لم تكن نجوميته كلاعب سابق بنادي الزمالك ومنتخب مصر للشباب سوى جواز سفر له للعبور إلى الكرة السعودية عبر بوابة نادي هجر الذي تعاقد معه لتولى قيادة فريق الناشئين في الموسم الماضي ليحقق معهم الفوز ببطولة المنطقة في أول تعارف جاد له مع عالم التدريب في المملكة والذي كان سبباً في اقتناع مسئولي نادي الربيع بمستواه الفني العالي وتعاقدوا معه لقيادة الفريق الأول هذا الموسم ، وبالفعل نجح الرجل بدرجة امتياز مع فريقه الجديد فحقق نتائج طيبة أعاد بها الربيع على خارطة الطريق الصحيحة بالانتصارات المتتالية بعد أن ذاق اللاعبون مرارة الهزائم وانتكاسات الخسائر مع بداية الموسم الحالي . إنه المصري مصطفى المدير الفني للربيع الذي لفت النظار إليه بشدة في الفترة الأخيرة والتي تولى خلالها قيادة الفريق بنتائجه الطيبة وتحسن مستوى اللاعبين بشكل ملحوظ خاصة بعد فوزهم المتتالي على سدوس والقادسية والباطن .. التقت" البلاد " بالمدرب المصري فكان هذا الحوار. ماذا حدث لفريق الربيع؟ ما حدث لفريق الربيع الذي أتشرف بقيادته فنية نوعاً من الانتفاضة النفسية والفنية للاعبين أثرت بشكل إيجابي على نتائج وأداء ومستوى اللاعبين بصورة مثلى أفادتهم وأفادت فريقهم. ماذا تقصد بالانتفاضة النفسية والفنية؟ أعني بالانتفاضة النفسية قدرة اللاعبين على الخروج من الإحساس بأنهم غير قادرين على الفوز أو تحقيق أية نتائج إيجابية بسبب الهزائم المتتالية التي أحبطت معنوياتهم وصاروا كجسد بلا روح .. أما الانتفاضة الفنية أقصد بها تلك الحرية التي منحتها للاعبين من أجل التعبير عن مواهبهم ومهاراتهم واستخدامها وقتما يشاءوا بشرط أن تكون تلك الحرية تصب في صالح الفريق ككل قبل اللاعب نفسه. وما الدور الذي قمت به من أجل إحداث تلك النهضة؟ أحسست اللاعبين بأنهم نجوم كبار ولديهم الكثير من الخبرات والمهارات التي لم يخرجوها بعد وهم فعلاً لاعبين كبار ونجوم لهم باع طويل مع عالم التألق والنجومية أمثال: خالد قهوجي ومرزوق العتيبي وخالد الحازمي وعلي عبدلي وعلي التركي وجميعهم شاركوا مع أنديتهم في الدوري الممتاز. حققت ثلاثة انتصارات وتعادلاً في 6 مباريات فما السر في هذه النتائج الطيبة التي لم تتحقق للربيع على مدار الموسم ؟ بالفعل وفقنا الله منذ تولي المسئولية في الفوز على سدوس والقادسية والباطن وتعادلنا مع النهضة وجمعنا 10نقاط من 6 مباريات وهى نسبة طيبة إذا قورنت بنتائج الفريق في بداية الموسم وارتفاع مستوي اللاعبين يرجع لثلاثة أسباب ، الأول ثبات التشكيل الذي أدى بدوره إلى انسجام اللاعبين وانضباطهم تكتيكياً داخل الملعب ، والثاني الحرص الشديد على بث روح الحماس والحمية والإحساس بالمسئولية في نفوس اللاعبين وشحنهم معنوياً لإثبات وجودهم وتصحيح أخطائهم ، والثالث هو عدم الاعتماد على النجم الواحد للفريق بالإضافة إلى عوامل أخرى كاستقرار الجهاز الفني والإداري والمساندة الفاعلة من رئيس النادي احمد البعداني و استقرار الوضع المادي للاعبين. هل فقدت الأمل في البقاء بدوري ركاء بعد احتلال فريقك قاع الجدول؟ بصراحة رغم ما نحن فيه من معاناة واحتلالنا المركز الأخير في المسابقة إلا أنني لم أفقد الأمل في البقاء في دوري ركاء لأننا لو فزنا في المواجهتين القادمتين أمام الوطني والخليج وانهزم الجيل والنجمة في مباراتهما المقبلتين فسيكون لنا حظ الدخول في ملحق للإعادة مع الجيل . ما الأسباب التي أودت بالربيع إلى قاع الدوري حتى أصبح قاب قوسين أو أدنى من الهبوط؟ هناك العديد من العوامل التي ألقت بالفريق في هذا الطريق المظلم أبرزها عدم وجود ملعب خاص بالفريق ، فليس معقول أن يؤدي الفريق تدريباته كل يوم في ملعب مختلف، فقد تدربنا في ملعب البنك الأهلي ثم الخطوط السعودية ثم الدفاع الجوي ثم في الصبان ثم لعبنا 11 مباراة خارج ديارنا في الطائف مما اثر على الاستقرار البدني والذهني للاعبين .. بالإضافة إلى عدم ثبات التشكيل في فترات طويلة جداً أثرت على الأداء داخل الملعب بالإضافة إلى عوامل أخري. ماذا تعني بالعوامل الأخرى؟ كل من يشاهد مبارياتنا الأخيرة سيتعرف بنفسه على العوامل الاخرى التي اعتبرها كلمة السر في هبوط الربيع . اتهمك البعض بأنك اعتديت على تركي الخضير حكم مباراة الربيع والنهضة؟ لم يحدث قط أن تلفظت بلفظ واحد للكابتن تركي الذي أكن له كل احترام ، كل ما فعلته أنني أشرت له بأن وقت المباراة انتهى قبل أن يحرز النهضة هدف التعادل.. وكل ما قيل أنني اعتديت أو تلفظت على الحكم هو افتراء وشريط المباراة موجود والحكم نفسه موجود. هذه هى القصة الوهمية لاعتدائي على تركي الخضير. ما الذي يحتاجه الربيع في الموسم القادم؟ لابد من تجديد دماء الفريق بعناصر شابة مع الإبقاء على عناصر الخبرة المتمثلة في خالد قهوجي عبد الرحمن الأهدل وخلف الزهراني ، بالإضافة إلى توفير منشأة رياضية كاملة تشمل ملعب للتدريب وإقامة المباريات عليه حتى لا يتكرر إحساس اللاعبين بالغربة وهم يلعبون مبارياتهم خارج ملعبهم. وهل مجلس إدارة الربيع يمتلك مقومات النجاح وآليات العودة مرة أخرى للتواجد في ركاء؟ بدون مجاملة أنا أعتبر رئيس نادي الربيع أحمد البعداني حكاية إدارية من أفضل رؤساء الأندية الذين تعاملت معهم لأنه قريب جداً من المطبخ الكروي ، يفهم طبيعة اللاعب واحتياجاته، يمتلك خبرة إدارية واسعة ، الأكثر من ذلك معاملته الراقية مع اللاعبين والأجهزة الفنية لفرق النادي ، هو رجل لا يبخل عن ناديه بشيء لذلك اتوقع ان يكون للربيع شأن كبير ما دام تحت قيادة البعداني. ما رأيك في دوري الدرجة الأولى ؟ هو دوري جيد يلقى الدعم والاهتمام الإعلامي بصورة ممتازة عن طريق بث المباريات على الهواء مباشرة من خلال القنوات التلفزيونية الرياضية والتي أعتبرها كلمة السر في تقدم مستوى لاعبي هذا الدوري.. وأتمنى أن يزيد عدد الفرق بركاء حتى يكون هذا الدوري قاعدة خصبة للمنتخب الوطني .