حظي معرض "الفيصل .. شاهد وشهيد" والذي أقيم في محطته الثالثة بمركز جدة للفعاليات والمنتديات بنجاحات كبيرة تمثلت في حفل افتتاحه في العاشر من شوال المنصرم على شرف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل المشرف العام على المعرض وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وجمع من المسؤولين ومدراء الدوائر الحكومية بمحافظة جدة . كما تمثلت هذه النجاحات للمعرض الذي استمر لخمسين يوماً وبلغ عدد زواره قرابة الأربعين ألف وشهد 14 محاضرة أدارها نحو 33 محاضر وأكاديمي فيما حوت جنباته من مقتنيات ومخطوطات وصور فوتوغرافية وتسجيلات مرئية وصوتية نادرة توثق في مجموعها سيرة الملك فيصل بن عبد العزيز طوال حقبه التاريخية التي جسدت دوره البارز في توحيد أرجاء البلاد مع والده المظفر الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ، ومواقفه الشجاعة تجاه قضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، وسجل إنجازاته الرائعة في وضع الخطط الاستراتيجية بعيدة المدى والخطة النهضوية ورسم السياسة الداخلية للمملكة في كافة جوانبها الإدارية والاقتصادية والإعلامية والتعليمية والاجتماعية والسياسية والعسكرية وقبل ذلك خدمته للحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام ليمثل المعرض بذلك عرضاً استقرائياً واضح البيان أمام الأجيال من أبناء هذا الوطن المعطاء والتي لم تعاصر جلالته يرحمه الله . الفيصل .. العهد الموصول وقد رافق هذا السجل الحافل للمعرض الذي تنظمه مؤسسة الملك فيصل الخيرية ومركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية العديد من الفعاليات من محاضرات وندوات ولقاءات استعرض مضامينها نخبه من الشخصيات الأكاديمية والفكرية والسياسية الذين عايشوا فترة حكم الفيصل فعكسوا جوانب هامة في شخصية الراحل العظيم ، ولامسوا نواحي حياته المختلفة. وكان من أبرز هذه الفعاليات ندوة " الفيصل .. العهد الموصول" التي أقيمت تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل وشارك فيها معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام في عهد الفيصل والمؤرخ جوزين كشيشياني وآخرون تناولوا فيها الحديث عن شخصية الفيصل ودوره في مسيرة التعليم والتطور الإعلامي بالمملكة ، كما نظم فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة ندوةً بعنوان " الدبلوماسية في عهد الملك فيصل" رعاها صاحب السمو الملكي الأمير عمرو محمد الفيصل وتحدث فيها السفير محمد الطيب مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة والسفير د.عماد شعث قنصل عام دولة فلسطين وقنصل عام جمهورية مصر السفير علي العشيري استعرضوا خلالها مهارات الملك فيصل الدبلوماسية التي ظهرت لديه مبكراً فحرص والده عبدالعزيز على صقلها وتدريبه على حسم المواقف وشجاعة القرار ، كما تم استعراض مساهماته اللافتة في وضع السياسة والمبادئ لتحقيق التعاون الدولي وإنشاء جامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة ، وحضور بلاده البارز في منظومة دول عدم الانحياز من خلال مشاركته في مؤتمر باندوج عام 1956م ، وجهوده الدبلوماسية في جمع كلمة المسلمين تحت مظلة التضامن الإسلامي والذي كان هاجساً يراوده حتى تحقق على يديه يرحمه الله . الاقتصاد والطيران في عهد الفيصل كما أقيمت ضمن سلسلة هذه الفعاليات ندوة "الفيصل والاقتصاد رؤية منهجية" بمشاركة كل من الدكتورعبدالله صادق دحلان عضو مجلس الشورى والدكتور حسين العلوي والدكتور هشام جمجوم والدكتورة رفيدة خاشقجي ركزوا خلالها على التحديات الاقتصادية التي واجهت الملك فيصل والتي كان إبرزها تسلمه لخزينة غير قادرة على تأمين احتياجات المواطنين ، وعائقاً ضد تنمية البلاد ، فاستطاع بحنكة متناهية أن يضع حلولاً جذريةً لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها من خلال خطة داعمة للاقتصاد السعودي لتكون هي الحل الداعم والمساند لخطة التنمية الشاملة التي أسهمت في الانتعاش الاقتصادي للملكة في فترة وجيزة ، وتطرق الفريق متقاعد عبدالعزيز هنيدي قائد القوات الجوية سابقاً في محاضرته التي ألقاها بعنوان "تنمية وتطوير الطيران في عهد الملك فيصل" إلى مراحل التنمية والتطوير للقوات الجوية مروراً بمرحلة تأسيس تلك القوة عندما كانت عبارة عن جمعية طيران أهلية في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1349هت بمكةالمكرمة ، ثم مروراً بوكالة الدفاع آنذاك إلى بداية سلاح الطيران الملكي السعودي مؤكداً بأن حياة الملك فيصل رحمة الله غنية بالإنجازات الكبيرة والجهاد والخبرة والحكمة ومكارم الأخلاق .وضمن سلسلة هذه الفعاليات أقيمت ندوة للشباب بعنوان "ويبقى التاريخ شاهداً" شارك بها الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل أمارة منطقة مكةالمكرمة والشيخ عبدالرحمن أبا الخيل والشيخ صالح كامل رجل الأعمال المعروف والإعلامي المتميز الدكتور بدر كريم والأديب الدكتور حمد القاضي تناولوا فيها مواقف الملك فيصل الحكيمة في جوانب مختلفة من قضايا بلاده وأمته العربية والإسلامية لتجسد شخصية فذة تمثل قدوة ناصعة للشباب والأجيال المعاصرة واللاحقة . الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والأدبية. وتتابعت الندوات والمحاضرات ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض "الفيصل .. شاهد وشهيد" تناولت جوانب عديدة من شخصية الملك الراحل في شتى جوانبها الإنسانية والاجتماعية والأدبية من خلال الفعالية الثقافية التي أقيمت بعنوان "جماليات رثاء أبناء الملك فيصل لوالدهم" تناول فيها الدكتور عبدالله المعطاني ورقة عرضت قصائد مختلفة لكل من الأمير عبدالله الفيصل يرحمه الله والأمير خالد الفيصل شارحاً قيمة الرثاء فيها ومصداقية الطرح الفني والموضوعي في شعر الرثاء الصادر من أبناء الشهيد الذي فقدوه ليس كقائد وملك فقط بل كأب وموجه ، كما تحدث الدكتور طلال الشريف في محاضرته التي بعنوان "تطور الفكر الإداري في عهد الفيصل" عن دور الفيصل التنموي في تطوير العمل الإداري في الفترات التي كان يتقلد فيها مسؤليات الإدارة منذ أن كان نائباً للملك على الحجاز ، وأشار إلى تطور الميزانية في عهده وصعود الريال السعودي بعد هبوطه لمرحلة متدنية ، مستعرضاً من خلال التطور التاريخي مستوى تطور العمل الإداري في الوزارات وتأسيسها والاستعانة ببيوت الخبرة العالمية التي دعمت حركة النهضة الإدارية حتى وفاته يرحمه الله . كما تناولت مختلف المحاضرات والندوات الأخرى الجانب التعليمي في عهد الملك فيصل في ندوة "جامعتنا في عهد الفيصل" إلى غير ذلك من الجوانب الثرة في حياة ملك عظيم عاصر أحداثاً جساماً كان له فيها الأثر الفاعل قائداً ومصلحاً وحكيماً معطاءً ، وكان شاهداً لها وشهيداً على مجرياتها وظل كذلك حتى أستشهد في سبيل ربه عز وجل لم يتوانُ يوماً عن الدفاع عن قضايا أمته المصيرية والذود عن مقدساتها . أساتذة وطلاب ووفود أجنبية هذا وقد شهد المعرض زيارات لأعداد كبيرة من الزائرين قارب عددهم الأربعين ألف زائر مثلوا مختلف شرائح المجتمع وفئاته المتعددة من الجنسين والأعمار والجنسيات المختلفة. فقد زاره عدد كبير من المفكرين والأدباء والسياسيين والرياضيين وممثلو الدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة وأندية السيارات والدراجات النارية والراليات وعمد مكةالمكرمةوجدة وأحيائها، و العديد من الوفود الأجنبية مثل وفد السفارتين الأمريكية والفرنسية ، ووفد الجامعات البريطانية والعمد الفرنسيين ، ومجلس القناصل الفخريون، وكان في استقبال الوفود الزائرة الأمير فيصل بن سعود بن عبد المحسن والمشرف العام على العلاقات العامة والإعلام الدكتور خالد محمد باطرفي. وزار المعرض قرابة ثمانية عشر ألف طالب ، وسبعة الآف طالبة في المراحل الدراسية المختلفة من ثلاثمائة وسبعة عشرة مدرسة بنين ، ومائة وعشر مدارس بنات من مدارس جدةومكة والطائف الحكومية والأهلية والأجنبية، ووفود مراكز الأحياء الذين مثلوا ثمانية وعشرين حياً من أحياء محافظة جدة، حسب مشهور الحمياني وفهد الخريجي ومسفر البيشي، أعضاء اللجنة المنظمة للمعرض، الذين أشاروا إلى أن كثيرا من الزوار تكررت زياراتهم في محطات المعرض الثلاث بالرياض وأبها وجدة. وبعض الزائرين كانت لهم أو لأقربائهم صور مع الملك الراحل، حيث رافقوه في رحلاته وحملاته العسكرية. ورووا قصص وذكريات معه، وقدموا صور ووثائق نادرة مهداة لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.وقد أعرب الزوار عن إعجابهم الشديد بفكرة إقامة هذا المعرض الذي يمثل حقبةً تاريخيةً مهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية ، ويساهم في تعريف الأجيال التي لم تعايش الملك فيصل يرحمه الله بتاريخه وسيرته العطرة. تغطية إعلامية مميزة كما حظي المعرض بتغطية إعلامية متميزة من قبل مختلف القنوات الفضائية والصحف المحلية بشكل يومي مما ساهم بقدر كبير في التعريف بالمعرض وإنجاحه إعلامياً . الجدير ذكره أن معرض الفيصل ..شاهد وشهيد سيواصل جولته حول المملكة في الأشهر القريبة القادمة بعد أن كانت محطته الأولى في الرياض وبلغ عدد زائريه خمسة وثلاثين ألف زائر ، ومحطته الثانية في أبها وبلغ عدد زائريه ثلاثة وثلاثين ألف زائر .