لا شك أن نظام ساهر المروري يعتبر نقلة حضارية مرورية متقدمة في بلادنا ونحن مع كل ما هو متقدم يحد مما نشاهده من حوادث مرورية مروعة تحدث كل ساعة بل كل دقيقة في شوارعنا داخل البلد وعلى الطرق السريعة وقد لاحظنا كيف أن تلك الحوادث المروعة لم تعد كما كانت في السابق بتلك الكثرة المعهودة رغم أنها لا زالت موجودة حسب الإحصائيات المرورية. إلا أننا جميعاً لسنا مع العقاب المادي المضر الذي فرض من قبل رجال المرور على متجاوزي السرعة القانونية ولو بشرطة واحدة. ذاتا إذا علمنا بأن العقاب المادي الذي فرض من قبل رجال المرور تجاوز حدود المنطق والمعقول وكأن الموضوع أصبح تجارة رائجة أتت أكلها لصندوق المرور الذي أضحى دخله يضاهي دخل النفط ومشتقاته في بلادنا الزاهرة حيث لم يراع في هذا العقاب المادي الذي أكثر ضحاياه من فئة شباب هذا الوطن الذين كثيراً منهم لا يستطيعون تسديد تكلفة هذه المخالفات الباهظة القيمة التي تصل أحياناً إلى عشرات الآلاف من الريالات قياساً بدخل هؤلاء الشباب المحدود حيث الأكثرية منهم لا يوجد لهم وظائف تسندهم لدفع قيمة هذه المخالفات والبعض منهم يتقاضون دخلهم الشهري المحدود من قبل ولاة أمرهم في الوقت الذي كان يجب أن يكون هناك ارشادات مرورية مسبقة قبل تركيب أجهزة الرصد الالكترونية وذلك عبر القنوات الإعلامية والصحافة المحلية والمدارس والرسائل الجوالية للتذكير والتنبيه بأن هناك عقوبات مادية صارمة تنتظر كل من يخالف التعليمات المرورية لا أن توضع سيارات مختبئة وسط الأحراش أو في مواقع غير مرئية الهدف منها اصطياد هؤلاء الشباب الذين هم في حاجة إلى من يقف معهم ويتفهم وضعهم الاجتماعي لا أن يستنزفوا مادياً بهذه الطريقة الخالية من الرحمة الإنسانية. فرحمة أيها الفارضون هذا العقاب الجائر على فلذات أكباد هذا الشعب الذي هو منكم وأنتم منه فنحن بلد ولاة أمرنا يسكنون القلوب وكبيرهم وصغيرهم من الشعب محبوب لأنهم رحماء على البائس والضعيف والمكروب والله يرحم من يرحم الناس. وقفة: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً إن الظلوم على حد من النقم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم عضو النادي الأدبي بجدة عضو اتحاد كتاب مصر [email protected]