في إطار الحديث حول العلاقة بين الطالب والمعلم، أوضح أحمد العيسى، خبير تربوي، أن قلة احترام وتقدير الطلاب للمعلم هو أمر متراكم منذ عدة أعوام ولكن الإبقاء عليه دون دراسته والتعرف على سبل حل القضية، أدى إلى تفاقم الأمور إلى حد الاعتداء الجسدي على المعلمين. وأشار خلال حواره مع برنامج الثامنة المذاع على قناة mbc1 إلى وجود عدة أسباب تقف وراء هذه الظاهرة منها مايتعلق بمستوى التأهيل ومنها ما يتعلق بمعايير القبول في كليات التربية، فضلاً عن عدم وضع وزارة التربية والتعليم لإطار واضح للتعبير عن طبيعة العلاقة بين الطالب ومعلمه والعكس لضمان وجود سبل تضمن للمعلم احترامه وهيبته وفي نفس الوقت تعطى للطلاب حقوقهم، وأخيراً الهبوط الكبير في مستوى سلوكيات الطلاب بسبب غياب الجانب التربوي في العملية التعليمية نفسها بالإضافة إلى الغياب الواضح فى دور الأسرة وتأثيرها على الأبناء. ورأى عبدالعزيز الطوالة، معلم، أن تغير الظروف وظهور التقنية الحديثة المتمثلة في الإنترنت وغيره من وسائل التكنولوجيا قد يكون لها تأثير كبير على علاقة الطالب بمعلمه، لافتاً إلى أن الأسرة سابقاً كان لها دور كبير في ترسيم تلك العلاقة، ولكن لا يوجد حالياً مراقبة جادة على تصرفات أبنائهم تجاه الغير بصفة عامة وتجاه معلميهم بصفة خاصة. وأكد أن الطلاب قديماً كانوا يهيبون المعلم ويدركون القيمة الحقيقة له، أما الآن في ظل التقنية الحديثة تعلم الطلاب الحصول على المعلومة من مصادر متعددة، مما أعطاهم الجرأة فى تغيير أسلوبهم. واتفق معه المعلم خالد المضحي، مشيراً إلى انخفاض هيبة المعلم تدريجيا مع تصاعد الثورة المعلوماتية، والتي بدأت بالاستهتار اللفظى ثم الاستهانة بتعليماته حتى وصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي عليه، وانتقد مساعدة العديد من الإدارات في نجاح طلابهم مما أثر سلبياً على تدني المستوى التعليمي وعدم احترام المعلمين، وشدّد على ضرورة توافر نظام صارم من قبل وزارة التربية والتعليم بصفتها المسئولة عن هؤلاء المعلمين لتضمن لهم الحفاظ على مكانتهم وهيبتهم بين الطلاب وباقي فئات المجتمع.