تعد الإصابة بمرض الالتهاب الكبدي الوبائي نتيجة الإصابة بفيرس سي أحد أكثر الأمراض انتشاراً حول العالم، مستحوذاً على اهتمام منظمة الصحة العالمية بشكل خاص. وتختلف نوعية الإصابة ما بين خفيفة تستمر بضعة أسابيع، أو خطيرة تصاحب المريض مدى الحياة، وعادة ما ينتشر فيروس الالتهاب الكبدي سي مع نقل دم من شخص مصاب بالمرض إلى جسم آخر أكثر قابلية للإصابة. في هذا الإطار كشفت دراسة علمية حديثة عن أن الأشخاص الذين ولدوا خلال الحقبة الزمنية التي تلت الحرب العالمية الثانية بعقدين كاملين، وفي الفترة من 1945 وحتى عام 1965، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بفيرس سي بمقدار 5 أضعاف مقارنة بأي فئة عمرية أخرى، وهو ما يعد أمرا ً خطيرا ً للغاية يستوجب الاهتمام. وتابعت الدراسة أيضاً موضحة أن 75 % من الأشخاص البالغين المصابين بفيروس سي ولدوا خلال تلك الفترة الزمنية، لافتة إلى ضرورة تشخيص حالاتهم بشكل مبكر، وإخضاعهم لاختبارات معملية مرة واحدة على الأقل بين الحين والآخر، للتأكد من عدم الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي "فيروس سي". في سياق متصل نوهت الدراسة بأن خطورة المرض تكمن في أنه يظل صامتاً بلا أعراض لسنوات طويلة، مؤكدة على أن إجراء مثل تلك الاختبارات لكل الأشخاص المولودين في تلك الحقبة الزمنية قد يحول دون وفاة أكثر من 120 ألف شخص سنوياً. تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الأطباء تلخص أسباب العدوى في نقل دم مصاب بعدوى المرض، وهذه هي أكثر أشكال انتقال فيروس الالتهاب الكبدي C شيوعاً، وذلك من خلال عمليات زرع الأعضاء، أو استخدام محاقن ملوثة والإصابات الناجمة عن الوخز بإبر الحقن في مرافق الرعاية الصحية، أو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن أيضاً، بالإضافة إلى ولادة رضيع لأم مصابة بعدوى الالتهاب الكبدي C، وقد يُنقل مرض الالتهاب الكبدي C أيضاً من خلال ممارسة الجنس مع شخص مصاب به، أو التشارك في اللوازم الشخصية الملوثة بدم معد. ولا تُنقل عدوى الالتهاب عن طريق الرضاعة أو الغذاء أو الماء أو بالمخالطة العارضة كالمعانقة والتقبيل وتقاسم الطعام أو الشراب مع شخص مصاب. وفيما يتعلق بأعراض المرض تتراوح فترة حضانة الالتهاب الكبدي C بين أسبوعين و6 أشهر، ولا تظهر بشكل واضح على 80% تقريباً ممّن يصابون بعدوى المرض الأولية أي أعراض، فيما يتضح على المصابين بعدوى المرض الحادة أعراض الحمى والتعب وقلة الشهية والغثيان والتقيؤ وآلام في البطن والبول الداكن اللون وآلام المفاصل واليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين). بينما تتطور حالة 75 إلى 85% من المصابين حديثاً بعدوى المرض إلى التهاب كبدي مزمن، في حين أن 5 إلى 20% من الحالات المصابة يمكن أن تتعرض لتليّف الكبد، وتتراوح نسبة الوفيات ما بين 1 و5% جراء الإصابة بتليّف الكبد أو الورم الخبيث، كما تستأثر أساسا عدوى الالتهاب الكبدي C بإصابة 25% من المرضى المصابين بسرطان الكبد. يشار إلى أن مرض الالتهاب الكبدي الوبائي منتشر في جميع أنحاء العالم، ومن البلدان التي ترتفع فيها معدلات الإصابة المزمنة به "مصر" (بنسبة 15%) و"باكستان" (بنسبة 4.8%) و"الصين" (بنسبة 3.2%)، وفي هذه الأخيرة تتزايد الحالات المصابة نتيجة عمليات الحقن غير المأمونة باستخدام معدات ملوثة.