يعد مرض هشاشة العظام من أكثر الأمراض انتشاراً حول العالم، وتكمن خطورته في أنه ليس له أعراض واضحة المعالم، ويسبب ضعفاً تدريجياً في قوة الكتلة العظمية بما يؤدى إلى سهولة كسرها, ولين العظام أو هشاشتها تعبير يطلق على النقص غير الطبيعي في كثافة العظام (كمية العظم العضوية وغير العضوية)، وتغير نوعيته مع تقدم العمر, وأكثر العظام عرضة للإصابة هي العمود الفقري والأكتاف والمعصمان والحوض, وقد أشارت الإحصائيات إلى ارتفاع عدد المصابين به في المملكة بنسب كبيرة , حيث ذكر مركز التميّز لأبحاث هشاشة العظام في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن مليون مواطن سعودي عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام بحلول عام 2030. في السياق ذاته حذر المركز من أن أعداد المصابين حالياً مقلقة للغاية، حيث تراوحت نسب الإصابة خلال السنوات الأخيرة بين 32% لدى الذكور وحوالي 45% لدى الإناث فوق سن ال50، وتعتبر هذه المعدلات مرتفعة خاصة لدى الرجال مقارنة ببعض البلدان الأخرى, إلى جانب أن هذا المرض الصامت عادة ما يتم اكتشافه عند الإصابة بالكسور. وقد قامت نفس الجامعة العام الماضي بعمل دراسة علمية، وخلصت النتائج إلى أن جملة الخسائر التي تتكبدها الدولة جراء علاج ورعاية المصابين بكسور هشاشة العظام في المملكة، قدرت بأكثر من 20 مليار ريال، ومن المتوقع أن تصل نفقات العلاج إلى نحو32 مليار ريال بحلول عام 2030، وهي أرقام عالية جداً. يذكر أن مرض هشاشة العظام عادة ما يأخذ طريقه داخل الجسم على مدار عدة سنوات، إذ تصبح العظام تدريجياً أكثر رقة وليونةن وهذه هي الفترة التي تسبق حدوث تلف شديد، وهو ما يستدعي أن نبني عظاماً قوية في شبابنا، محافظين عليها مع تقدم العمر, ويجب معرفة ما إذا كنت معرضا للإصابة بهشاشة العظام، حتى يمكنك اتخاذ الخطوات التي قد تحول دون الإصابة بالمرض بالتعاون مع الطبيب المختص. في سياق متصل كشفت نتائج الأبحاث الجديدة أن الهشاشة تصيب أيضاً عظام الوجه, وتؤدي لظهورعلامات الشيخوخة المبكرة عليه مما يصعب من إجراء عمليات تجميل, وتتطلب عمليات إصلاح التغيرات التي تطرأ على عظام الوجه تركيبات خاصة مصنعة من مواد مثل "الهيدركسي أبيتايت" أو "السليكون" بوضعها فوق المناطق الهابطة بالعظام مباشرة مثل الوجنتين والذقن, ويتم ذلك إما بإجراء جراحة موضعية أو بالحقن تحت الجلد, مما يجعلها طريقة آمنة وفعالة. ويتفق معظم الأطباء، أن هناك عوامل تزيد من احتمال الإصابة بالمرض منها: عدم كفاية "الكالسيوم" وفيتامين "دي" في الوجبات اليومية, والتدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين وشرب الكحول... والافتقار إلى النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة... وتناول أدوية معينة مثل السترويدات ومضادات التشنج، وكذلك ازدياد نشاط الغدة الدرقية... والعوامل الوراثية مثل إصابة أحد أفراد العائلة بهشاشة العظام... وبلوغ سن اليأس مبكراً. علاوة على ما سبق، ينصح الخبراء بضرورة تفادي الإصابة بهشاشة العظام عن طريق مراعاة التغذية السليمة، وممارسة التمارين الرياضية، كما ينصح بضرورة تناول القدر الكافي من الكالسيوم 1200 مليجرام يومياً، إضافة إلى فيتامين "د" بجرعات تتراوح من 400 إلى 1000 وحدة يومياً، وهناك جرعات أكبر من نفس الفيتامين يمكن إعطاؤها، وتقدر ب 50 ألف وحدة أسبوعياً. ومن العلاجات الجديدة كذلك لمرض هشاشة العظام "البيسفوسفونات" الذي يزيد من كثافة العظم في العمود الفقري والفخذين بشكل يرتكز أساساً على الجرعة المحددة، بما لديها من قدرة على خفض معدل الكسور الفقرية بمعدل 30 إلى 50%.