شهدت العاصمة الإماراتية "أبو ظبي" في السادس والعشرين من مارس الجاري، بدء فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان المفكرين، الذي تنظمه كليات التقنية العليا بمشاركة نخبة من أبرز العلماء والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب عدد من الحائزين على جائزة نوبل، وأكثر من 400 شاب من 60 دولة، وشهد حفل الافتتاح الشيخ "نهيان بن مبارك آل نهيان" وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. وفي هذا السياق عرض المشاركون في المهرجان مهارات التفكير، التي قادتهم إلى النجاح في طرح الحلول الفاعلة في مجالات اختصاصهم، وذلك بهدف مساعدة الأجيال الصاعدة على تشكيل المستقبل في مجالات قد لا تمت لهم بصلة. ويعتبر مهرجان المفكرين مؤتمراً غير نمطي، لا يعتمد على التلقين فحسب دون تفاعل من جمهور الحاضرين، وإنما يهدف أساساً إلى تبادل الرؤى والأفكار بين شباب العلماء الواعدين من جهة، والنوابغ الحاصلين على جائزة نوبل، بصورة غير رسمية. ويهدف المهرجان إلى تنظيم مناقشات الطاولة المستديرة للتفكير بصوت عال، والتعبير بحرية عن فضولهم الفكري، وفهمهم للقضايا المهمة، وإيجاد الحلول المبتكرة للعديد من المشاكل بشكل جماعي. كما يعمل أيضاً على تعميم تجربة التفكير المستنير، وسبل الارتقاء العلمي، ووسائل النهوض به، بما يتيح فرصاً ذهبية للجيل الجديد للاستفادة من تجارب هؤلاء المبدعين الثرية والتخطيط للمستقبل، ويرسم أمام الشباب صورة وافية في كل مجال، عن كيفية مواجهة التحديات والتفاعل مع المتغيرات بنجاح ما، ينعكس إيجاباً على مسيرة التقدم والعمل والإنتاج والحياة الاقتصادية والاجتماعية بوجه عام. وتشمل محاور المهرجان كذلك تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات: المبادرات والتحديات، وتأثير التعليم في مجال الرعاية الصحية، فضلاً عن النماذج الإبداعية للتعليم العالي كقضايا عالمية معاصرة، وليس المقصد إيجاد الحلول لهذه التحديات المعقدة الجسيمة في جلسة قصيرة فقط، وإنما الهدف هو استخدام هذه المحاور الشيقة لتدريب العلماء الشباب على التفكير بواقعية. في سياق متصل قال الدكتور طيب كمالي - مدير كليات التقنية العليا في "أبو ظبي" - : إن المهرجان يناقش دور التكنولوجيا في تطوير الحياة البشرية، وتحسين مخرجات التعليم، وإيجاد فرص اقتصادية ووظائف. لافتاً إلى أن المهرجان أصبح معلماً حيوياً عالمياً. ومن ناحية أخرى، شارك في المهرجان كل من الدكتور "محمد البرادعي" - الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2005 - والبروفيسور "كلاوس فون كليتزينغ" - الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1985 - والسير "هارولد كروتو" - الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1996 - والبروفيسور "دوجلاس أوشيروف" - الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1996 - وكذلك البروفيسور "يوان تسيه" - الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1986 - ونائب رئيس قسم التعليم في شركة "آبل جون كاوتش". كما شارك أيضاً مقدم برنامج "Dateline" لمحطة "BBC" "جافين إسلير"، والبروفيسور "باري جي مارشال" - الحاصل على جائزة نوبل في الطب لعام 2005 - والرئيس التنفيذي الأسبق لمؤسسة «إيوينج كوفمان» الدكتور "كارل جي شرام". وأكد مدير وكالة الطاقة الذرية السابق "محمد البرادعي"، أن ما ترجمه العرب من علوم خلال الف سنة، ترجمت "أسبانيا" ما يعادله في عام واحد، مشيراً إلى أن إجمالي صادرات 400 مليون عربي، يتساوى مع ما تصدره دولة مثل "سويسرا"، وهو ما يستوجب جهوداً حثيثة لتغيير الوضع والمضي قدماً باتجاه تحديث وتطوير العالم العربي.