انتشرت على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي توثق عملية التمثيل بجثة جندي سوري في مدينة بابا عمرو من قبل مقاتل تابع للمعارضة السورية مما أثار استياء الكثير من الحقوقيين، وفي هذا السياق انتقد نديم حوري، نائب رئيس قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومان رايتس واتش لحقوق الإنسان، نشر بعض الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر تمثيل مسلحين لجثة جندي سوري، مؤكدا أن الحقوقيين لابد أن يروا مثل هذه الصور لكن ليس عليهم أن ينشروها على الملأ ولا يجب إرغام الآخرين على مشاهدة الانتهاكات. وبين في حديث لبرنامج نقطة حوار المذاع على قناة BBC Arabic، أن النزاع في سوريا هي أول حرب يتم تصويرها بهذه الطريقة بسبب انتشار التكنولوجيا الحديثة في العالم التي تمكن من تصوير كل ما يحدث موضحاً أن كل مشاهد يستطيع تحديد المشاهد التي يرغب في رؤيتها. وأضاف أن الجسد له حرمة والمشاهد الخاصة بالانتهاكات تصدم الكثيرين ويجب أن يحترم الجميع عائلة الشخص المقتول ومشاعر الكثيرين ولكن في نفس الوقت يجب توصيف المعلومة وتوثيقها ليعرف العالم كله الانتهاكات التي تحدث. وأكد أنه ليس مع منع بث هذه الصور والمقاطع المصورة التي توثق الجرائم خاصة في هذا العصر الذي لا يستطيع فيه أحد السيطرة على انتشار الصور ومقاطع الفيديو مبيناً أن الجرائم يجب أن تفضح وأن يعرف القاتل لكشف الحقيقة وإن كانت هذه الحقائق مزعجة. وبين أن هناك فارقاً بين أهداف نشر هذه الصور موضحاً أن هناك من ينشرها من أجل كشف الحقيقة وتوثيق الجرائم ولكن هناك من ينشرها للدعوة إلى العنف المضاد وهو ما لا يخدم الأهداف الإنسانية. وأكد أن هناك تأكداً من صحة الفيديو الذي تم نشره في مدينة بابا عمرو السورية للمقاتل المنتمي للمعارضة السورية وهو يمثل بجثة أحد جنود النظام موضحاً أن الحرب في سوريا تشهد تناولاً إعلامياً غير مسبوق بسبب التطور التكنولوجي الكبير. ومن جانبه أوضح صالح خليل، أستاذ الاتصال الجماهيري ونائب رئيس جامعة فيلادلفيا بعمان: أن وسائل الإعلام تعلم جيداً حدود عملها ولكن بعضها يخدم أيدولوجيات معينة وله برامج سياسية محددة وبالتالي يكون مرتبطا باتجاه سياسي معين يصب في هذا التوجه السياسي . وبين أن الجميع أصبح متاحاً لهم مشاهدة المقاطع التي تؤثر على تصورات البشر للحياة وما يجري فيها مؤكداً أن هناك فوضى عارمة في وسائل الاتصال الاجتماعي موضحاً أن قضية العنف أصبحت تجارة خاصة. وبين أن صور هذه الجرائم تساهم في زيادة نظرية التحفيز لارتكاب جرائم مماثلة بالإضافة إلى نظرية التقليد، موضحا أن وسائل الإعلام الجماهيرية يجب أن تكون أكثر حرصا في نشر مثل هذه الصور والمقاطع المشتملة على عنف شديد .