جدة - أحمد إلياس تصوير محمد الأهدل : كانت الليلة جميلة من ليالي العروس امتزج خلالها الفكر التجاري بالفكر الرياضي الراقي في جلسة استمتاع ومناقشة استمرت حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأربعاء الماضي فكان المكان يشعرك بذكريات الكرة السعودية وبدايتها التي انطلقت من عروس البحر الأحمر جدة. فعلى ضفاف بحرها الرومانسي ونافورتها العملاقة كانت أمسية التجار مع الرياضيين في ديوانية الرياضة السعودية في نسختها الثانية والتي نظمتها بكل حرفية ودقة وامتياز لجنة الاستثمار الرياضي بغرفة جدة التجارية مساء الثلاثاء الماضي وكان ضيف الأمسية هو الدكتور خالد محمد حامد المرزوقي رئيس هيئة أعضاء شرف الاتحاد وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم وبحضور نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة الدكتور مازن بترجي حيث استعرض المرزوقي مشواره في عالم المستديرة سواء كلاعب في نادي الاتحاد أو كإداري ثم رئيساً للنادي ورئيساً لهيئة أعضاء شرفه ولم يخل الحديث من الاشارة إلى هموم النادي الجداوي العريق والافكار التي يود تطبيقها من خلال منصبه الجديد كرئيس لهيئة أعضاء الشرف. واشتعلت التحديات بين الأهلاويين والاتحاديين خلال الأمسية التي سبقت لقاء الديربي الذي جمع الفريقين مساء أمس على ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع وكان من بين الحضور رئيس الاتحاد السابق أحمد عمر مسعود وعضو الشرف أحمد حسن فتيحي ومدير مكتب رعاية الشباب بجدة أحمد روزي والعديد من الشخصيات الرياضية والتجارية. وفي بداية الأمسية رحب رئيس لجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة عبدالله الغامدي بالضيوف وشكرهم على دعمهم للديوانية التي تجمع أصحاب المال بالرياضيين لوضع منهجية مستقبلية للاستثمار الرياضي خاصة أن الرياضة مقبلة على الخصخصة خلال الأعوام القادمة. بعدها ألقى الدكتور راشد بن زومة نائب رئيس لجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية بجدة كلمة رحب من خلالها بالحضور مشيرا إلى المكانة الرياضية لضيف الديوانية الدكتور المرزوقي بحكم رئاسته لهيئة أعضاء شرف نادي الاتحاد الجماهيري الكبير الذي يعتبر دائماً وأبداً في بؤرة الأضواء. بعدها تحدث الدكتور خالد المرزوقي عن مسيرته العملية والرياضية وهو حالياً يعمل محاضراً في جامعة الملك عبدالعزيز وأكد أن حياته الرياضية في نادي الاتحاد بدأت منذ الصغر خاصة أن والده كان عضو شرف بالنادي وبدأ مزاولة كرة القدم وقت رئاسة المرحوم فتحي أبو الجدايل وكان قائدا لفريق الاتحاد في درجة الشباب ومركزه في الهجوم مشيرا إلى أنه عندما جلب رئيس الاتحاد وقتها يوسف الطويل المدرب النمساوي فيلس كأول مدرب أجنبي كان هذا المدرب هو أول من صعد لاعبين من درجة الشباب إلى الفريق الأول وذلك عام 1387ه وهو الفريق الذي كسب في ذلك العام بطولة كأس الملك فيصل طيب الله ثراه وأن حياته الرياضية انتهت كلاعب عام 1389ه بعد تخرجه من الثانوية وسفره للدراسة في الخارج. وأوضح المرزوقي أن المرحلة الثانية من حياته الرياضية بدأت بالعمل في الإدارة التي ترأسها صديقه وزميله الدكتور عدنان جمجوم رحمه الله وذلك من عام 1410ه إلى 1412ه وأنهم استطاعوا جلب لاعبين مميزين خاصة من الاتحاد السوفيتي وقتها، وعاد كنائب للرئيس إبان فترة رئاسة الدكتور عدنان جمجوم الثانية عام 1414ه وكانت فترة حافلة بالتجربة العملية الرائعة. وأشار المرزوقي إلى أن المرحلة الثالثة كانت عام 2009م عندما تم انتخابه رئيسا لنادي الاتحاد وكانت حسب قوله ناجحة بكل المقاييس خاصة في شأن توقيع العقود مع اللاعبين. وتحدث الدكتور خالد المرزوقي عن المرحلة الرابعة التي يعيشها حالياً كرئس لهيئة أعضاء شرف الاتحاد وكشف عن الكثير من الأفكار والمشاريع التي ينوي تطبيقها في نادي الاتحاد مثل تخفيض مبلغ العضوية الشرفية إلى (2500) ريال فقط وأن مشروعه يهدف لتسجيل (10) آلاف عضو جديد مما يدخل للنادي مبلغ (25) مليون ريال سنوياً وأكد أن تسجيل العضوية الشرفية سيتم عبر الانترنت وذلك للتسهيل على جميع الأعضاء خاصة الذين يرغبون بالتسجيل من خارج مدينة جدة وأنه حالياً قام بالاتصال بالعديد من الشركات من أجل تسويق المشروع على مستوى المملكة بشكل عام مشيراً إلى أن هناك مشروعاً تجارياً وسكنياً للاعبين القادمين من خارج محافظة جدة وأن الموافقة تمت من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكذلك وزارة الشؤون البلدية والقروية وأن تكلفة المشروع (30) مليون ريال وينتظر المستثمر الذي يقوم بالمشروع. وكشف المرزوقي أن متجر نادي الاتحاد سيفتتح بعد شهر في شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز «التحلية» بجدة. وفي نهاية أمسية الديوانية كرم نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة الدكتور مازن بترجي الدكتور خالد المرزوقي بدرع تذكاري. وتخلل الأمسية معرض رياضي يحكي تاريخ الرياضة السعودية قام خلاله المؤرخ جابر الغامدي بعرض صور أرشيفية وقصاصات صحفية ووثائق تروي تاريخ رياضة الوطن منذ نشأتها قبل ما يقرب من (7) عقود وبالتحديد منذ تولي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل «يرحمه الله» مسؤولية رعاية الشباب مروراً بالفترة الذهبية التي شهدت تحقيق المنتخب السعودي لثلاث بطولات قارية والتأهل لنهائيات كأس العالم «4» مرات متتالية وصولاً إلى المرحلة الحالية التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد.