القرفة من أقدم النباتات الطبية الموجودة في العالم، ذكرت في كتب الأعشاب الصينية القديمة من 2700 عام قبل الميلاد، وقد عرفها قدماء المصريين، واستخدموها في وصفاتهم العلاجية لما لها من فوائد علاجية جمة، وعلى الرغم من ذلك أظهرت دراسة جديدة أن تناول الكثير من القرفة يمكن أن يتسبب في حدوث أضرار للكبد على المدى الطويل. حيث اكتشف فريق بحثي أمريكي أن مكوناً موجوداً بالقرفة قد يسبب ضرراً للأشخاص الذين لديهم أكباد حساسة إلى حد ما، وأشاروا إلى أن معدلات مرتفعة من هذه المادة، التي تسمى "الكومارين"، موجودة في أنواع معينة من القرفة يمكن أن تكون سامة إذا ما تم تركيزها بكميات صغيرة. وأكد الباحثون أيضاً على أن القرفة المستخرجة من لحاء الأشجار، تشكل واحدة من أهم التوابل المستخدمة في مختلف الأطعمة، وأوضحوا أن القرفة "الحقيقية"، باهظة الثمن، وتعرف باسم "السيلانية"، بينما تدخل "قرفة كاسيا" في صناعة بعض المنتجات التي تحتوي على كميات بسيطة من القرفة الأصلية. فيما أشارت النتائج إلى احتواء القرفة السيلانية على كمية ضئيلة للغاية من "الكومارين"، بخلاف قرفة "كاسيا" التي تشتمل على كميات أكبر من هذه المادة، وهو ما يشكل بدوره خطراً على الصحة العامة. من جهة أخرى أثبتت القرفة فعاليتها في علاج العديد من الأمراض أيضاً، فقد أكد الأطباء على أنها تساهم في تنشيط الدورة الدموية، وزيادة إفرازات العصارة المعدية، إضافة إلى تنشيط مجموع الوظائف الهضمية أيضاً. كما تساعد على طرد البلغم وتطهير الجهاز التنفسي، نظراً لاحتوائها على الزيت الطيار الذي يمتص من الأمعاء، ويفرز عن طريق القصبة الهوائية، فيقوم بعملية التطهير. في سياق متصل يعد مشروب القرفة فاتحاً قوياً للشهية، ويوصف كثيراً للرياضيين ومن يعانون حالات الإرهاق البدني أو الضعف والوهن عامة. وتعتبر كذلك مضاداً فعالاً لنزلات البرد والسعال، تساعد على تنقية صوت المصابين بالأنفلونزا، كما تستعمل في حالات معينة لعلاج القيء الناتج عن حالة عصبية لتنشيط المعدة، وفي بعض حالات الإسهال لكونها مادة قابضة بسبب وجود "التانيين". إضافة إلى أن القرفة تعتبر مادة مقوية ومنبهة للقلب والمخ، تنبه أعصاب الذوق في الفم واللسان، وتستعمل لإدرار العرق والطمث. وقد أمكن إضافة خلاصة القرفة السائلة لكثير من الأدوية بغرض إكسابها طعماً مقبولاً، كما تستعمل في حالات نزيف الرحم وآلام المخاض. بجانب استعمالها كذلك في علاج الحفر والتحسسات المزمنة والارتشاحات الخلوية، وبعض الأوجاع المفصلية، وفي حالات عسر البول. وتضاف القرفة أحياناً إلى معاجين الأسنان كمعطر باعتبارها مقاوماً جيداً لأنواع عديدة من النخر والبكتيريا المسببة للإنتانات والفطريات والفيروسات، كما يستعمل زيت القرفة كمادة مطهرة ومخدرة، حيث يمكن رش زيتها ومسحوقها على بعض الجروح الصغيرة التي يمكن أن تصيب الإنسان في المنزل، وحديثاً دخل مسحوق القرفة في صناعة مراهم مضادة للحروق والقروح. وأخيراً تم اعتماد القرفة كعلاج فعال للكلف والنمش، كما تستخدم لمرضى السكري، حيث إن إضافة القرفة على الأطعمة تزيد من فعالية "الأنسولين" لكونها تقوم بدور منظم لارتفاع الجلوكوز في الدم، وهي مفيدة أيضاً للمرضى الذين يعانون من فقر الدم ونقص عنصر الحديد؛ لكونها مصدراً جيداً له، حيث إن القرفة تحتوي على 17ملغ حديد لكل 100غرام من القرفة.