أتكلم اليوم عما يروجه المغرضون ضد الوطن ويضعونه في قالب مزخرف مليء بالفتن ويقدمونه لنا فنقوم بتضخيمه ونتناقله بدون أى وعي وبدون إدراك منا للعواقب وبدون التثبت عن صحة ما نتناقله.عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) أخرجه مسلم.هذا الحديث الشريف فيه التحذير من كثرة الكلام، إذْ أن كثرة الكلام يؤدي إلى التزيّد في القول ومضاعفته أضعافاً مضاعفة . ومن جميل كلام النووي رحمه الله في رياض الصالحين ما معناه: أن الكلام إما أن يكون خيرا يؤجر العبد عليه، أو أن يكون شراً يأثم العبد عليه، أو أن يكون مباحاً ! وعليه ألا يوغل في المباحات لا نها قد تجر إلى الخطيئات.ألا يكفينا قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات) 6 .. وفي قراءة ( فتثبتوا) لان عدم التثبت ينبني عليه أشياء: كاتهام بريء، أو تبرئة متهم، أو الغلو في القول، أو الغلو في الذم.والعاقل المسلم البصير في أمر دينه المحتاط لنفسه وجوارحه عليه أن يتثبت فيما يقول ، وبخاصة في نقله للكلام .فالحذر الحذر إخواني وأخواتي من نقل الاخبار وتدسيمها بل وتجسيمها حيث بدأت هناك شائعات لا نعلم مدى صحتها أو كذبها تفيد بوجود أناس مجهولين في الجنوب أخذوا يتهجمون على سكانها وسلبهم وكثرت الشائعات وتناقلوها في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الواتس آب وغيرها وكل من وصلته هذه الشائعة قام بنقلها فورا دون تثبت . فيا أخي ويا أختي هدانا الله وإياكم إننا نتحمل وزر هذه الشائعات حينما ننقلها دون أن نتأكد من مصداقيتها والحديث الآنف الذكر الذي بدأت به موضوعي واضح وجلي لنا كمسلمين نتبع هدي محمد صلوات الله وسلامه عليه ، ومسئولون أمام الله على عدم تطبيق ما علمنا من أمور ديننا ، وديننا ليس دين علم فقط وإنما دين علم وعمل ، فإن لم نعمل بما نعلم برئت منا ذمة الله وذمة رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه . وفي الحديث الاخر: بئس مطية الرجل (زعموا) وبئس كلمة تقبيح وذم وتشنيع لا أنكر خطورة هؤلاء المجهولين على أرواحنا وأعراضنا وأملاكنا ولكن تضخيم الأمور يسبب الفزع بين أبنائنا ويؤدي لعدم الاستقرار وفقدان الثقة والأمن والأمان في بلادنا فاتقوا الله ولا تتناقلوا كل ما يكتبه المغرضون ، فبلادنا ولله الحمد تنعم بأمن وأمان من ربنا سبحانه وتعالى ، وولاة أمرنا يعملون جاهدين على استتباب الأمن في هذا الوطن الغالي ، وإن حدث شيء ما من دخيل معادي فالحكومة ستردعه بلا أدنى تهاون ونحن واثقين من هذا تمام الثقة ولله الحمد والشكر . فيا أصحاب الإشاعات أقصروا فلن تجديكم هذه الترهات ودعونا من البلبله واكفونا شركم فثقتنا بالله ثم بحكومتنا فوق إبداعاتكم المأفونة وما شائعاتكم إلا مجرد أحرف أو كلمات تتناقلها الأسماع ثم تموت في مهدها وتتبوؤون بالخسران . ويا دعاة الخير أشيدوا وعززوا من على منابركم للقضاء على الشائعات التي تسمم الأبدان وتزرع الخوف في الإنسان فعلى عاتقكم تقع المسئولية لتبصير الناس بما ينفعهم وما يضرهم ففيكم نقتدي وكلامكم وتوجيهكم كالغيث الندي .. كم وكم من شائعات قضت على منازل وفرقت أسر ويتمت أبناء وحرفت أجيال .وهذا كله بسبب التسرع والحكم بدون الرجوع للمصدر والتثبت والانسياق وراء القيل والقال وما أقبح أن يكون الإنسان إمعة أو أن يكون كالحمار يحمل أسفارا وهو لا يعي ما بهذه الأسفار .هناك مثل صيني يقول : الاشاعة ككرة الثلج ، تكون في أولها كالبيضة ثم تكون في آخرها ، كالجبل . حصة بنت عبدالعزيز