وأنا أسير بجوار "مبنى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم" مكتبة مكةالمكرمة أول أمس الأحد والواقع كما هو معروف بالقرب من المسجد الحرام توقفت قليلاً وأنا أتفحص المبنى الذي مضى على بنائه أكثر من ستة عقود ولا زال يقاوم "عوامل التعرية" تذكرت ما سبق أن تحدث به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة يرحمه الله ونشرناه هنا في "البلاد" عن وجود العديد من الأفكار أقربها اقامة مبنى لمكتبة أو دار شرعية وكان الأمير يتحدث عن وجود أفكار ورغبة وتوجه من أصحاب القرار.. قلت ولماذا تأخر تنفيذ هذا المشروع المهم؟.. إن الزوار والحجاج والذين يتواجدون هذه الأيام وطوال العام للمرة والزيارة لا بد أنهم يسألون عن هذا المبنى فتأتي الاجابة أنه مبنى مولد رسول الأمة.. ويأتي السؤال الطبيعي ولماذا بقي كل هذه المدة دون أن يقام مكانه مشروع يليق بأهمية المكان؟.. ومع ازالة المنازل وتطوير المنطقة أصبح "المبنى" وأتحدث هنا كمبنى "شاذ" بعمارته القديمة وطلائه وسوء أحواله إلى جانب أن المكتبات التي يضمها مهمة ومتعددة مع وجود "مخطوطات" أثرية ثمينة لا تمكن العاملين من تنظيمها تنظيماً حديثاً. أمر الملك عبدالعزيز نشرت "البلاد" العدد رقم 998 للسنة الخامسة عشرة الصادر في يوم الأحد 25 - جمادى الأولى 1370ه الموافق 4 مارس 1951م هذا الخبر "تحت عنوان" مدرسة ومكتبة في الأماكن التاريخية.تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم فمنح سعادة الشيخ عباس قطان الأرض البيضاء المعروفة بدار السيدة خديجة زوجة النبي رضى الله عنها لاقامة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم على انقاض هذه الدار ..كما تفضل ومنحه أيضاً المكان الذي ولد فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لبناء مكتبة ضخمة يؤمها رواد العلم وطلابه.. ويشرع هذا الأسبوع بالبناء حسب التعميم الذي وضع لذلك.إن أمر الملك عبدالعزيز يرحمه الله واضح وقد سبق ل "البلاد" أن نشرت قبل سنوات صور "الصكوك" الشرعية التي تؤكد وقفية آل القطان لمكان المولد واستمراره مكتبة للحرم.. بمعنى أن الأمر واضح بتتويج وموافقة "المؤسس" والمبنى اليوم يحتاج لاعادة بناء لأنه لن يظل في حالة جيدة بعد مرور أكثر من 60 عاماً .. كما علمنا منذ سنوات أن المشروع يحافظ على المكان إلى جانب أن يكون داراً للعلم والفقه والحديث وتعليم القرآن ونكون بذلك قد حققنا المحافظة على الموقع ورغبة وأمر الملك عبدالعزيز يرحمه الله المثبت بأوراق واثباتات شرعية. إننا في مكةالمكرمة لا نجد اجابة لأسئلة الحجاج والمعتمرين والزوار ولماذا تُرك هذا المبنى "فريداً" بوضعه القديم، إن اقامة مكتبة مكةالمكرمة في مبنى "حديث" مجهز تنفيذاً لرغبة الملك يرحمه الله الذي أشار للمكان بما عُرف به واقامة مدرسة لتحفيظ القرآن ويمكن أن يستغل المبنى الجديد مكتبة ومدرسة تحفيظ واعادة "مكتبة الحرم" إلى حيث كانت بجوار المسجد الحرام.. الأمل في أصحاب القرار والأمر ممكن خاصة والمبنى اليوم قائم في مكانه فريداً بعد ازالة كل ما حوله من مبانٍ من جميع الجهات.. إن قيام واستغلال المكان يحقق أمر الملك عبدالعزيز يرحمه الله الذي نظر بثاقب حكمته لأهمية المكان واستغلاله بما يتفق مع قيمته.. الأمل ينتظر الناس .. كل الناس بل كل المسلمين في اقامة مشروع سبق أن أمر به الملك قبل أكثر من 60 عاماً.