتشر بيوت الشباب في 14 دولة عربية، غير أنها تتميز عن بيوت الشباب الغربية بعدة خصائص تجعلها لا تتوقف عند حدود المبيت وتقديم وجبات الطعام فحسب بل تتخطى ذلك إلى مد جسور التعارف بين شباب الوطن العربي. وقد استثمرت بيوت الشباب في الوطن العربي في استضافة مهرجانات الفنون والرياضة ومؤتمرات الثقافة والفكر والملتقيات الإسلامية المختلفة، وتفهمت الحكومات العربية دور هذه البيوت كونها متنفساً صحياً في الفكر والثقافة والرياضة والفنون، والاطلاع على الثقافات العربية المتنوعة من خلال اللقاءات التي تضمها بيوت الشباب في كل مكان. ولحركة بيوت الشباب في المملكة العربية السعودية، حضور متميز؛ حيث تشرف على 21 بيتاً شبابياً في المملكة، قُسّمت لثلاث فئات (أ، ب، ج)، ويتشكل التصنيف الأول من مبنى مستقل بذاته، وتأتي الفئة الثانية ضمن مدينة رياضية، في حين أن الفئة الثالثة عبارة عن مبنى مستأجر. وتحظى بيوت الشباب بإقبال كبير في جميع أنحاء المملكة، نظراً لتقارب الفئات العمرية بين مرتاديها والارتباط الكبير الذي ينشأ بينهم، والذين اعتادوا على التنقل بين ردهاتها في مختلف المناطق، وفي هذا الإطار حرص المسئولون على استقطاب الشباب المشتركين، كما هو حال بيوت الشباب في مدينة «الدمام» المصنفة «أ»، واشاروا الى أنهم بصدد توفير خدمات وأنشطة عديدة ونوعية للمشتركين بمبالغ رمزية. كما تنظم البيوت سالفة الذكر مسابقة الأبحاث المركزية بين أعضائها والتي تحدد موضوعاتها بما يتوافق مع ظروف المجتمع المحلي، ويتم اختيار أفضل ثلاثة بحوث مشاركة من خلال لجنه تحكيم متخصصة. على نحو متصل تهدف الجمعية من خلال أنشطتها إلى تنمية ودعم حركة بيوت الشباب وتنمية المعارف لدى الاجيال الجديدة في جميع مدن المملكة وتشجيعهم على الترحال والسفر لزيادة حصيلتهم المعرفية عن بلادهم والبلاد العربية والإسلامية والصديقة، كما تعتبر بيوت الشباب أيضاً من المراكز الإشعاعية داخل المجتمع التي تسهم في خدمته وتنميته من خلال ما تنفذه من برامج ونشاطات وما تقدمه من خدمات متميزة، إضافة إلى المشاركة والإسهام في برامج الخدمة العامة ومشروعات خدمة البيئة من خلال تعاونها مع العديد من المؤسسات والهيئات بالمجتمع فيما يعود بالنفع على الجميع. وفي هذا الصدد، حققت الجمعية المركز الأول عربياً والحادي عشر على المستوى العالمي وذلك في التصنيف الأخير للاتحاد الدولي لبيوت الشباب، وأكد مدير عام إدارة بيوت الشباب الأمين محمد الخربوش على أن هذا الإنجاز العربي الدولي جاء نتيجة للدعم الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لجميع القطاعات. وقال الخربوش: "متابعة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب كان لها الدور المؤثر في حصول الجمعية على هذا المركز المتقدم قياساً على عمرها الحديث نسبياً". وعن رأي الشباب في خدمات الجمعية، لفت «عباس المرهون» - لاعب المنتخب السعودي لكمال الأجسام - أن الالتحاق ببيوت الشباب يوفر جواً من التواصل الاجتماعي للفرد وتكوين صداقات جديدة. في سياق متصل، يعتمد الاتحاد الدولي في هذا التصنيف على عدة معايير من أهمها عدد البيوت المطبقة لنظام الحجز الإلكتروني واعتماد نظام الجودة في البيوت فضلاً عن العديد من الأنشطة الأخرى التي تقدمها الجمعية. تجدر الإشارة إلى أن الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب، جمعية ذات نفع عام وليس لها طابع سياسي أو تجاري وهي الجهة الوحيدة المسئولة عن حركة بيوت الشباب بالمملكة بحكم عضويتها في الإتحاد الدولي لبيوت الشباب (منذ عام 1982 م 1402 ه) والاتحاد العربي لجمعيات بيوت الشباب (عضو مؤسس منذ عام 1975 م 1395) وذلك من خلال لوائحها الصادرة بتنظيم مسئولياتها في حدود الاتجاهات العامة التي تقرها الجهات المختصة.